الفيوم.. «تورا بورا» مصر.. «صوت الأمة» في معاقل الإرهاب على ضفاف بحر يوسف (الحلقة 1)

الجمعة، 28 يوليو 2017 06:52 م
الفيوم.. «تورا بورا» مصر.. «صوت الأمة» في معاقل الإرهاب على ضفاف بحر يوسف (الحلقة 1)
مدخل بحيرة قارون
هناء قنديل وتصوير عزوز الديب

تتوسط محافظة الفيوم، عقد الأقاليم المصرية المطلة على نهر النيل، كما تعد أول منازل القادمين من القاهرة باتجاه الصعيد، موطن آلام وأشجان هذا الوطن العريق.

وتحمل الفيوم سمات جميع المحافظات الصعيدية من انتشار الفقر، والجهل، وغلبة التقاليد القبلية، وسيطرة النزعة الثأرية، إلا أنها تكاد تكون الوحيدة التي تمكن الفكر المتطرف من التغلغل في معظم قراها ليجد لنفسه أنصارا وأتباعا في معظم بيوتها حتى صار تشبيهها بـ«تورا بورا»، تلك المدينة الأفغانية، التي صارت المعقل الأقوى لإرهاب «القاعدة وطالبان» سنوات طويلة موضوعيا بامتياز.

فعلى ضفاف «بحر يوسف»، وبحيرة قارون، انتشرت المراكز والقرى التي اعتنق عدد كبير من أبنائها الأفكار المتطرفة وهو ما تشهد عليه جدران المنازل التي تحمل العبارات والشعارات الأثيرة لدى الإخوان والجماعات المتطرفة التي وجدت لنفسها مكانا في الفيوم ربما منذ العقود الثلاثة الأولى للقرن المنصرم.

 

«صوت الأمة» في الفيوم

 لكي يكون عملنا مختلفا وتكون شهادتنا عن يقين، زارت «صوت الأمة»، الفيوم، وتجولت في قراها مترامية الأطراف ورصدت على أرض الواقع مظاهر التأثر بالفكر المتطرف وسيطرة التشدد على معظم مظاهر الحياة.

 

الزي الأفغاني والنقاب:

أكثر ما يمكن أن تشاهده في قرى الفيوم هو رجال يغطون رؤوسهم بعصابة الرأس المربوطة على الطريقة الأفغانية الذين يرفضون مساعدة الغرباء، ولو بإجابة سؤال تقليدي.

أما النساء في الفيوم، فلا يمكن أن ترى واحدة منهن دون نقاب وإن حدث فستعلم أنها ليست من بنات المحافظة!!.

 

التطرف الوراثي

وللحق فإنه لا يوجد مكان في مصر ارتبط بالفكر المتطرف، في بر مصر، بقدر ما حدث في الفيوم، التي تحتل فيها العائلات الإخوانية قرى بأكملها، منذ عهد حسن البنا، مؤسس الجماعة، الذي مارس مع أهالي الفيوم اللعبة الأثيرة للجماعة، وهي الإغداق بالخدمات مقابل الولاء، والانصياع، لكن لأن الفيوم هي أيضا منبت جماعة الشوقيين الإرهابية، التي أسسها القيادي الإخواني المنشق، شوقي الشيخ، فإن الأمر سرعان ما تطور، حتى اندمج الفكران، وروتهما مياه بحيرة قارون، فأنتجا الكثير والكثير من العناصر المؤمنة بالفكر المتطرف بشكل وراثي، حتى صارت الفيوم أحد مفاتيح الإرهاب في مصر.

 

صحراء ممتدة:

تمثل الفيوم رابطا خطيرا بين مصر وليبيا، عبر الصحراء التي تحيطها من كل جانب تقريبا، وتضم عددا كبيرا من القبائل، ذات الأصول الليبية، مثل: قبيلة «أولاد علي»، التي نزح عدد كبير من أبنائها في الفرع الليبي إلى أقاربهم في مصر، هربا من انفلات الأوضاع عقب سقوط القذافي.

وتستغل العناصر الإرهابية القاعدية والداعشية، المساحات الصحراوية الهائلة التي تحيط الفيوم من جميع الجهات تقريبا، للتنقل من ليبيا إلى مصر، والعكس، بالتعاون مع البدو المقيمين في هذه المنطقة، ويسيطرون عليها بشكل محكم، وكان أشرف الغرابلى، زعيم ما يعرف باسم المنطقة المركزية لتنظيم بيت المقدس الإرهابي، من المقيمين في هذه المنطقة.

كما شهدت الفيوم، ميلاد عدد كبير من الجماعات الإرهابية بخلاف الشوقيين، وأنصار بيت المقدس، وذلك مثل جماعتي «التوقف والتبين»، و«المرابطين»، التي أسسها ضابط الأمن المفصول هشام عشماوي، التي انتمى عناصرها لتنظيم القاعدة، واختبؤوا في صحراء الفيوم، كما كان للفيوم وجودا لافتا في الجرائم الإرهابية الأخيرة، وبخاصة جرائم مهاجمة الكنائس، حيث تبين أن المتهم في الهجوم على الكنيسة البطرسية من محافظة الفيوم.

 

عودة الشوقيين

وخلال جولتنا بين قرى الفيوم، استطعنا الحصول على معلومات خطيرة، إذ كشفت مصادر ميدانية، عن اجتماعات لعناصر تكفيرية، ترتب لإعادة إحياء جماعة الشوقيين التكفيرية، التي أسسها الإخواني المنشق شوقي الشيخ.

وتكمن خطورة هذه المعلومات، في أن إحياء هذه الجماعة، يمكن أن يجمع العناصر المتناثرة حاليا، التي فقدت قيادتها عقب انهيار تنظيم بيت المقدس الإرهابي في مصر، وتنظيم داعش في معاقله الإقليمية.

وإذا أضفنا إلى هذا المكان الذي يتم الترتيب لإعلان عودة الشوقيين من خلاله، وهو محافظة الفيوم، بما تضمه من بيئة ساخنة، تتوافر فيها عوامل الخطورة من انتشار للفكر المتطرف، والفقر، والجهل، بالإضافة إلى القرى الكاملة التي تسيطر عليها العائلات الإخوانية، تكون النتيجة المتوقعة مرعبة.

وترتكز تحركات جماعة الشوقيين في الفيوم، بحسب المصدر على عدد من المساجد غير الخاضعة للدولة، بالأماكن النائية وتحديدا في الحقول حيث أقامت تلك العناصر عددا من الزوايا في قرى مركزي أبشواي، ويوسف الصديق.

أما النشاط الإخواني، والمد السلفي، والوجود الداعشي في الفيوم، فلهم قصة أخرى في الحلقة التالية.

IMG_0318 (1)
 

 

IMG_1137
 

 

IMG_1153
 

 

IMG_1190
 

 

IMG_1249
 

 

IMG_1269
 

 

IMG_1276
 

 

IMG_1297
 

 

IMG_1311
 

 

IMG_1456
 

 

IMG_1511
 
IMG_1674
 

 

IMG_1988
 

 

IMG_2023
 

 

 

اقرأ أيضا:

هنا جنوب الجيزة.. مربع السيطرة الإخوانية ومعقل الدواعش (ملف خاص)

«صوت الأمة» توثق معركة الأمن ضد الإرهابالقوات المسلحة تجهض حلم الإخوان فى إقامة مستعمرة داعشية بمزارع الإسماعيلية

هنا يسكن الإرهاب والفقر الدكر.. «صوت الأمة» تخترق مثلث الرعب فى الصعيد الجوانى..

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق