نحيا ونموت بلا وطن

الأحد، 10 سبتمبر 2017 03:00 م
نحيا ونموت بلا وطن
علم مصر

يزعم البعض أننا أحياء بمجرد أن تكتب لنا الأ قدار السيئة ورقة بيضاءتسمى شهادة ميلاد!
 
هكذا نحيا أحياء على هامش وطن ابتلى بمرض النفوس والضمائر بجانب الجسد، فكسرنا قواعد اللعبة، لا تحيا أوطان بدون شعوب  أصحاء، ليسوا أصحاء البنية فحسب.. بل أصحاء فى الفكر والعقيدة، فأين نحن من تلك المقولة؟ 
 
بعدما عبثت الأمراض المسرطنة بالضمائر حتى وصلت للنخاع، فصارت أمراضا مستوطنة عصية التداوى منها، فأصبحنا نعيش على المحك من وطن ملأته الصراعات العلمانية والعقائدية والسياسية، على حساب البائس المسمى الشعب!
 
فأدخلته حلبة صراع، وهو خالى العقل والبطن معا، ولا مخرج أمامه سوى الموت أو الاستسلام.
وطن يعرف رائحة شعبه عندما تجيف أجساده على أسرة المستشفيات، أو تحت عجلات قطار أو تحت أنقاض مبنى، أو غرق فى هجرة غير شرعية، فمن رائحته- عفوًا- النتنة، تعرفه إنه كان فى يوم من الأيام إنسانا يحيا على هذا الأرض؟
 
فكيف يغنى الشعب نشيد بلادى.. بلادى لك حبى وفؤادى؟! 
فكيف نعلم أطفالنا أن يقفوا بشموخ يتغنون بالأوطان بحب، بعدما أصبحوا كالغرباء فى أوطانهم التى لاتربطهم بها سوى شهادة ميلاد كتب فيها: «مصرى لست أصلى»؟!
 
وطن حاصرته المفاهيم المغلوطة فأصبحت السياسة لعبة، والاقتصاد بطاقة تموين، والدين حرية شخصية، والعلم ثقافة، والوطن لله يا محسنين والشعب عبيدا؟
فكيف نبرأ من مرض اللا مواطنة، فى وطن تغنى لشعبه بإبداع سيمفونية مفقود مفقود يا ولدى!
 
فإن لم نحيا كأحياء، فتمنحونا الصك الآخر، «شهادة الوفاة» واكتبوا على طرقات الأوطان: شعوب خرحت ولم وتعد؟ وإن وجدتم بين الأوطان مصر فأخبرونا كى نرحل إليها من جديد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة