الابن يطالب برؤية أبيه والأب يرفض

الأربعاء، 12 يوليو 2017 09:40 ص
الابن يطالب برؤية أبيه والأب يرفض
آمال فكار تكتب:

قبل تخرجى فى حقوق القاهرة كنت أمارس عملى بمجلة روز اليوسف، وأعرض الجريمة وأصول وأجول فى عرض أحداثها، وأثناء عملى كنت فى مكتب وكيل النائب العام عبدالمجيد محمود وكان وكيل نيابة الموسكى، وعرض علىّ حضور تنفيذ حكم إعدام فى قاتل جواهرجى وزوجته

 

وافقته دون تردد وأخبرت رئيس التحرير رحمة الله عليه صلاح حافظ، فى دهشة قال هتقدرى والجميع كانوا ينتظرون حضورى وفعلا حضرت تنفيذ الإعدام وتم شنق المتهم أمامى وسقط بعد فتح الطبلية واختفى فى انتظار هيئة التنفيذ، وكان من هيئة تنفيذ الحكم وكيل النيابة عبدالمجيد محمود، وقد عرفت هذا المستشار الذى أصبح النائب العام وأحصل منه على جرائم غريبة وبشعة، وكنت أتابع أخباره فهو رجل قانون متميز، واليوم تهنئة منى أبعثها إلى سيادة المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام الأسبق، بعد أن صدر له كتاب عنوانه (المواجهة القانونية لظاهرة الفساد) فى حفل بالمجلس الأعلى للثقافة ومنحه وزير الثقافة درع المجلس للثقافة، وهذا الكتاب هو خلاصة ما قضاه قرابة خمسين عاما من عمره فى مواجهة الفساد والفاسدين، فقد وجد من واجبه أن يضع بين أيدى عشاقه ومحبيه والشعب المصرى كتابا عن الفساد، ولن أنسى هذا المستشار فقد كان متميزا، خلقا وعملا، وهو مَن حقق لى حضور تنفيذ حكم الإعدام وكان تحقيقا مميزا، ولن أنسى العنوان الذى وضعه رئيس التحرير صلاح حافظ عن هذه التجربة وكان (أول فتاة فى العالم تحضر تنفيذ حكم إعدام) وكان هذا فى بداية عملى الصحفى، شكرا لسيادة المستشار عبدالمجيد، ومبروك الكتاب، والآن أعود إلى ما أحببته وكتبته من خلال عملى فى عرض الجريمة وما أعرضه الآن جريمة إنسانية وغريبة ونهايتها غير معلومة حتى الآن، ولكن تثبت أننا مجتمع ما زال بخير وهذه القضية حصلت عليها من خلال تعاملى مع المحامى إسماعيل عيسى، وحضرت جزءا منها، فهى أغرب قضية أحوال شخصية، مهندس يطالب برؤية أبيه والأب يرفض، قضية غريبة بالتأكيد حتى أنها يمكن أن تكون أغرب قضية من نوعها فى قانون الأحوال الشخصية أو ربما أول قضية تعرض على المحاكم، حدثت فى محكمة الأحوال الشخصية بالقاهرة، شاب مهندس صغير السن ومعه ناس كثيرون جاءوا يشهدون هذه القضية الغريبة، فهو فى الخامسة والعشرين من عمره، وسيم وأنيق، قال: سيدى القاضى أنهيت دراستى فى كلية الهندسة واسمى حسام ووالدى اسمه أحمد رجل أعمال مشهور ومعروف فى المجتمع، وقد انتهت علاقتى بهذا الأب منذ كنت طفلا فى الخامسة من عمرى، فقد ترك البيت وتركنى أنا وأختى قبل أن تنطق أختى كلمة بابا، حُرمت من حنان الأب بعد أن تزوج بأخرى وعلمت من أمى كيف تم الطلاق بينهما ولم يتدخل أحد للصلح، بل إنه ترك القاهرة وذهب مع زوجته الجديدة إلى بورسعيد وكان يرسل لنا المصروف والهدايا فقط، وبحثت عن صورة له فلم أجد لأن أمى أخفت صوره، بل مزقتها لأنها حُرمت منه وهى فى أحلى سنوات عمرها، شباب وجمال، لم تتزوج وظلت لنا ترعانا فى مراحل الدراسة وتمنحنا الحب والحنان، جئت سيدى القاضى لأننى أحببت فتاة من أسرة عريقة تقدس الروابط الأسرية، وسألتنى متى سيأتى والدى لزياتهم ورفضت أن أتقدم لها من دونه، هل من حقى أن أرى أبى؟ فهو له فيلتين واحدة فى بورسعيد والأخرى فى الإسكندرية، ولو أراد أن يأتى لزيارتنا ورؤيتنا فى بيت أمى، فعليه أن يأتى إلينا بحكم محكمة هذا ما عرفته، فيا سيدى أطالب بتمكينى من رؤية أبى، وإذا كان القانون قد أعطاه الحق فى رؤيتى فإننى أطالب بأن يعطينى القانون نفس الحق، سيدى إننى لن أستطيع الزواج دون أن يطلب أبى يدها لى ويشهد على زفافى، وأننى لن أتقدم لأى فتاة دون وجود أبى، ولكن صُدِمَ الشاب عندما لم يحضر الأب رغم إعلانه وتأجلت أغرب قضية عرفتها المحاكم، وقد علق المحامى الأستاذ إسماعيل عيسى أن الأب ملزم قانونا بالإنفاق على أبنائه وهذه هى الترجمة الفعلية والعملية لالتزام الأب نحو ابنه، أما رعاية الأب لأولاده وإن كانت من ألزم واجباته إلا أنه لا يمكن ترجمتها بحكم قضائى، فهى مسألة ترجع لحنان الأب ومدى ارتباطه بأبنائه، وهذه مسألة لا يمكن ترجمتها بحكم قضائى، وكل ما نملكه هو حث الأب على حضور زفاف ابنه، ولكن المهندس حسام دمعت عيناه وأعلن أنه لن يتزوج حتى يرى والده بل ويحضر زفافه، والقضية ما زالت مستمرة.. إنها أغرب قضية، الابن يطالب برؤية أبيه والأب يرفض.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة