المعارك والغزوات الإسلامية «28 -30» غزوة بني لحيان

الجمعة، 23 يونيو 2017 10:00 ص
المعارك والغزوات الإسلامية «28 -30» غزوة بني لحيان
معارك
أمل عبد المنعم

بدأت أحداث بني لحيان بعد رحيل الأحزاب عام 5 هـ انتقل المسلمون من دور الدفاع إلى دور الهجوم وأصبحوا يمسكون بأيديهم زمام المبادرة، وحان الوقت لتأديب بعض القبائل ومنهم بني لحيان وهم حي من هذيل، الذين غدروا بخبيب بن عدي رضي الله عنه وأصحابه يوم الرجيع 4هـ، وكذلك أخذ ثأر الشهداء، فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائتي صحابي، في ربيع الأول أو جمادى الأولى سنة ست من الهجرة.

كانت أرض بني لحيان من هذيل تبعد عن المدينة أكثر من مائتين من الأميال،وهي مسافة بعيدة، يلاقي مشاقَّ كبيرة كل من يريد قطعها، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على الاقتصاص لأصحابه من الذين استشهدوا (غدرًا) على يد هذه القبائل الهمجية التي لا قيمة للعهود عندها.

وكما هي عادة النبي صلى الله عليه وسلم في تضليل العدو الذي يريد مهاجمته اتجه بجيشه نحو الشمال، بينما تقع منازل بني لحيان في أقصى الجنوب.

وقد أعلن النبي صلى الله عليه وسلم قبل تحركه نحو الشمال أنه يريد الإغارة على الشام، وحتى أصحابه لم يعلموا أنه يريد بني لحيان إلا عندما انحرف بهم نحو الجنوب، بعد أن اتجه بهم متوغلاً نحو الشمال حوالي عشرين ميلا في حركة تمويهية على العدو بارعة.

وكان تغيير خط سيره من الشمال إلى الجنوب عند مكان يقال له (البتراء)، ففي ذلك المكان عطف بجيشه نحو الغرب حتى استقام على الجادة منصبًا نحو الجنوب.

كانت بنو لحيان على غاية التيقظ والانتباه، فقد بثت الأرصاد والجواسيس في الطرق ليتحسسوا لها ويتجسسوا لذلك, فما كاد النبي صلى الله عليه وسلم يقترب بجيشه من منازلهم حتى انسحبوا منها فارين، وهربوا في رؤوس الجبال، وذلك بعد أن نقلت إليهم عيونهم خبر اقتراب جيش المسلمين من ديارهم.

رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتنم فرصة وجوده بجيشه قريبًا من مكة فقرر أن يقوم بمناورة عسكرية يرهب بها المشركين في مكة، فتحرك بجيشه حتى نزل به وادي عسفان ، وهناك استدعى أبا بكر الصديق، وأعطاه عشرة فوارس من أصحابه وأمره بأن يتحرك بهم نحو مكة ليبث الذعر والفزع في نفوسهم، فاتجه الصديق بالفرسان العشرة نحو مكة حتى وصل بهم كراع الغميم ، وهو مكان قريب جدًا من مكة، فسمعت قريشٌ بذلك فظنت أن النبي صلى الله عليه وسلم ينوي غزوها فانتابها الخوف والفزع والرعب، وساد صفوفها الذعر، هذا هو الذي هدف إليه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحركة التي كلف الصديق أن يقوم بها.

أما الصديق وفرسانه العشرة فبعد أن وصلوا كراع الغميم، وعلموا أنهم قد أحدثوا الذعر والفزع في نفوس أهل مكة عادوا سالمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتحرك بجيشه عائدًا إلى المدينة.

إقرأ ايضا

المعارك والغزوات الاسلامية (26 - 30).. فتح المدائن

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق