«التسويق الغائب» لمشروعات الدولة يا باشمهندس محلب

الأحد، 23 أبريل 2017 11:48 ص
«التسويق الغائب» لمشروعات الدولة يا باشمهندس محلب

اتفق تماما مع المهندس محلب، أن ما يجرى على أرض مصر حاليا منذ تولى الرئيس السيسى مسئولية رئاسة الجمهورية من مشروعات قومية كبرى هو انجاز كبير بكل المقاييس، خاصة فى مجال الطرق والكبارى والأنفاق التى تصل شرق القناة بغربها وتطوير الموانئ وتنفيذ أرصفة هى الأكبر فى العالم، إضافة إلى مشروع المليون وحدة سكنية ضمن مشروع الإسكان الاجتماعى وخطة القضاء على العشوائيات فى مصر ومحور تطوير قناة السويس والعاصمة الإدارية، وتنفيذ المحاور العملاقة مثل مشروع روض الفرج والمليون ونصف المليون فدان، ومشروعات التنقيب عن الغاز والبترول، وغيرها من إقامة مشروعات صناعية كبرى فى مجال البتروكيماويات وإنشاء المحطات الكهربائية الجديدة.
 
هناك مشروعات قومية كبرى تجرى على أرض مصر، ولكن هناك شىء ما ناقص فى الاحساس بها من البعض والتعريف بها والترويج لها، بحيث يحدث التفاعل الشعبى معها مثلما حدث مع مشروعات مصر القومية فى الخمسينيات والستينيات والتى تحولت إلى كلمات مغناة لكبار المطربين فى مصر ووثقتها أفلام روائية مازال المصريون يشاهدونها حتى اليوم. 
الدولة فى الخمسينيات والستينيات نجحت بخطة منظمة فى التسويق والترويج فى صهر المجتمع المصرى بكافة فئاته مع مشروعاتها القومية، وخاصة مشروع بناء السد العالى ومجمع الألومنيوم فى نجح حمادى والحديد والصلب فى حلوان وتفاعل الجميع معها كجزء من الشعور الوطنى فى تلك المرحلة. 
 
لا نريد المقارنة بين حجم الانجاز الحالى وما سبقه من انجازات فى فترات سابقة. ولكن كما قال المهندس محلب باندهاش إن هناك من يتجاهل تلك الانجازات. والسبب فى رأيى غياب الفكر التسويقى والترويجى للمشروعات القومية فى الحكومة الحالية، ولكل ما يحدث على أرض مصر، وهذا قاله لى كثير من الأصدقاء فى الدول العربية وفى الخارج الأوروبى.
 
فكل ما تحتاجه مصر آلة إعلامية تسويقية وترويجية تعمل وفق المعايير العالمية، كما تفعل بعض الدول الحديثة. فما بالنا ومصر دولة ضاربة بجذورها فى التاريخ وساهمت فى الانجاز الإنسانى والحضارى قديما. فهل تعجز عن تسويق ما تقوم به من انجازات عملاقة هى الأكبر على مستوى الكرة الأرضية حاليا.
 
المهندس محلب يتذكر فى الخمسينيات والستينيات كيف كانت الدولة على قلب رجل واحد خلف مشروعاتها القومية، ولم يكن الإعلام وحده فى معركة البناء، وإنما كل مؤسسات الدولة التعليمية والثقافية والاجتماعية. الجامعات والمدارس والنقابات المهنية ونقابات الفلاحين والعمال، نظمت الرحلات اليومية والشهرية إلى المشروعات القومية، وظل هذا التقليد حتى السبعينيات تقريبا. وتضمنت المناهج التعليمية دروسا عن المشروعات القومية، وكانت قصور الثقافة تعج بالمحاضرات والندوات عن تلك المشروعات. وجاء دور مشاهير الفنانين فى معركة البناء بأغانٍ مازالت تعيش فى ذاكرة ووجدان المصريين حتى الآن، «قلنا هانبنى وادى احنا بنينا السد العالى»، و«عاش الجيل الصاعد» و«المسئولية» و«طوف وشوف»، وغيرها التى رسخت الشعور القومى لدى فئات الشعب المصرى.
 
إذن المسألة هنا يا باشمهندس محلب ليست فى حجم الانجازات وتجاهل البعض لها، وإنما غياب منظومة التسويق والترويج الداخلى والخارجى، وهذا ما ينقصنا فعلا. فوجود هيئة أو مؤسسة للتسويق ليس معناه فقط تحميلها المسئولية وحدها، وإنما بالتعاون والتنسيق مع كافة مؤسسات الدولة فى التعليم والثقافة والأوقاف والإعلام والفن والسينما عموما.
 
لدينا ما يستحق التسويق والترويج له، لكن يبدو أن هناك من لا يعترف «بالبروجاندا» التى بنت بها دول سمعتها فى الخارج وسيطرت بها على عقول ووجدان شعوب أخرى وليس شعبها فقط.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة