الخلل فى عقل الإنسان أحيانا

الإثنين، 25 ديسمبر 2017 06:32 م
الخلل فى عقل الإنسان أحيانا
معتز بالله عبدالفتاح يكتب :

تعالوا نفكر مع بعض..
التفسير اللاقرآنى للقرآن: نتبنى موقفا شخصيا من فرد أو جماعة أو مجتمع، ثم نستشهد من آياته بما يخدم موقفنا.
التفسر القرآنى للقرآن: نتبنى القرآن كمنهج ومحدد لمواقفنا الشخصية من الآخرين.
الفرق مهول...
وأهم الفروق أن الأول تفكير لا قداسة فيه مطلقا مهما بدا مزخرفا أو مدعما بالنصوص المقدسة.
أليس هذا ما نفعله؟
فإننا شعوب تحكم على الأمور بمعايير مختلفة، أحدها، وهو المعيار الحقيقى، الهوى الشخصى والمصلحة الذاتية، لكن أمام الناس نقول كلاما للوجاهة الاجتماعية أو المكاسب الاقتصادية أو المصالح السياسية، نقول ما لا نفعل إلا إذا خشينا الفضيحة، ونفعل ما لا نقول إلا إذا كانت هناك مصلحة. من عاش خارج منطقتنا العربية قليلا، يكتشف أن الفجوة بين الفعل والقول عند أبناء المجتمعات الأخرى، وتعدد الأقوال، وتعدد الأفعال، ليست بنفس الحجم الموجود فى منطقتنا. لدينا فائض نفاق يظهر فى أحاديثنا ومواقفنا. كتب المفكر المغربى سعيد ناشيد، عن مظاهر النفاق التى نعيشها، قائلاً: ليس هناك من نفاق أسوأ ولا أدنى من أن تطالب بتطبيق الشريعة فى بلدك ثم تهاجر للعيش فى بلد علمانى. ليس هناك من نفاق أوقح ولا أقبح من أن تطالب بزيادة مواد الإسلام فى المنهج المدرسى، ثم تسجل أبناءك فى إحدى مدارس البعثة الفرنسية أو الأمريكية. ليس هناك من نفاق أسخف ولا أقرف من أن تطلب من «بائعة الهوى»، أن تقول لك زوّجتك نفسى على سنّة الله ورسوله، وفى الصباح تمنحها بعض المال، وتقول لها أنت طالق. ليس هناك من نفاق أبشع ولا أشنع من أن تدخل المسجد لتدعو على الكفار بالويل والثبور وعظائم الأمور، ثم تخرج منه لتطلب المعونات من الكنيسة. ليس هناك من نفاق أصغر ولا أحقر من أن تشتم أمريكا، وتحرق العلم الأمريكى فى كل مناسبة أو دون مناسبة، ثم تقف فى طابور سفارتها أو قنصليتها لأجل الحصول على التأشيرة. ما النفاق؟ النفاق هو أن تبتهج بوجود مساجد كبرى وفاخرة فى قلب نيويورك ولندن وباريس، أو تبتهج بمشهد شاب غربى يردد الشهادتين ولو بصعوبة خلف شيخ فى مسجد من عواصم الغرب، لكنك فى الأول وفى الأخير، تعتبر ذلك انتصارا للإسلام، ولا تراه انتصارا لقيم حقوق الإنسان وللحريات الفردية والحريات الدينية داخل الحضارة الغربية، بل تقيم الدنيا إذا علمتَ أنّ قسّا قام بتعميد مسلم واحد ولو داخل الفاتيكان، وتظنّ ذلك مؤامرة ضدّ الإسلام والمسلمين! النفاق هو ألا تكترث لفساد الرّشوة، وفساد جهاز القضاء، وفساد التهرّب الضريبى، وفساد تبييض الأموال، وفساد الغش فى السلع، وفساد مافيات المخدرات والميليشيات الجهادية وتهريب الأسلحة، ثم ترى الفساد كل الفساد فى مجرّد تنورة أو سروال قصير أو قبلة فى لوحة إشهارية. النفاق هو أن تعلَم علم اليقين وبالأرقام أنّ المجتمعات الأكثر تدينا فى العالم، هى أيضا الأكثر فسادا فى الإدارة، والأكثر ارتشاءً فى القضاء، والأكثر كذبا فى السياسة، والأكثر هدرا للحقوق، والأكثر تحرّشا بالنساء، والأكثر اعتداء على الأطفال، ثم تقول للناس: إنّ سبب فساد الأخلاق هو نقص الدين. فياللوقاحة! النفاق هو أن تشعل الفتنة الطائفية فى العراق وسوريا وباكستان، وتوقظ الحرب القبلية فى ليبيا واليمن وأفغانستان.. ثم تقول إنك تقاتل من أجل وحدة المسلمين. فياللمصيبة! النفاق هو أن تعتبر كل نساء الأرض ناقصات عقل ودين، وعورات، وحبائل الشيطان، وحطب جهنم، إلا أمّك فإنّ الجنة تحت أقدامها! النفاق هو الجحيم. لهذا، (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) صدق الله العظيم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق