«وكان أبوهما صالحا»

الأحد، 07 مايو 2017 09:20 ص
«وكان أبوهما صالحا»
اب وام كبار في السن
د.بسمة البحرى

دائما ما أتساءل عن قصة هذا الرجل الذى لم يخبرنا الله تعالى باسمه، لكنه شرفه بذكره فى كتابه الكريم كأب صالح ترك غلامين يتيمين لا يملكان من أمرهما شيئا، فسخر الله تعالى لهما عبدا صالحا يدعى الخضر، ليقيم لهما جدارهما الذى أوشك أن ينقض وبذلك يحمى لهما كنزهما حتى يبلغا أشدهما فيستخرجاه من تحته، وما كانا على علم بأمر هذا الكنز ولا مكانه، ومن المحتمل ألا يكونا قد التفتا لأمر الجدار الذى أوشك أن ينقض ولا اهتما لأمر الرجل الذى أقامه لهما. 
ومن المحتمل أيضا ألا يكونا قد أدركا أباهما ولا أحاطا علما بما كان بينه وبين ربه ولا شهدا صلاحه الذى أورثهما كل هذا القدر من حفظ الله ومعيته، لكننا بقليل من التدبر والتأمل فى الآيات قد ندرك بعضا من سر هذا الرجل، فالآيات تخبرنا بأن موسى والخضر استطعما أهل القرية فأبوا حتى أن يضيفوهما! 
فالقرية سيئة وأهلها بخلاء يفتقرون إلى الأخلاق وكرم الضيافة 
 
فالرجل لم يكن فقط صالحا، بل كان صلاحه هذا فى مناخ سيئ وبين قوم يفتقرون إلى الصلاح.
 
كان رجلا غريبا متفردا بصلاحه، فكيف لا يخلده الله بالذكر فى كتابه الكريم وكيف لا يشمل أولاده بكل هذه الرعاية من بعده؟
 
والأهم هو لماذا لا نكف دائما عن التوعد بأن الله سيهلكنا بأفعال سفهائنا؟ متناسين أنه يختص بحفظه ومعيته عباده الغرباء، فطوبى لهم كما جاء فى الحديث الشريف: طوبى لِلْغُرَباءِ، قيل: و مَنِ الغُرَباء يا رسولَ اللهِ؟ قال: ناس صالحون قليل فى ناس كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم.
صيدلانية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق