المعارك والغزوات الاسلامية "29 - 30 " غزوة الغابة

السبت، 24 يونيو 2017 12:15 م
المعارك والغزوات الاسلامية "29 - 30 " غزوة الغابة
المعارك و الغزوات
أمل عبد المنعم

كانت غزوة ذي قرد "غزوة الغابة" في ربيع الأول سنة ست (يوليه سنة 627 م) وفي البخاري أنها كانت قبل خيبر بثلاثة أيام وبعد الحديبية بعشرين يوما.

وسببها إغارة عيينة بن حصن الفزاري على  " لقاح " رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سبق ذكره ، وهذه الغزوة تعتبر كلها للصحابي الجليل سلمة بن الأكوع الذي يعتبر بحق أسد الأسود حيث انطلق سلمة وحده خلف العدو وهم بالمئات وهو وحده على قدميه، وكان أسرع العرب حتى أنه كان يسبق الخيل على قدميه، حتى وصل خلف العدو وارتجل قائلاً:أنا ابن الأكوع  واليوم يوم الرضع.

وأخذ يرميهم بالسهام فإذا أرادوا الرجوع إليه فر هاربًا بسرعة لا يدركه أحد ، وإذا عادوا عاد ورائهم بسرعة يرميهم بالسهام ، وصعد على ثنية جبل وهم يسقون إبلهم فرماهم بالحجارة فلقوا منه شدة ودخلهم خوف عظيم من هذا السبع الضاري ، حتى إنهم تخففوا من غنائمهم التي نهبوها،  فألقوا ثلاثين رمحًا وثلاثين بردة ، حتى أمضوا في الهرب وظنوا أنهم قد نجوا منه ، فجلسوا يستريحون وكان الوقت ضحى فإذا بالسبع يطلع عليهم من رأس جبل مرددًا ما قاله من قبل .

على الطرف الآخر عندما خرج سلمة في أهل المدينة ، سمع النبي صلي الله عليه وسلم صراخه فترامت الخيول إلى رسول الله فانتهى إليه ثمانية فرسان منهم المقداد وأبو قتادة والأخرم وغيرهم ، فأمر عليهم سعد بن زيد وأمرهم باللحاق بالعدو على أن يلحق بهم النبي  مع باقي الناس، فانطلقت كتيبة الفرسان وكان فيهم أبو عياش فقال له النبي  "يا أبا عياش لو أعطيت هذا الفرس رجلاً هو أفرس منك فلحق بالقوم" فقلت : يا رسول الله أنا أفرس الناس، فضرب أبو عياش الفرس فما جرى به سوى خمسين ذراعًا حتى طرحه.

فلحق أبو قتادة بحبيب بن عيينة فقتله، وتلاحق الفرسان المسلمون فقتل عكاشة بن محصن أوبارًا وولده عمرًا بضربة رمح واحدة وهما على بعير واحد وتلاحق الناس مع النبي، وانطلق أبو قتادة  في مقدمة الناس فالتقى أبو قتادة مع مسعدة الفزاري ، وكان من قبل ذلك قد التقى أبو قتادة مع مسعدة في سوق المدينة وأبو قتادة يشتري فرسه هذا الذي يركب عليه فقال له مسعدة وهو مشرك : ما هذا الفرس، فقال أبو قتادة : " فرس أردت أن أربطها مع رسول الله  " فقال مسعدة: "ما أهون قتلكم وأشد جرأتكم"، فقال أبو قتادة: "أما إني أسأل الله  أن ألقينك وأنا عليها"، قال  مسعدة " آمين"، فالتقى أبو قتادة مع مسعدة، فقتله أبو قتادة بيديه ووضع عليه برده ، حتى يعرف الناس أنه قتيله..

 فلما تلاحق الناس ورأوه استرجعوا وظنوا أنه أبو قتادة، فقال الرسول: "ليس بأبي قتادة ولكنه قتيل لأبي قتادة ووضع عليه برده لتعرفوا أنه صاحبه"، وتكامل الناس مع النبي ونزلوا على ذي قرد فمكثوا يومًا وليلة ثم عادوا، وجاء سلمة بن الأكوع فقال للنبي: " يا رسول الله لو سرحتني في مائة رجل لاستنفذت بقية السرح وأخذت بأعناق القوم"،فقال النبي: "ملكت فأسجح،إنهم يتعشون، وعاد النبي مع القوم وقد قال في هذه المعركة وسام تكريم لبطلي المعركة "خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة"، وأعطى سلمة سهم الفارس والراجل جميعًا، وأردفه خلفه على بعيره عند الدخول للمدينة.

إقرأ أيضا

المعارك والغزوات الإسلامية «28 -30» غزوة بني لحيان

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق