حصاد 2017 الأيام السمان.. الدوحة على "الخازوق"

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 02:00 م
حصاد 2017 الأيام السمان.. الدوحة على "الخازوق"
قطر تدعم الإرهاب
السعيد حامد

في 5 يونيو 2017.. وجهت مصر ضربة قاسمة إلى نظام تميم بن حمد في قطر، بعدما أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، وغلق أجوائها وموانئها البحرية أمام وسائل النقل القطرية كافة، بسبب ممارساة الأخيرة، في دعم التنظيمات الإرهابية، وتعزيزها بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية.

وقالت الخارجية المصرية، في بيانها التاريخي حينذاك، إنه قرارا القاهرة يأتي في ظل إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر.

إضافة إلى ترويج الدوحة، لفكر تنظيمي القاعدة وداعش، ودعم العمليات الإرهابية في سيناء، فضلاً عن إصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لمصر ودول المنطقة، بصورة تهدد الأمن القومي العربي، وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية، وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها.

جماعات مسلحة

 

جماعات مسلحة

قرار قطع العلاقات مع «تنظيم الحمدين» رغم أنه تأخر كثيرا، نظرا للسياسة العدائية التي انتهجتها الدولة العربية تجاه دول المنطقة، وسعيها الدائم إلى لعب دور أكبر من حجمها، ومحاولاتها المستمرة تقسيم المنطقة العربية، وتقزيم الدوري المصري الخارجي خاصة فيما يخص القضية الفسلطينية، إلا أنه جاء لينهي معاناة  المنطقة من تصرفات تميم بن حمد الهوجاء، خاصة وأن التحركات المصرية لم تكن أحادية، بل قادت مصر الدول العربية (الرباعي العربي.. مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين) لحصار النظام القطري وعزله إقليميا ودوليا، وفضح ممارسات الدوحة الداعمة للإرهاب في المنطقة.

لماذا دعمت قطر الإرهاب؟

نال القرار المصري تجاه قطر، تأييدا كبيرا من جانب الشارع المصري، الذي ظل يعاني كثيرا جراء العبوات الناسفة والقنابل بدائية الصنع، التي مولت وصعنت بالأموال القطرية، لمعاقبته- أي الشعب المصري- على بركان 30 يونيو الذي أزاح تنظيم الإخوان الإرهابي ذراع «تنظيم الحمدين» المسلح في المنطقة، من الحم، وأنهى حلمهم في تحويل الدولة المصرية المتنوعة إلى إمارة إخوانية تدار من الدوحة.. لكن ظل سؤال لماذا تدعم قطر الإرهاب؟ يحير الكثير خاصة وأن قطر كان بإمكانها توجيه كل تلك الأموال الضخمة إلى تنمية المنطقة ودعم الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب.

لكن.. جاء تلاشت الحيرة سريعا حين انكشفت كل استراتجيات الدوحة التي تسير في طريق تقسيم المنطقة العربية وإضعاف الجيش المصري، لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتهيئة الأوضاع للقضاء على القضية الفلسطينية، لكن سياسة قطر لم تكن تدعم الإخوان فقط، فهي تدعم كل ما هو متطرف، فهي لا تكف عن تغذية الاضطرابات في اليمن بدعمها للحوثيين، وأيضاً تدعم الشيعة في البحرين ومظاهراتهم، وتدعم اضطرابات في شرق السعودية، وتدعم تنظيم داعش فى سوريا والعراق وجبهة النصرة، التي تعتبر فرعاً محلياً للقاعدة، بحسب ما قاله عبد اللطيف المناوي- رئيس قطاع الأخبار بماسبيرو الأسبق.

 

الغريب أن التحركات القطرية في دعم الإرهاب لم تكن تدعم فصيلا بعينه، لأنها أرادت أن تغذى وجود منطقة مضطربة، تقوم على صراع ديني ما بين السنة والشيعة، فأرسلت المقاتلين والسلاح للتنظيمات الإرهابية السنية، في الوقت الذي كانت تتقارب فيه سياسياً مع إيران، ليبدو الأمر وكأنها لا تدعم المتطرفين السنة، ممثلين فى داعش والإخوان، بل تدعم الاضطرابات الشيعية فى المنطقة.

الكارت الأحمر

الإنذار الثاني «الأحمر»، الذي حصل عليه تنظيم الحمدين في قطر، تسبب في ارتباك الدوحة حتى بدت وكأنها ترقص مذبوحة، بعدما نالت المقاطعة من الاقتصاد القطري بشكل فوري وجعلته يأن تحت وطأة القرارات الرادعة التي اتخذت من الرباعي العربي، وكنتيجة طبيعية لما حدث تراجعت الأسهم القطرية كافة، وبلغ العديد منها الحدود القصوى، فقد انخفض سهم بنك قطر الوطني إلى أكثر من5 في المائة، وهبط مؤشر بورصة قطر إلى أكثر من 7.5 في المائة، ليتراجع عن مستوى 9200 نقطة.

وكنتيجة أيضا لقرارا المقاطعة، هبطت السندات الدولارية السيادية لقطر استحقاق 2026 إلى 1.8 سنت. وارتفعت تكلفة التأمين على ديون قطر لأعلى مستوى في شهرين، بل أن وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية قالت إن قطع العلاقات مع قطر قد يؤثر سلبا على الجدارة الائتمانية للدوحة، فيما علقت شركات طيران الاتحاد، وفلاي دبي، وطيران الإمارات، والعربية للطيران ومصر للطيران، طيران السعودية، الرحلات من وإلى الدوحة، قبل أن تتصاعد الأزمة خاصة مع المراوغات التميمية التي لم تنجح هذه المرة في إثناء الرباعي العربي عن قرار المقاطعة.

حاولت الدوحة الدفاع عن نفسها عبر إبرام الصفقات الطائلة مع الولايات المتحدة الأمريكية علها تتدخل وتتفاوض مع الرباعي العربي على إنهاء المقاطعة، لكن، الرباعي العربي رفض أي مفاوضات أو إجراءات من شأنها أن تسمح للدوحة بالاستمرار في سياسة دعم الإرهاب وإشعال الحروب المذهبية والطائفية في المنطقة العربية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة