روح أكتوبر.. مقاتلون وجواسيس كتاب جديد لشريف عارف يكشف حروب المخابرات قبل 1973

الأربعاء، 04 أكتوبر 2017 07:00 م
روح أكتوبر.. مقاتلون وجواسيس كتاب جديد لشريف عارف يكشف حروب المخابرات قبل 1973
اللواء فؤاد نصار
عنتر عبداللطيف

صدر حديثا عن " كتاب اليوم " كتاب جديد للزميل شريف عارف الكاتب الصحفى عضو اتحاد الكتاب بعنوان " مقاتلون وجواسيس ..المواجهات العسكرية مع إسرائيل وحروب المخابرات " تناول فيه أسرار استعدادات القوات المسلحة لحرب أكتوبر المجيدة حيث جاء الكتاب عبر حوار مطول مع اللواء فؤاد نصار رئيس المخابرات الحربية إبان حرب أكتوبر، والذى تولى بعدها رئاسة المخابرات العامة في الفترة من 1981 إلى 1983.

6 (1)
 

اللواء " نصار " أدلى بالعديد من الأسرار لـ" عارف " والذى وصف اللواء نصار بأنه "رجل المهام الصعبة"  يضيف  عارف فى مقدمة كتابه :" هكذا شاءت الأقدار لهذا الرجل، فهو لم يسع يومًا نحو المناصب، ولكنها هي التي كانت تبحث عنه. كان هدفه الأول والأخير هو البحث عن "الحرفية المهنية"، وإتقان العلم لخدمة العمل العسكري الذي وهب له حياته. هذه "الحرفة" جعلته مقربًا من دوائر صناعة القرار، ولكنها لم تستطع أن تسحبه إلى بحور السياسة التي غرق فيها كثيرون قبله لقد شاء الله لهذا الرجل أن يكون شاهد عيان على جولات الصراع العربي - الإسرائيلي الأربعة. وربما تحول في آخرها إلى أحد المشاركين في صناعة القرار بحكم موقعه كمدير للمخابرات الحربية المصرية أثناء حرب أكتوبر عام 1973.. إنه اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات العامة المصرية الأسبق.

22 (2)
 

إن أفضل وصف يمكن أن يوصف به هذا الرجل هو أنه "خزانة متحركة" من الأسرار، والتي يدرك - بحكم خبرته - متى يفتح أبوابها ويخرج منها ما يناسب التوقيت.. ومتى يغلقها ويترك للتاريخ وحده مهمة الكشف عنها.

لقد مكنته "حرفيته المهنية" - كما يحلو أن يسميها - من الاقتراب من دوائر صناعة القرار. فالحياة العملية لهذا الرجل مدتها 40 عامًا، تخللتها عدة محطات لا تقل أي منها أهمية عن الأخرى.

4
 

يضيف عارف متحدثا عن اللواء نصار :" بدأت أولى هذه المحطات بتوليته رئاسة مجموعة الاتصال بين القيادتين المصرية والأردنية أثناء حرب فلسطين في عام .1948 وانتهت بتوليته رئاسة جهاز المخابرات العامة المصرية قبل اعتقالات سبتمبر الشهيرة عام 1981 ليكون شاهدًا على آخر أيام حكم الرئيس الراحل أنور السادات.عبر هذه السنوات الطويلة.. ظل "فؤاد نصار" مؤمنًا بفكرة أساسية؛ هي أن جميع الحروب لابد أن تنتهي مهما طالت.. ولكن هناك حروبا أخرى بلا نهاية. إنها حروب المخابرات.. التي تعتمد على الرجال قبل السلاح.. وهي – أيضًا- الحروب التي لا تعرف السلام !

فى الفصل الثانى من الكتاب والذى جاء بعنوان الفصل الثاني "الحرب .. والثورة" يقول شريف عارف :" قبل نهاية النصف الأول من القرن العشرين، شهدت مصر تحولات غير مسبوقة لعل أبرزها حادث 4 فبراير عام 1942 ، وحرب فلسطين ، وهما الحدثان اللذان ألقيا بظلالهما علي الواقع السياسي ليس في مصر فقط، ولكن في المنطقة بأسرها.

يسأل الزميل شريف عارف اللواء فؤاد نصار قائلا.. كان عام تخرجكم في الكلية الحربية، بعد عامين فقط أشهر واقعة سياسية في النصف الأول من القرن العشرين، وهي حادثة 4 فبراير عام 1942، عندما حاصرت الدبابات الإنجليزية قصر عابدين.. كيف كان تأثير هذا الحادث على الواقع السياسي وعليكم كوطنيين..وربما بعد ذلك على ضباط الجيش؟

يقول اللواء نصار ردا على السؤال السابق :"وقت حادثة 4 فبراير عام 1942 لم أكن ضابطًا في الجيش، ولكني كسائر المصريين تأثرت بهذا الحادث، والذي أعتبره اعتداء على السيادة الوطنية المصرية، لقد كان هدفنا - كما قلت - هو مقاومة الاحتلال الإنجليزي بأي وسيلة، وذلك ما دفعني إلى الالتحاق بالجيش، فعلى الرغم من وجود قلة قليلة قد التحقت بالكلية الحربية لإعجابها باللبس والبنطلون الأحمر، فإن معظم الضباط الموجودين كانوا غير ذلك؛ لأن هذه الدفعة هي الدفعة التي دخل فيها أبناء الشعب - أول مرة - إلى الكلية الحربية. لأن الكلية لم تكن تقبل أحدًا في أثناء الحرب العالمية الثانية من سنة 1940 إلى سنة 1942 وعندما بدأت قبول الطلاب سنة 1942 بدءوا يقبلون أبناء الطبقة المتوسطة وبعضا من عامة الشعب لأن أبناء الطبقة الراقية لن يحاربوا! وبالتالي أصبحت هناك قناعة لدى القيادة بضرورة قبول أبناء الطبقة المتوسطة.

عبدالناصر
 

وحول سؤال يتعلق بذكريات حرب 1948 يقول اللواء فؤاد نصار :" - سأروي لك موقفًا.. فقد فرضت الهدنة الأولى في حرب سنة .1948 وتحركتُ من الأردن إلى القدس في طريقي إلى المجدل حيث قيادة الجيش المصري، وأثناء تحركي مررت على "الفالوجا" وكانت محاصرة من العصابات اليهودية. ووجدت الصاغ جمال عبدالناصر هناك، وتناولت معه طعام الغداء. وفوجئت بعبد الناصر يقول لي أن كتيبته محاصرة وإنني لن أستطيع المغادرة إلا من طريق واحد وهو طريق أعدته الكتيبة في الصحراء لتفادي عملية الحصار، وهذا الطريق يؤدي إلى الطريق الرئيسي، وحذرني من أن اليهود يقومون بـ "اصطياد" أي سيارة من سيارات الجيوش العربية، وقال لي بالحرف: (علشان كده لما تطلع من هنا خلي السواق يسوق بأقصى سرعة) وتلك كانت مجرد نصيحة من ضابط لضابط.

وبالفعل تحركت إلى الطريق المقصود وقامت العصابات اليهودية بإطلاق عدة طلقات فانقلبت السيارة، وارتميت ومعى السائق على الأرض ، ووجدت نفسي سليمًا بينما كان السائق مصابًا. فقمت بسحبه ووضعته داخل السيارة مرة أخرى وقمت بقيادة السيارة بنفسي ولا أعرف المسافة أو المدة التي قدت فيها السيارة بعدها، فقد فقدت الوعي، وصحوت لأجد نفسي في غرفة مظلمة بها سرير واحد وأنا موجود فيها بمفردي، فاعتقدت أنني أسير عند إسرائيل. وفتحت الشباك لأجد نفسي في الطابق الأول من مبنى فقفزت من الشباك ومشيت ووجدت سيارة من سيارات الإشارة ،فركبتها وقلت للسائق اطلع على المجدل فقال لي استأذن من الضابط فأخرجت "الطبنجة" وأمرته بالتحرك إلى المجدل. وبعد ذلك أخذوني من القيادة إلى مستشفى العريش وظللت بها عشرة أو خمسة عشر يومًا ثم عدت ثانية.. هذه صورة من الصور التي تعكس سير العمليات.

وحول شهادته عن الرئيس الراحل محمد نجيب يقول اللواء فؤاد نصار : " محمد نجيب شخص لا يمكن أن يختلف عليه اثنان.. محمد نجيب له من التقدير والاحترام الكبيرين لدى جميع ضباط الجيش. وهذه السمعة ساهمت بقدر كبير في نجاح الثورة، خاصة بعدما تردد اسمه خلال واقعة انتخابات نادي الضباط عام .1950.

نجيب
 

 يعود شريف عارف ليسأله "ألا ترون أن تنحيته كانت بشكل "مهين" لرئيس دولة وقائد ثورة؟ ليقول اللواء نصار:" لقد كان متوقعًا أن يكون هناك صدام بينه وبين مجلس قيادة الثورة، ولا أحد ينكر أن الأسلوب الذي اتبع معه كان خاطئًا. ولكن على الجانب الآخر كان مجلس قيادة الثورة يرى أن نجيب هو رجل عسكري وليس رجلا سياسيا، بمعنى أنه لن يتمكن من الوقوف أمام الوفد أو الأخوان المسلمين لأن مثل هذه الأحزاب والجماعات تدرك تمامًا أساليب السيطرة على الشارع وهو رجل عسكري لا يجيد التعامل بمثل هذه الأساليب.. وأيضا ضباط الجيش يرون أن ترك السلطة يعني عودة الأحزاب وأساليبها التي أدت بالبلد إلى ذاك الوضع".

أم الفصل الثالث فقد جاء تحت عنوان :"حروب المخابرات..لا تعرف السلام"! وفيه يستكمل اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات العامة الأسبق ، شهادته للفترة ما بين عام 1956، وحتى تنفيذ « خطة الخداع» لإسرائيل في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.

كما يستعرض اللواء نصار، الظروف التي أحاطت بقرار تأميم قناة السويس، وتحرك القوات المصرية إلى سيناء في يونيو عام 1967. ويتطرق الى أسباب اختيار الرئيس السادات له عام 1972 لتولى إدارة المخابرات الحربية لإعداد القوات المسلحة للحرب. وكيف تم استخدام العنصر البشرى في إسقاط نظرية الأمن الإسرائيلية، وهو ما اتضح في تأسيس «منظمة سيناء» وعدد من المجموعات الخاصة لاستطلاع التحركات على جبهة القتال.

كتاب الزميل شريف عارف ملىء بالأسرار والمفاجآت  حول صراع المخابرات المصرية مع الموساد الإسرائيلى من قبيل قصة القبض على الجاسوسة عبلة كامل - هبة سليم - وكشف "عارف" فى الكتاب ماذا قال عشيق الجاسوسة للؤاء فؤاد نصار وكيف كانت نهاية من خان الوطن فى وقت الحرب .

أقرأ أيضا 

روح أكتوبر.. قصة سقوط الجاسوسة هبة سليم فى قبضة المخابرات المصرية

روح أكتوبر.. الطفل "صالح "زرع أجهزة تنصت خلف خطوط العدو قبل الحرب ( بروفايل)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق