تعدد الزوجات بين الإباحة والإلزام

الأحد، 09 يوليو 2017 09:00 ص
تعدد الزوجات بين الإباحة والإلزام
زوجين
عايدة السمنودى

أثناء تجوالى اليومى، بين صفحات الأصدقاء فى مواقع التواصل الاجتماعى، وجدت إحدى الصديقات، قد قامت بعرض منشور لإحدى السيدات، مضمونه عبارة عن تهنئة من زوجة إلى زوجها بمناسبة زواجه من إحدى صديقاتها، التى اختارتها له، مع تمنيات كثيرة بالسعادة لهما، جاهدت لتبدو صادقة، وفى أعقاب هذه التهنئة الشاذة رد من الزوج يكيل فيه عبارات المديح والتقدير للزوجة المعطاءة صاحبة الرسالة التى مبتغاها سعادته.
 
ورغم غرابة وشذوذ تصرف هذه الزوجة، فإنه ربما يبرره كونها كانت زوجة ثانية لزوجها، فلم تجد غضاضة فى تقبل زواجه عليها، إلا أن ما أدهشنى حقا تعليقات قراء هذا المنشور من رجال ونساء.. فالرجال أصبحوا لا يتذكرون من الإسلام وتعاليمه سوى التعدد الحلال والقوامة على النساء وضربهن خشية نشوزهن، دون أى تبعات من جانبهم أو البحث وراء تفسير كل آية، وهو معروف وبديهى، ويتم تجاهله عمدا من أغلب الرجال، فقد أباح الله التعدد حقا.. ولكن هل ألزمك الله به بحيث إذا تركت هذا المباح، إكراما لزوجتك، كنت عاصيا مستحقا للعنة؟
 
هل إذا احترمت زوجتك وكنت راقيا فى الخلاف، ولم ترفع يدا، بل تعاملت بكرم أخلاق، حتى فى حالة الانفصال، سيعذبك الله فى جهنم، لأنك لم تضربها؟
 
إن النظر لحجج الرجال فى موضوع تعدد الزوجات، بالإضافة لكذبها تتسم أيضا بالنفاق.. فالحجة الأكثر تداولا والأكثر ترديدا على ألسنة أكثر الرجال، هو أن التعدد علاج لمشكلة العنوسة والأرامل، وأنهم يمتلكون القدرة المادية والصحية التى تمكنهم من الإنفاق والعدل، إلا أن المنطق السليم لو صحت حجتهم هذه وصدقت، فإن الوطن العربى أيضا يعج الشباب الراغب بالزواج وغير القادر ماديا على متطلباته، فلما لا تحل أيها المتزوج المتيسر ماليا، مشكلة العنوسة، التى تؤرقك وتساعد هؤلاء الشباب المتعسرين ماديا، وتساهم فى تزويجهم من الفتيات اللاتى أوشكن على تجاوز سن الزواج، وسوف يكتب لك الله الخير والثواب جزاء احصان شاب، وفتاة لم يسبق لهما الزواج؟
 
ولكن تبقى دائما الظاهرة الأكثر غرابة فى بلادنا، وهى لغز المرأة العربية المتمثل فى كونها العدو الأول لبنى جنسها بلا سبب، حيث تجد أن أشد المدافعات عن التعدد ضراوة هن النساء، استنادا إلى موقف شخصى أو وضع اجتماعى، كانت فيه هذه المرأة زوجة ثانية أو فتاة تأمل فى اللحاق بحقها المشروع فى تكوين أسرة، وهذا حق لا يستطيع أن ينكره عليها أحد، ولكن دون الاعتداء على حق امرأة أخرى، غالبا كافحت وبذلت الكثير من الجهد، وتحملت صعوبات كثيرة فى مشوار حياة مشترك ملئ بالعثرات.
محامية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق