عنى وعنك

الخميس، 27 أبريل 2017 07:25 م
عنى وعنك
حبيبان - ارشيفية
نجوى رسمي

لم أحزن عليك كما ينبغى.. أخبرتك كثيراً أن حياتى بدأت منذ عرفتك، لم تكن قصة حب كقصص الحب التى نسمع عنها وألفناها، ولكن كان جواز صالونات كما يسمونه.
 
ملامحك الطيبة ووجهك السمح أول ما استوقفنى، حنان أبوى وهيئة توضح وبصدق أنك تعمل بالتدريس.
 
مدرس ويعمل بالخليج، هكذا حدثتنى أمى عنك ولم أكن قد رأيتك بعد.. ثم رأيتك، مجرد ارتياح هو ما شعرت به، ولم أكن يا حبيبى بحاجة لأكثر من ذلك، فلقد كنت لا أؤمن بالحب، وأعتبره تفاهة ومراهقة لا تليق بى، فأنا أكبر إخوتى، العاقلة الراسية المثل الأعلى التى تصف الحب بأنه قلة أدب.
 
تزوجنا فى زمن قياسى لاقتراب إجازتك من نهايتها وسافرت وحدك وتحولت علاقتنا لمكالمات عابرة وخطابات.
 
كيف انفجر شريان حبك فى قلبى، كيف أحببتك أكثر من نفسى، عشت عمرى كله معك فى انتظار، فى انتظار قدومك، فى انتظار اللحاق بك فى سفرك، فى انتظار ابتسامتك الجميلة الراضية..
 
أنجبت ثلاثة أبناء، فى كل منهم ملمح منك، منهم من يحمل ملامحك الهادئة ومنهم من يحمل طباعك المتسامحة مع الحياة والناس ومنهم من يحمل حبك الشديد وعشقك للرياضيات والفيزياء.
 
كيف أعبر لك عن لوعتى لفقدك، ولكنى لا أشعر أنى فقدتك للأبد فأنت جزء منى، أنت بداخلى ولم تفارقنى، مازلت أنتظرك أو بمعنى أدق أنتظر لقاءنا، أسير فى الطريق فأتوهم ملامحك بين الوجوه.
 
 
من قال إن الأموات يرحلون، أبداً، إنهم باقون للأبد، أشتاق لغفوة على صدرك، أشتاق لحكاياتى وقصصى عما مر بى فى يومى، أعود للبيت فأجده هادئاً....يقتلنى هذا الهدوء، وددت لو أكتب عن شغفى بحديثك، عن عشقى لابتسامتك، عن حبى لك، إلى اللقاء يا أعز الناس يا توأم الروح.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق