ماذا قال الإخواني محمود عبداللطيف عن محاولة اغتياله لعبدالناصر في حادث المنشية؟

الإثنين، 12 يونيو 2017 11:57 ص
ماذا قال الإخواني محمود عبداللطيف عن محاولة اغتياله لعبدالناصر في حادث المنشية؟
محمود عبداللطيف
عنتر عبداللطيف

تورط  محمود عبداللطيف أحد أعضاء التنظيم السرى بجماعة الإخوان فى محاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في حادث المنشية يوم 22 أكتوبر عام 1954 وذلك بإطلاق النار على عبدالناصرأثناء خطابه الجماهيري بميدان المنشية بالإسكندرية في ذكرى ثورة يوليو، وهي الأحداث التي يتناولها مسلسل الجماعة 2 من تألف الكاتب الكبير وحيد حامد والمذاع على فضائية أون تى فى .
 
محمود عبداللطيف
 
 
عقب فشل محاولة الاغتيال وفي جلسة محكمة الشعب كتب المتهم الأول محمود عبد اللطيف خطابا بخط يده وقدمه إلى جمال سالم رئيس المحكمة قائلا فيه: سيدى رئيس محكمة الشعب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فإن الله حق يحب الحق، أنا محمود عبد اللطيف انضممت إلى الإخوان المسلمين فى سنة 1942، كان اعتقادى فى هذه المرة أن هذه الجماعة تعمل لله، وأن قادة الإخوان لا يأمرون إلا بما فيه خير الإسلام والمسلمين، فكنت أسمع كل أمر في طاعة، دون تردد أو مناقشة لأن هذا صادر عن أناس مسلمين، يعملون للإسلام ويقدرون مسؤولية الله في أي عمل يعملونه، فكنت معهم على هذا الأساس، وكنت أعيب على بعض الطلبة حين يناقشون في أي أمر، وأقول في نفسي إن الطلبة عندهم حب الجدال في أي شىء.
 
وثيقة
 

وتابع محمود عبد اللطيف يقول فى رسالته: وكان كل أمر يأتينى من الإخوان أرى أن فى طاعة هذا الأمر طاعة لله خالصة. حتى ضمونى إلى النظام السرى. الذى يتكون منى أنا وسعد حجاج. وكان علينا مراقبة منزل أنور السادات وجريدة «الجمهورية» مقر عمله. ومراقبة الحراس عليه وطريقة مهاجمته لاغتياله. بعد دراسة وافية استقر الأمر على مهاجمته على باب دار الجريدة. وفى هذا الحين قرأت الاستخارة لأتبين أحقية هذا فى الاستخارة. وقد علمنا إياها الإمام الشهيد حسن البنا فى رسالة المأثورات وهى الأدعية والأوردة الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم. وهى فائدتها أن الأمر إن كان خالصا لوجه الله ييسره الله وإن كان غير ذلك يوقفه الله.

 

ناصر
 

أضاف :«بعد قراءتى لهذه الاستخارة أتانى الأخ توفيق المكلف بهذه المهمة. وقال انتظروا حتى يأتى أمر التنفيذ. وبعد ذلك انقطع عنى مدة. حتى علمت بعد ذلك أنه قبض عليه خارج القاهرة. تسلم مكان توفيق هنداوى دوير».

وقال: أنا أعطيكم الأوامر

فقلت: خير إن شاء الله.

وقبل الحادث بأسبوع أخبرونى أن سعد حجاج يأمر الإخوان باغتيال الرئيس جمال عبد الناصر.

وقال لنا: أى واحد منا نحن الثلاثة تتاح له الفرصة ينفذ الأمر.

وفى هذا الحين قرأت أيضا الاستخارة.

وبعدها بيوم قال لى هنداوى: وقف الأمر

ولم يكن قد أعطانى سلاحا بعد‍

بعدها بيومين أحضر لى السلاح..

قال لى: سر على بركة الله

قبل الحادث بيوم قابلته أخبرته بأن الرئيس جمال عبد الناصر مسافر إلى الإسكندرية لإقامة احتفالات شعبية. إنى معتزم السفر. فتردد قليلا..

ثم قال: سافر على بركة الله

فسافرت وارتكبت الحادث.ومن نعمة الله علىّ أنى لم أذهب بدماء الرئيس جمال عبد الناصر.وأقف بين يدى الله بها.

علمت من التحقيق فى الجلسة الثانية أن هنداوى دوير قال إن هذا الاغتيال السياسى لم يكن من الإسلام فى شىء. إنما هو ميراث ورثناه من قبل. فى رأيى أن هذه العبارة هى من قول الكافرين. (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ)، ولو كنت أعلم هذا من قبل لناقشت كل أمر كان يأتينى من الإخوان. كنت أنا أول ضحية فى هذا الشأن. لأنى كنت آخذ كلامهم عن ثقة ويقين بأنه للإسلام.

اختتم محمود عبداللطيف حديثه قائلاً:"أحب أن أنبه جميع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها إلى هذا. بأن لا يأخذوا من أى واحد يثقون به من المسلمين أمرا. حتى يتبينوا حقيقته. أهو لله والإسلام.. أم لغير ذلك.إنى أقول هذا الكلام لا طمعا فى تخفيف العقوبة. ولكنه إحقاقا للحق. «والأمر بين يدى عدالة المحكمة».فهى صاحبة الشأن والله يقول الحق. وهو يهدى السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". 

 
عقدت عدة جلسات للمحاكمة وفى يوم ١٨ نوفمبر ١٩٥٤ كانت يوم سماع أقوال المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبى. وقد سجل الصحفى أحمد لطفى حسونة الصحفى بالأخبار تفاصيل الجلسة فقال: «إقبال الجمهور كان شديدًا لحضور المحاكمة وحضر المتهم محمود عبد اللطيف من السجن وجلس في مكانه مبتسمًا وبدأت الجلسة وحضر شاهد النفى حسن الهضيبى مرشد الإخوان وبدأت الجلسة».
 
يتابع حسونة :"ونودى على حسن الهضيبى فدخل.. سأله جمال سالم رئيس المحكمة عن اسمه وعمله ،قال حسن الهضيبى: مستشار سابق وعمرى ٦٣ سنة. ثم حلف: والله العظيم أقول الحق ولا شىء غير الحق
 
قال حمادة الناحل محامى محمود عبد اللطيف موجهًا كلامه إلى الهضيبى: "إن محمود عبد اللطيف المتهم بقتل عبد الناصر تبين أنه عضو في الإخوان واعترف بذلك، كما اعترف الشهود بذلك وبأنه تم تسليمه المسدس وتوجيهه إلى ما ارتكبه لذلك رأيت أن استشهد برئيس جماعة الإخوان". وسأل الهضيبى: هل تعرف محمود عبد اللطيف؟ رد الهضيبى: لا أعرفه.
 
فقال له المحامى: إنه عين لحراستك من قبل.. فقال الهضيبى: والله ما أدرى وفيه ناس كتير بيحرسونى ولا أعرف واحدا منهم.
 
سأله المحامى: هل تعرف شيئًا عن الجهاز السرى للإخوان الذي انضم إليه محمود عبد اللطيف؟ فقال: "محمود عبد اللطيف مين؟"
 
ثم قال: أنا لما عينت مرشدا عام ١٩٥٠ تبين أن عندهم شيئًا اسمه النظام الخاص ثبت أنه ارتكب جرائم عام ١٩٤٧،١٩٤٨ وقالوا لى إن الجرائم هذه انحراف وخروج عن الغرض الأصلى الذي هو إعداد الفرد المسلم إعدادًا صالحًا للدفاع عن الإسلام.
 
أضاف الهضيبي: أن بعض الإخوان أو بتوع هذا النظام لا يثقون بى لأنهم ناس بتفتكر إنهم مجاهدون أكثر شوية.
 
فرد محمود عبد اللطيف من داخل القفص وهو يشير إلى الهضيبى : «غرروا بى.. كنت ضحيتهم.. فهمونى إن الإسلام أباح دم جمال عبد الناصر".
 
 
يقول أحمد حسن الباقورى، الوزير السابق عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين فى شهادته عن حادث المنشية : كنت أجلس بشرفة هيئة التحرير بميدان المنشية وكنت أجلس بالقرب من الرئيس وكان بجواري الميرغني حمزة وزير الزراعة السوداني ورفع يده بعد إطلاق الرصاص وإذا بيده غارقة بالدماء نتيجة نأثرها شظايا الزجاج، أما الناحية الأخرى فكان هناك سكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية وأصيب برصاصة ببطنه ونقل إلى المستشفى وذهبنا إلى زيارته مع جمال عبد الناصر في اليوم التالي.

فيما اعترف المتهم الثالث في القضية خليفة عطوة، باشتراكه في التخطيط للعملية، وقال لعدد من وسائل الإعلام مؤخرًا بعد ثورة يناير إنه تم تكليف مجموعة من الجهاز السري للجماعة من أربعة أشخاص كان يقودها هنداوي دوير، الذي كان يعمل محامياً وكان هو الثالث في المجموعة وكان معه محمد النصيري، الطالب بكلية الحقوق، وأنور حافظ محمد الطالب بكلية التجارة، وأيضاً محمود عبداللطيف والذي كان يجيد إطلاق الرصاص، وكان بحوزته قطعتا سلاح خشية تعطل إحداهما لأي أسباب.

واضاف: وارتدى محمد النصيري حزاما ناسفا للهجوم على ناصر حال فشل مهمة عبداللطيف، وارتديت أنا وحافظ ملابس الحرس الوطني وبينما كان عبداللطيف يستعد لتصويب مسدسه ناحية ناصر بعد أن تمكن من الوقوف أعلى تمثال سعد زغلول، وفي الوقت الذى كان فيه جمال منفعلاً ويرفع يده اليسرى كانت تلك اللحظة لإطلاق الإشارة بالتلويح بأصبعي حتى تستقر الرصاصة في صدره، إلا أن القدر وقف مع ناصر أثناء وضعه قلم حبر من ماركة «تروبل» بحبر أحمر لتصيب الرصاصة القلم لتمر بين كتفى جمال سالم وعبدالحكيم عامر لتصيب أحمد بدر، سكرتير هيئة تحريرالإسكندرية.

أقرأ أيضاً

بنت الشاطر تخلع زوجها بسبب مواقفه من «الجماعة»

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق