غزوة برشلونة.. تفتح ثغرات ودوافع جديدة للإرهاب في أوروبا

السبت، 26 أغسطس 2017 02:00 م
غزوة برشلونة.. تفتح ثغرات ودوافع جديدة للإرهاب في أوروبا
برشلونة
محمد الشرقاوي

بث تنظيم داعش الإرهابي، تسجيلًا مصورًا، هدد فيه أسبانيا وعدد من الدول الأوروبية مجددًا، بعد أيام من هجوم برشلونة الذي تبناه في 17 أغسطس الشهر الجاري.

الإصدار الجديد، بثته وكالات تابعة للتنظيم على رأسها (أعماق)، حمل عنوان «أول الغيث - غزوة برشلونة»، طالب فيه أنصاره باستهداف المسيحين من الأسبان والأمنين، بحسب أحد المتحدثيين في الإصدار.

«أول الغيث» تعد أولى رسائل داعش باللغة الأسبانية، توعد فيها المملكة الساحلية بعمليات تفجيرية، على لسان رجلين أحدهما سمى نفسه أبو الليث القرطبي، قال: «لا وجود للأبرياء ولا عصمة للدماء، والأندلس ستعود كما كانت».

«لن ندعكم تحلمون بالأمن والأمان».. رسالة تضمنها الإصدار تعهدت بالانتقام من المسيحيين الإسبان لدم المسلمين الذين سقطوا على أيدي محاكم التفتيش الكاثوليكية، في العصور الوسطى من القرن الماضي، حسب المتحدثيين.

 

حادث ارهابي
 
بحسب تقارير صحيفة، فإن الشرطة الأسبانية تتبعت العناصر التي تضمنها الإصدار أولهما محمد ياسين أحرام، ولقبه «أبو الليث القرطبي»، يبلغ من العمر 22 عامًا،  من مواليد قرطبة لأم إسبانية وأب مغربي، وتورط في أنشطة إرهابية، انضم هو أسرته إلى داعش في سوريا 2014.

 

اقرأ أيضًا.. خلية برشلونة «كلمة السر».. وداعش أطلق ذئابه لاستعادة أرض الأجداد

 

غزوة برشلونة

تأتي هجمات برشلونة ضمن سلسلة هجمات إرهابية شهدتها القارة الأوربية، وتبناها تنظيم داعش الإرهابي، خصص لها التنظيم خلايا تسمى «الخيل المسوّمة» مهمتها دهس المدنيين في الدول المشاركة في التحالف الدولي لضرب داعش.

من الملاحظ أن الشخصيات المشتبه بها في الهجمات، لم يسبق تورطها في عمليات إرهابية وعنف، ما يعنى أن التنظيم الإرهابي تمكن من تجنيد جيل جديد من الإرهابيين.

في حادث برشلونة، أعلنت الشرطة الإسبانية، أن المشتبه في تنفيذهم لاعتداءي برشلونة وكامبرليس، لم يسبق لهم التورط في حوادث إرهابية، موضحة أن المتورطين الثلاثة الذين قتلوا على أيدي قوات الأمن في كامبرليس، مغاربة، هم  موسى أوكبير-17 عام-، وسعيد علاء -18 عام- ومحمد هيشامي -24 عاما-، وذكرت أنها ما زالت تبحث عن مشتبه فيه رابع، يدعى يونس أبو يعقوب، يبلغ من العمر 22 عامًا.

تمكنت الشرطة من إحباط مخطط تفجيرات كانت ستشهدها أسبانيا، باستخدام اسطوانات غاز، لكن حصول انفجار في المنزل الذين كانوا يرتبون فيه لاعتداءات، عجل من تنفيذهم لهجمات الدهس.

حادث برشلونة
 

رسائل داعش

وجه تنظيم داعش الإرهابي، عدة رسائل من خلال تلك الهجمات، وفق مراكز بحثية، أولها أن سلسلة الهجمات الانتحارية مستمرة وأن المجتمع الأوربي سيشاهد مزيد من العنف والدماء.

والثانية لخلايا التنظيم النائمة أو ما يسمون «الذئاب المنفردة» لاستمرار عملياتهم، وأن الخلافة باقية وأن التنظيم ما زال قادرًا على البقاء في ظل هزائم متكررة يشهدها في بؤر نشأته بسوريا والعراق.

داعش-الكتروين-622x330

تهديد سابق

سبق لداعش، في فبراير الماضي، تهديد أسبانيا بشكل مباشر باستهداف المناطق السياحية الإسبانية التي من المتوقع أن يزورها هذا العام الملايين من البريطانيين، كما بث في يوليو عام 2015 تسجيلا مرئيا من «الرقة» السورية، هدد بأن الجزائر ستكون بوابة للتمدد لما أسماها الأندلس، وجاء في الفيديو «إنكم ستكونون حسب الحرب المقبلة، إن اشتعلت في أرض الجزائر ولن نقبل حتى نصل إلى الأندلس»، وتوعدا «لن تجدوا إلا النحر».

دوافع إرهابية

في تقرير بحثي، لمركز المستقبل للدراسات المستقبلية، قال إنه كان هناك استعداد مسبق لتلك العمليات، وهو ما أكدت تحقيقات «خلية برشلونة»، وأن الخلية كانت تستعد للعملية الرئيسية منذ عام تقريبًا، حيث كانت تقوم بتخزين أسلحة واسطونات غاز ومتفجرات يطلق عليها «أم الشيطان».

من بين المؤشرات، أن العملية جاءت تزامنًا مع العمليات الإرهابية في فنلندا وروسيا وألمانيا وإسبانيا، ما يمثل مؤشرًا على اتجاه التنظيم إلى تصعيد وتكثيف هذا النمط من العمليات.

بحسب المركز البحثي، الهجمات تطرح فرضيتين على مستوى المسارات المستقبلية المحتملة للتنظيم: تتعلق الأولى، بـبناء شبكات داعشية مختلفة فى أوروبا وروسيا، بحسب البيان الأخير للتنظيم الذى جاء تحت عنوان «الخيل المسومة»، سواء من «العائدين» أو «المنتمين عن بُعد للتنظيم».

وتأتي الفرضية الثانية، «التشبيك»، وتقوم على تلاقي الأفكار والمصالح والقواسم المشتركة بين تلك الشبكات التي لا توجد بينها صلات تنظيمية.

ومن دون شك، فإن ذلك لا يعني أن التنظيم بدأ في استبعاد النمط التقليدي الذي استخدمه في عملياته السابقة، وهو الذئاب المنفردة، الذي يبقى إحدى الآليات الرئيسية التي يستند إليها التنظيم في محاولاته الرد على الضربات والخسائر التي يتعرض لها في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.

 

عناصر أمنية
 

ثغرات أمنية

المركز البحثي، قال إن الثغرات الأمنية في تتبع العناصر الإرهابية وتنقلها عبر الحدود الأوروبية «قائمة»، رغم الإجراءات العديدة التي اتخذتها الحكومات الأوروبية في هذا الصدد، إلى جانب تراجع التنسيق بين الدول، وهو ما يبدو جليًا في تصريحات وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولوم التي أدلى بها لمحطة «بي.إف.إم»، في 22 أغسطس الجاري، وقال فيها إن «السلطات الفرنسية لم تكن على دراية بوجود الخلية التي نفذت هجمات في برشلونة وكامبرليس الأسبوع الماضي"، وأكد تقارير إعلامية أشارت إلى أن "السيارة التي نفذ بها الهجوم في كامبرليس رصدتها كاميرا مراقبة وهى تسير بسرعة في منطقة باريس».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق