ليو شياوبو.. معارض صيني جصل على نوبل للسلام دفع حياته ثمنًا للحريات

الخميس، 13 يوليو 2017 05:22 م
ليو شياوبو.. معارض صيني جصل على نوبل للسلام دفع حياته ثمنًا للحريات
ليو شياوبو
محمد الشرقاوي

رحل عن عالمنا اليوم، الخميس، ليو شياوبو، المعارض الصيني والناشط في حقوق الإنسان في عصر الإصلاح في الصين، والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2010، وقد منحت له لكفاحه الطويل والسلمي من أجل حقوق الإنسان الأساسية في الصين، وقالت اللجنة النرويجية المانحة للجائزة إنها تؤمن بأن هناك ارتباط وثيق بين حقوق الإنسان والسلام.

انتقدت الحكومة الصينية منحه الجائزة، ووصفت الأمر بأنه خطأ فاحش يتعارض مع أهداف الجائزة.

اعتمدت لجنة نوبل، فوز «ليو» بالجائزة، من إيمانها بأن حقوق الإنسان هي شرط «للأخوة بين الدول» التي كتب عنها ألفرد نوبل في وصيته.

وأضافت أنه «خلال العقود الماضية حققت الصين تقدمات اقتصادية يصعب للتاريخ أن يظهر لها مثيلًا، وهذا البلد أصبح الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ومئات ملايين الناس رفعوا من حالة الفقر، فيما توسع مجال المشاركة السياسية».

وتابعت «يجب أن يخلق وضع الصين الجديد زيادة في المسؤولية، فالصين تنتهك العديد من الاتفاقات الدولية الموقعة عليها، بالإضافة إلى قوانينها الخاصة بشأن حقوق الإنسان».

وأوضحت أن المادة 35 من الدستور الصيني تشير إلى أن «المواطنين في جمهورية الصين الشعبية يتمتعون بحرية التعبير والصحافة والتجمع والتظاهر»، مشيرة إلى أن هذه الحريات كانت محجوبة عنهم بالممارسة.

وقالت إن «ليو» دعا طوال العقدين الماضيين بشدة لتطبيق حقوق الإنسان الأساسية في الصين، وشارك في احتجاجات «تيان إن مان» في العام 1989 وكان الواضع الرئيسي للميثاق (08)، أي بيان حقوق الإنسان في الصين الذي نشر في الذكرى الـ60 لإطلاق إعلان حقوق الإنسان العالمي التابع للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 2008.

وأشارت إلى أنه حكم على يو في السنة التالية بالسجن 11 عاما وحرم سنتين من حقوقه السياسية بتهمة «التحريض على تحوير سلطة الدولة».

وأكدت أن ليو شياوبو أصر دائما على أن هذه العقوبة تنتهك الدستور وحقوق الإنسان الأساسية في الصين.

ليو شياوبو بات الرمز الرئيسي للنضال الواسع سعيًا وراء حقوق الإنسان في الصين.

وكانت الصين قد حذرت لجنة نوبل النرويجية من منح ليو شياوبو الذي تعتبره منشقاً، جائزة نوبل للسلام معتبرة أن هذا الأمر سيكون «خطوة غير ودية» بالنسبة للعلاقات الصينية ــ النرويجية.

ونددت الصين بشدة بمنح جائزة نوبل للسلام للناشط الصيني المسجون ليو شياوبو ووصفت الأمر بأنه خطأ فاحش يتعارض وأهداف الجائزة. وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية الصينية على لسان المتحدث باسمها وبث على موقع الوزارة الإلكتروني «سيضر ذلك بعلاقات الصين مع النرويج». معتبرة أن منح الجائزة للمعارض الصيني خطأ فاحش في حق جائزة السلام.

وحملت لجنة جائزة نوبل الصين تتحمل «مسؤولية» الوفاة المبكرة للمعارض ليو شياوبو عبر حرمانه من تلقى العلاج الطبي الملائم.

وقالت بيريت ريس أندرسن، رئيسة اللجنة التي كانت منحت المعارض جائزة نوبل للسلام العام 2010، نعتبر أن عدم نقل ليو شياوبو إلى مستشفى كان يمكن أن يتلقى فيه علاجا طبيا ملائما قبل أن يدخل مرضه فى مرحلته الأخيرة، أمر مقلق للغاية.

وتوفى المعارض الصيني ليو شياوبو الخميس عن 61 عامًا في المستشفى التي كان محتجزا فيها فى مقاطعة لياوننج، إثر صراع مع سرطان الكبد بحسب ما ذكرت السلطات، بعدما تجاهل مسؤولين صينيون المطالبات الدولية بالسماح له بقضاء أيامه الأخيرة حراً ونقله خارج البلاد للعلاج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق