وليد كامل يكتب: نهر الذكريات

الأحد، 19 نوفمبر 2017 03:00 م
وليد  كامل يكتب: نهر الذكريات
يقرأ الجريدة

مع الأهرام كانت لى أيام، فقد كنت مدمنا على قراءة الجرائد وكنت لا أستمتع بشرائها وقراءتها إلا ليلا.. فكانت بالنسبة لى كالطعام الطازج الذى ينبغى عليك التهامه وهو ساخن.. وكنت أشترى أغلب الجرائد الموجودة فى هذا الوقت.. وكانت بالمقارنة بهذه الأيام عددا ليس بالكبير.. فبالاضافة للأهرام والأخبار والجمهورية.. كانت الوفد والأمة والأهالي.. كجرائد معارضة.. ولكنى كنت أفضل الوفد.. خاصة عندما كان يتولى رئاسة تحريرها الصحفى القدير مصطفى شردى رحمه الله.. فكانت الأوسع انتشارا والأكثر شهرة من بين صحف المعارضة الحزبية.. ثم بعد مصطفى شردى أفل نجم الوفد..وبزغ نجم جريدة الاسبوع ومصطفى بكرى كأبرز صحف المعارضة المستقلة.
 
نعود للأهرام.. التى كانت بحق أكثر الجرائد رصانة، فكانت الأهرام راعية للثقافة والأدب والفنون.. فقد اعتادت الأهرام منذ نشأتها أن تستقطب كبار المفكرين والأدباء فكان من بين من أبدعوا على صفحاتها من الرعيل الأول العمالقة طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وزكى نجيب محمود ويوسف إدريس وثروت أباظة.. ثم استمرت الأهرام على هذا النهج..فقرأ جيلنا لأحمد بهاء الدين وعبدالرحمن الشرقاوى وسلامة أحمد سلامة وأنيس منصور وكمال الملاخ والشعراء أحمد عبدالمعطى حجازى وفاروق جويدة وبنت الشاطئ.. والكاتبة التى عشقت كتاباتها كثيرا المبدعة سناء البيسي.. ولا تنس عندما تذكر الأهرام كاريكاتير عمنا صلاح جاهين.
 
ثم أصدرت الأهرام جريدة أيامنا الحلوة.. وكانت تحمل طابعا فكاهيا ساخرا.. وكان يكتب بها مجموعة من المواهب الشابة من الذين ضاقت بهم الأهرام.. أتذكر منهم دينا جودة وأمانى ضرغام التى كانت تكتب يوميات زوجة مفروسة..وكان يكتب بها أيضا العملاق عبدالرحمن الأبنودي.. أيضا ما زلت أذكر السيناريست والمؤلف لينين الرملى الذى كان يكتب سلسلة مقالات بعنوان حمار حصاوي.
 
وبعد مرور سنوات.. وقعت فى يدى منذ أيام مصادفة جريدة الأهرام.. فاكتشفت أن الأهرام لم تكن كسابق عهدها.. لكن مازالت يفوح منها عبق الأيام الخوالي.. مازالت بصمات العظماء مطبوعة على سطورها.
محاسب

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق