كيف تورط سيد قطب في هجوم المعادي الإرهابي؟

الأحد، 18 يونيو 2017 12:57 م
كيف تورط سيد قطب في هجوم المعادي الإرهابي؟
سيد قطب
عنتر عبداللطيف

قبل أن يضغط الإرهابى على الزناد ليقتل ويروع الأبرياء من قبيل حادث الأوتوستراد الذى راح ضحيته ضابط شرطة وإصابة 3 من الجنود هناك خطوة تسبق ذلك وهى القناعة الفكرية بالإقدام على هذه الجريمة الشنعاء.

الأفكار ليست دائما ملائكية فهناك افكار شيطانية تمهد للجرائم الإرهابية ويأتى على رأسها كتاب سيد قطب " معالم فى الطريق " الذى يوصف بمرجع الدم نظراً لاعتباره أحد المرجعيات الأساسية التى تتخذها الجماعات التكفيرية زريعة لعملياتهم الإجرامية. 

 سي

كان سيد قطب عضوًا في حزب الوفد المصري الذي أسسه سعد زغلول ما يزيد على سبعة عشر عامًا، وفى سنة 1942م، تركه ثم انضم لحزب السعديين، وظل فيه إلى سنة 1945م.في سنة 1953م اتصل سيد قطب بجماعة الإخوان المسلمين حيث سبق و كانت له انتماءات سياسية في مراحل سابقة من حياته.

يرجع المؤرخون انضمام سيد قطب إلى جماعة الإخوان المسلمين إلى توتر العلاقة بين الاخوان وجمال عبدالناصر من ناحية وتوتر العلاقة أيضاً بين سيد قطب وناصر فقد كان للأول طموحات فى أن يتولى منصباً فى ظل المرحلة الجديدة مشترطاً وزارة المعارف إلا أن أعضاء مجلس قيادة القثورة كان لهم رأى آخر. 

 اعتقل سيد قطب في المرة الأولى منذ سنة 1954م وحتى سنة 1964م، وبعد خروجه من السجن تولى قيادة التنظيم الإخواني الجديد الذي أُنشأ بعد حل جمال عبد الناصر لجماعة الإخوان. ثم سنة 1965م،اعتقل قطب مرة أخرى لينفذ فيه حكم الإعدام شنقاً سنة 1966م.

عندما اعتقل سيد قطب وجرى وضعه فى مستشفى طرة نظراً لسؤ حالته الصحية  طلب من أسرته كتب حسن البنا، وأبو الأعلى المودودي، ليحدث له تحول فكرى عنيف ثم بدأ يطلب كتب ابن تيمية وابن القيم، وبدأ التغير في تفكيره وكتاباته.

حسن البنا
 

 

كان من نتاج تأثر سيد قطب بأبو الأعلى المودودى و أبن تيمية  ظهور ذلك فى كتاباته  خاصة في الطبعة الثانية من «الظلال»، بدءًا من الجزء (13) والأجزاء الأخيرة، و«معالم في الطريق» وكتاب «خصائص التصور الإسلامي»،و«مقومات التصور الإسلامي».

تقول زينب الغزالي التى كات مقربة من مرشد الإخوان حسن الهضيبى عن ظروف كتابة معالم فى الطريق متحدثة عن شقيقة سيد قطب التى كانت تزوره فى السجن واستطاعت تهريب أوراق للكتاب بخط سيد قطب :"وأعطتني ملزمةً من كتاب قالت: إن سيد يعده للطبع، واسمه «معالم في الطريق»، وأن سيد قطب قد ألفه في السجن، وقالت لي شقيقته: إذا فرغتم من قراءة هذه الصفحات سآتيكم بغيرها.

زينب
 

وعلمتُ أن المرشد – حسن الهضيبي - اطلع على ملازم هذا الكتاب، وصرح للشهيد سيد قطب بطبعه، وحين سألته قال لي:على بركة الله، إن هذا الكتاب حصر أملي كله في سيد، ربنا يحفظه، لقد قرأته وأعدت قراءته، إن سيد قطب هو الأمل المرتجى للدعوة الآن إن شاء الله.

وأعطاني المرشد ملازم الكتاب فقرأتها، فقد كانت عنده لأخذ الإذن بطبعها، وقد حبست نفسي في حجرة بيت المرشد حتى فرغت من قراءة «معالم في الطريق».

الهضيبى
 

 

 الشيخ "محمد عبد اللطيف السبكي" ـ رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر كتب رداً على كتاب سيد قطب معالم فى الطريق في مقال عنوانه "عن كتاب معالم في الطريق وهو دستور الإخوان المفسدين" حيث أسند المجلس الأعلى للشئون الإسلامية  إلى الشيخ السبكى مراجعة وكتابة تقريرعن مضمون كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب" قائلاً فيه: " لأول نظرة في الكتاب يدرك القارئ أن موضوعه دعوة إلى الإسلام ولكن أسلوبه أسلوب استفزازي، يفاجئ القارئ بما يهيج مشاعره الدينية وخاصة إذا كان من الشباب أو البسطاء الذين يندفعون في غير روية إلى دعوة الداعي باسم الدين ويتقبلون ما يوحي إليهم به من أهداف، ويحسبون أنها دعوة الحق الخالصة لوجه الله وأن الأخذ به سبيل إلى الجنة .

س
 

 

تابع الشيخ السبكى :"وأحب أن أذكر بعض نصوص من عبارات المؤلف لتكون أمامنا في تصور موقفه الإفسادي :1ـ في صفحة (6) يقول : " ووجود الأمة المسلمة يعتبر قد انقطع من قرون كثيرة، ولابد من إعادة وجود هذه الأمة لكي يؤدي الإسلام دوره المرتقب في قيادة البشرية مرة أخرى .. لابد من بعث لتك الأمة التي واراها ركام الأجيال وركام التصورات، وركام الأوضاع، وركام الأنظمة التي لا صلة لها بالإسلام… إلخ ." إن المؤلف يُنكر وجود أمة إسلامية منذ قرون كثيرة!، ومعنى هذا أن عهود الإسلام الزاهرة، وأئمة الإسلام، وأعلام العلم في الدين، في التفسير والحديث والفقه وعموم الاجتهاد في آفاق العالم الإسلامي، معنى هذا أنهم جميعا كانوا في تلك القرون الكثيرة السابقة يعيشون في جاهلية، وليسوا من الإسلام في شئ . حتى يجئ إلى الدنيا "سيد قطب" فينهض إلى ما غفلوا عنه من إحياء الإسلام وبعثه من جديد!!.

يقول الشيخ السبكى :"فقد انتهيت في كتاب " معالم في الطريق " إلى أمور :
1 ـ إن المؤلفَ إنسانُ مسرفُ في التشاؤم، يَنظر إلى المجتمع الإسلامي، بل يَنظر إلى الدنيا بمنظار أسود ويصورها للناس كما يراها هو أو أسود مما يراها، ثم يتخيل بعد ذلك آمالاً ويَسْبح في خيال.
2- إن "سيد قطب" استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع، وتصدع الأمن، وإلهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله وذلك هو معــنى الثورة الحركيــة التي رددها كلامه (2)". أ هقلت: فانظر ـ رحمك الله ـ إلى فراسة هذا الشيخ الذي فطن أن "سيد قطب" من خلال هذا الكتاب قد "استباح باسم الدين أن يستفز البسطاء إلى ما يأباه الدين من مطاردة الحكام مهما يكن في ذلك عندي من إراقة دماء والفتك بالأبرياء وتخريب العمران وترويع المجتمع، وتصدع الأمن، وإلهاب الفتن في صور من الإفساد لا يعلم مداها غير الله"، وهو بالفعل ما وقع!، فقد أصبح كتاب "معالم في الطريق" هو الشرارة التي ينطلق منها خوارج العصر للإفساد في الأرض باسم الإصلاح وتطبيق الشريعة!!

اقرأ أيضاً

قصة إنشاء التنظيم السري لـ «الإخوان» الذي حاول اغتيال عبدالناصر بالمنشية

ماذا قال الإخواني محمود عبداللطيف عن محاولة اغتياله لعبدالناصر في حادث المنشية؟

 
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة