الحب قبل الزواج.. حقيقة أم وهم؟

الأحد، 16 يوليو 2017 09:00 ص
الحب قبل الزواج.. حقيقة أم وهم؟
صورة أرشيفية
عايدة السمنودى

نستهلك نحن النساء والرجال، جزءا كبيرا من أوقاتنا فى اجترار الذكريات، خاصة تلك التى تتعلق بعواطفنا فى سنواتها الغضة، وأيامها الزاهرة، على رأس هذه الذكريات، يحتل الحب مكانته الأكبر والأعظم، إنه ذلك الحلم المجهض غالبا بالفراق، الذى نسترجع معه مشاعر حارة لم تتكرر، ومسرات بريئة كانت تهبنا سعادة تكفى عوالم وأكوان لا تحدها حدود.
 
ولكن هل كنا نستطيع وقتها أن نتوقف ونتساءل، هل هذا الحب حقيقة ثابتة أم وهم سوف يزول عندما يأتى الاختبار الحقيقى والمحنة الكبرى التى تدعى بالزواج؟ 
 
وأرجو إلا يصيبكم العجب عندما اسمى الزواج بالمحنة الكبرى، لسبب بسيط، هو محنة عظيمة، لأننا نعيش فى مصر محنة أعظم، لأننا مجتمعات عربية، يحكمها النفاق المجتمعى، محنة الزواج فى مصر مضاعفة، لأنها تجمع بين الفقر المادى، نتيجة الوضع الاقتصادى المتأزم دوما، والنفاق المجتمعى، الذى يعم كل بلادنا فلا تثق بصدق الحب قبل أن تتزوج بمن تحب، وهل ستصمد المشاعر العذبة الرقيقة لزوجين محبين فى مقتبل العمر، أمام الضيق المعيشى، وقذارة الشوارع وأتربة الطريق وزحام المواصلات ولزوجة العرق والروائح الكريهة وارتفاع أسعار حفاضات الأطفال، وسعار التجار وغلاء الدواء وطاحونة العمل التى لاترحم؟ 
هل سيستطيع هذا الزوج المهزوم أمام مديره، أو صاحب العمل، أن يرسم على وجهه شبح ابتسامة يقابل بها زوجته وأطفاله؟
وهل يتبقى لدى الزوجة، التى تعمل وتحضر مشترىات بيتها وتربى الأبناء، وتتابع دروسهم، وتنظف بيتها، وتجهز طعام أسرتها، شىء ما تمنحه لزوجها سوى جسد مرهق يخلو من الحب؟
 
هذه الظروف لا تقتل الحب فقط، بل تقتل الإنسانية أيضا، فى مجتمعات مغايرة بظروف مختلفة تكون استمرارية الحب محكومة بعوامل نفسية وزمنية وسمات شخصية وتوافق روحى وجسدى بين الزوجين، هذه هى القواعد التى يقوم عليها تقييم الحب ومدى صدقه وقدرته فى المساعدة على استمرارية الزواج، فى النهاية لا يسعنى سوى رفع القبعة، إجلالا للأزواج والزوجات فى مصر، فهم حقا من يستحق أن يطلق عليهم لقب البطولة، إنهم يقاتلون ببسالة منقطعة النظير فى أداء رسالتهم، تجاه أبنائهم فى ظروف بالغة القسوة والقهر، فلصمودهم التحية والتقدير، ولقلوبهم المحبة.
محامية

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة