إدلب.. معركة غير شريفة لتركيا في سوريا

الإثنين، 09 أكتوبر 2017 05:50 م
إدلب.. معركة غير شريفة لتركيا في سوريا
الجيش التركى
محمود علي

تسود حالة من القلق والتوتر في المناطق الحدودية بسوريا وخاصة محافظة إدلب لاسيما مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إطلاق بلاده عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية داخل سوريا في إدلب تنفيذاً لقرارات اتفاق أستانة، لكن ما آثار الجدل هو تسرب معلومات تؤكد أن القوات التركية  دخلت إدلب تحت حماية عناصر متطرفة تطلق على نفسها «هيئة تحرير الشام»، الأمر الذي يثير الشكوك حول أهداف العملية والتي قد تبتعد عن ما تم الاتفاق عليه في استانة.

 وخلال اجتماع  لحزب العدالة والتنمية قال أردوغان إن بلاده «تتدخل عسكرياً في إدلب لعرقلة الحزام الإرهابي المراد إنشاؤه من أقصى شرق سوريا إلى البحر المتوسط»، مضيفًا أنه لن يسمح أبداً بمحاصرة تركيا في مواجهة التهديدات القادمة من العراق وسوريا، لافتاً إلى أنه يعلم بوجود محاولات جادة لتأسيس دولة على طول الحدود الشمالية لسوريا.

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان

لكن يبدو ان حديث اردوغان عن عرقلة الإرهاب في هذه المنطقة يصعب تصديقه، باعتبار أن دخول تركيا تحت حماية رايات جبهة (تحرير الشام) النصرة الإرهابية سابقًا، لم يكن ضمن أهدافها الاساسية محاربة الإرهاب، فكيف لدولة تشن عملية عسكرية ضد التطرف أن يساعدها جماعات متطرفة على تنفيذ المهمة، الأمر الذي يشكك في العملية بأكملها.

وتداول نشطاء مقربون من المعارضة السورية في الآونة الاخيرة عن وجود مفاوضات وتفاهمات تمت بين الجانب التركي وهيئة تحرير الشام التي يرأسها أبو محمد الجولاني، حيث أكدت أن على وجود «مساع» للتنسيق بين «تحرير الشام» والأتراك لتجنب الاصطدام بينهما خلال العملية، مضيفة أن هناك اتفاق بين الهيئة المعروفة بجبهة النصرة وتركيا تقضي بتسليم  الأخيرة ثلاث نقاط على المحور الغربي لمدينة دارة عزة في ريف حلب، مقابل ذلك سيقدم الجيش التركي دعماً لوجستياً ومدفعياً للجبهة إذا حصل أي هجوم مفاجئ من قبل وحدات الحماية الكردية.

 

وأظهر فيديو تداول على نطاق واسع في الأونة الأخيرة، دخول قوات  تركية إلى الريف الغربي لحلب برفقة آليات عسكرية للنصرة، مؤكده الصحف العربية المهتمة بهذا الشأن إن مجموعة استطلاع تركية عبرت معبر أطمة شمال إدلب يرافقها رتل عسكري لهيئة تحرير الشام أي (جبهة النصرة).

وعلى الرغم من أن تركيا تقول أن عمليتها في إدلب تدخل ضمن اتفاق «تركي - إيراني – روسي» في أستانه، إلا أن الفيديو الذي تدواله كثيرون مؤخرًا يكشف حقيقة الإدعاءات التركية، لكن بقراءة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعناية ستظهر الاهداف الحقيقة وراء إطلاق هذه العملية، حيث يبدو من أن الدافع الأساسي هو محاربة وحدات حماية الشعب الكردية المتواجدة على الحدود التركية، وليس محاربة الإرهاب بكل أطيافه التي تعتبر جبهة النصرة أحدى روافده.

وتدخل إدلب بين مناطق "خفض التوتر" الأربع، التي أعلن عنها الحلفاء الدوليون لدمشق والمعارضة السورية في مايو الماضي بهدف فرض مجموعة من الهدن في مختلف أنحاء سوريا، إلا أن الاتفاق لا يشمل "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا)، التي تسيطر على الجزء الأكبر من إدلب.

خريطة السيطرة في سوريا

وتضم خريطة القوى في إدلب ما يلي، نحو 25 ألفا من القوات التركية ما بين وحدات من القوات الخاصة وآليات عسكرية على الحدود، كما تضم نحو 1500 مقاتل من الجيش الحر، حيث ينضوي تحت لواء ما يعرف بالجيش الحر مجموعة من الفصائل من أهمها "لواء المعتصم" و"فيلق الشام" و"فرسان الحق" و"صقور الجبل".

أما جبهة النصرة التي تسمي نفسها"هيئة تحرير الشام"، فهي التي تسيطر على الجزء الأكبر في إدلب، وتتشكل من فصائل "جبهة فتح الشام" و"حركة نور الدين الزنكي" و"جيش السنة" و"أنصار الدين" و"لواء الحق"، والتي قررت الاندماج في يناير 2017، وقامت الهيئة، عقب "اتفاق عرسال"، باستضافة أسر المتشددين، الذين خرجوا من عرسال اللبنانية بعد الاتفاق مع حزب الله.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق