حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق.. وليد «بياع الخمرة الحلال» وصانع البهجة على جسر الحلوة.. الشاب الثلاثيني: «البوظة» أنقذتني من البطالة والشهادة «زي قلتها» (فيديو)

الأحد، 14 مايو 2017 02:18 م
حاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق.. وليد «بياع الخمرة الحلال» وصانع البهجة على جسر الحلوة.. الشاب الثلاثيني: «البوظة» أنقذتني من البطالة والشهادة «زي قلتها» (فيديو)
جانب من الفيديو
كتبت - هناء قنديل

على ضفاف ترعة الإسماعيلية بالطريق الزراعي، يقف وليد، موزعا بسماته المغموسة في ملامح تنطق بالشقاء، والتعب، على جميع من يتوقفون أمامه لالتقاط الأنفاس أثناء السفر، وتناول بعض الخمر المرطب.

نعم فهذا الشاب الذي لم يتجاوز الـ35 من العمر يبيع لرواد الطريق البوظا، ذلك المشروب ناصع البياض، الذي يرطب القلوب التي أنهكها حر الجري وراء رزق بات صعب المنال، لولا وجود الله.

 ويعيش الشاب الثلاثيني في عشة مجاورة لمكان عمله على نصبة البوظة، أعلى جسر الحلوة، ويعول أسرة من أب وأشقاء، وزوجة، و3 أبناء.

رأس مال وليد لا يتخطى عددا من الجراكن، والقوارير، الموضوعة على منضدة مغطاة بمفرش بلاستيك، وقطعة من المقاش، بجانب كوب من الألومنيوم، ومجموعة أكياس يبيع فيها البوظة، التي تعد صناعتها المهنة الوحيدة التي ورثها عن والده.

«صوت الأمة» التقت وليد، في حديث طويل، كشف فيه عن آلامه وآماله ، قائلا: تعلمت حتى حصلت على بكالوريوس السياحة والفنادق، ورغم ذلك لم ينقذني من البطالة إلا صنعة والدي، وهي بيع البوظة، التي أعيش منها أنا وأسرتي الكبيرة، بعد أن هجرنا الصعيد لضيق الرزق هناك، خاصة أن الشهادة زي قلتها.

وأضاف: حتى شغلانة البوظة بقت بتكسب بالعافية، بعد الارتفاع المبالغ فيه في أسعار الخامات، ونحن نبيع للناس بالسعر القديم، لكن ما باليد حلية، لازم نرضى بالمقسوم.

وعن أبرز طموحاته في الدنيا قال: مش عايز أكتر من إني أقدر أصرف على أسرتي، وأن أعلم أبنائي عشان يطلعوا أحسن مني.

وحول الاتهمات التي توجه لبائعي البوظة بأنها نوع من الخمور، قال وليد: «دي خمرة حلال، لأنها غير مسكرة، فهي مكونة من الشعير المطحون، والسكر، والماء، ولا أضع عليها كحول كالذي يوضع في الحانات، كما أنني أقدمها طازجة، ولا أنتظر حتى يختمر الشعير».

وأضاف: زبائني من كل الأعمار، والفئات، أغنياء وفقراء، الكل بيقفوا بسياراتهم يشتروا مني، علشان شغلي صحيي نظيف.

ويحكي وليد تاريخ البوظة فيقول: تعود قصة البوظة إلى أكثر من 3000 عام في الصين، حين كان أباطرة هذه الدولة، يأمرون بصناعة الآيس كريم من ثلوج الجبال، وخلطها مع الفواكه المختلفة بالإضافة إلى النبيذ والعسل، وذلك لخلق طعم ممتع يناسب أوقات استرخائهم.

أما عن الرأي القفهي في شأن البوظة ففيه اختلاف بين العلماء، الذين حرمها بعضهم، وأباحها آخرون.

وروى جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما، أن رجلا قَدِم من جَيشانَ باليمن، فسأل رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم عن شَراب يشربونه بأرضهم من الذُّرة يقال له: المُزر، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «أَوَمُسكِر هو؟» قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل مسكر حرام، وإن عند الله عَهدا لَمَن يَشرَبُ المُسكِرَ أن يَسقِيَه مِن طِينة الخَبالِ، فقالوا: وما طينة الخبال؟ قال: عَرقُ أَهلِ النارِ أو: عُصارة أَهل النار»، رواه مسلم والنسائى.

الاخبار المتعلقة:

تصفيد شياطين الغلاء ومواجهة جشع التجار.. هل تفعلها الحكومة في رمضان؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق