حماس.. تاريخ من الابتزاز والخداع

الثلاثاء، 06 يونيو 2017 02:18 م
حماس.. تاريخ من الابتزاز والخداع
سعيد محمد أحمد يكتب:

اعتادت حركة حماس منذ ظهورها على المسرح السياسي الفلسطيني، والعربي، كحركة مقاومة، استمراء أسلوب المرواغة، والكذب وخداع الرأي العام بشعارات جوفاء لم تؤتي أوكلها على مدى أكثر من عشرين عاما، سوى التهرب من اتخاذ القرار الوطني الفلسطيني في الوقت الصحيح، لصالح القضية الفلسطينية، بل وتفويت الفرص تلو الأخرى لصالح الكيان الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني، بهدف تخريب كل الجهود العربية والإقليمية تدعمها في ذلك «دويلة قطر»، مركز المؤامرة والتأمر على العرب جميعا وبصفة خاصة مصر الساعية لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، دون أن تقدم حماس وقادتها، وداعميها دليلا واحد على صدق رؤيتهم، على خلاف الحقيقة.
 
ووثيقة حماس المعنونة بـ«الجديدة»، تشكل خداعا للعالم على مدى الأعوام الماضية، ليأتي إعلانها المفضوح، والصارخ للرأي العام العربي والغربي، التي إنطلقت من «الدوحة» مركز تجمع الجماعات الإرهابية والمتطرفة، من كل لون وشكل، بقبولها دولة فلسطينية على حدود عام 1967، لتذهب كل شعاراتها القديمة بأيدولوجيتها إلى الجحيم، عبر استمرارها، في استمرار الكذب بـ«مقولتها» المعهودة «عدم إعترافها» بإسرائيل، بالرغم من إتصالاتها المباشرة وغير المباشرة مع الكيان الإسرائيلي على مدار الأزمة الفلسطينية.
 
حقيقة الأمر أن إعلان الحركة الأخير بوثيقتها الجديدة، جاء في أعقاب الفشل الذريع لكافة قيادات حماس سواء في الخارج أو الداخل، وتجاوز بؤسها الذاتي، الذي لم يتسبب فقط في عزلة أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة عن العالم الخارجي، بل عزلت نفسها أيضا عربيا وإقليميا ودوليا، وأصبحت رهينة الدعم القطري بوصفها الملاذ الوحيد لهم بالخارج، وأن ما قامت به حماس لن يغير شيئا من نهجها، بعدما تبين حقيقة أيدولوجيتهم الدينية المبطنة بالستار الإسلامي.
 
وبالرغم من عبثية تلك الوثيقة التي لاتشكل في حقيقة الأمر تحولا جذريا، كما يدعي رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل، وإنما جاءت نتيجة غلق كل الأبواب أمام الحركة بوصفها حركة إرهابية «وفقا لتصنيف العديد من الدول الغربية إعتبار حماس منظمة إرهابية»، بل ومناوئة لكل المبادرات سواء ما يتعلق منها بعملية السلام أو بالمصالحة الوطنية التي استنزفت كافة القوى الفلسطينية في حروب مكذوبة لاطائل منها سوى الخراب والتفكك والإنقسام الداخلي، الأمر الذي باتت معه، وحدة الشعب الفلسطيني أمرا ملحا، لتوحيد اللحمة بين أبناء الشعب الفلسطيني.
 
ليس غريبا أن يأتي إعلان مشعل في أول مايو الماضي من «دوحة المؤامرة بالجزيرة» بإدعاءات كاذبة عبر وثيقة مشكوك في أهدافها وإعلانها الصريح ومدى التخبط بين قادتها ما بين إعلانها أنها تستند «للمرجعية الإسلامية» كأولوية أولى، ولينتهى الأمر بقبولها بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، وهو ما يتناقض تماما مع ما ورد فى ميثاق حماس الصادر عام 1988 عند إنطلاقها، وتأكيدها أن الحركة، جناح من أجنحة جماعة «الإخوان المسلمين»، ليأتي إعلان خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة أن «حماس» لا تقيم «علاقة إدارية أو تنظيمية»مع جماعة الإخوان المسلمين وأنها حركة «تحرير فلسطينية تتبنى الإسلام المعتدل»، مؤكدا في الوقت ذاتة أن هذه النقطة الأولى في الوثيقة السياسية الجديدة لحماس.
 
هذا هو حجم النفاق والكذب والتدليس على الشعب الفلسطيني بشعارات فضفاضة، وهو مايؤكده أيضا مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بأن الوثيقة «كاذبة»، متهما حماس بـ«خداع العالم» كما أنها تهزأ من العالم عبر محاولتها تقديم نفسها عبر تلك الوثيقة، وكأنها منظمة منفتحة ومتطورة، في ظل رفضها لإتفاقات أوسلو وملحقاتها.
 
الوثيقة تجاهلت مسألة «تدمير إسرائيل»، التي نادت بها حماس في ميثاقها لعام 1988، في الوقت الذي انتخبت فيه متشددًا لرئاسة مكتبها السياسي في غزة «يحيى السنوار»، مؤسس الجهاز الأمني للجناح العسكري للحركة خلفًا لإسماعيل هنية، الرئيس الحالي للمكتب السياسي للحركة خلفا لخالد مشعل المقيم الدائم مع أعوانة في الدوحة.
 
المؤكد أن العزلة الدولية المفروضة على حركة حماس لن تنتهي في القريب العاجل، على الرغم من إعلانها المخادع، الذي يحتاج مزيدا من الأدلة المقعنة، وأنه مجرد محاولة لتخفيف التوتر، وتلطيف الأجواء مع المجتمع الدولي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق