البناء والإعلام ردًا على البشير وأردوغان

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017 09:09 م
البناء والإعلام ردًا على البشير وأردوغان
هشام السروجي يكتب:

كلف رئيس الجمهورية ببناء 100 عمارة متكاملة بمدينة حلايب المصرية الحدودية، كان هذا سطر من ضمن بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، بعد اجتماع ضم مدير المخابرات العامة، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية، ووزير الأوقاف، ورئيس هيئة الأوقاف. ثم خرجت الهيئة الوطنية للإعلام معلنة أنها ستنقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من حلايب وشلاتين.
 
كما ذكرت الهيئة أنه سيتم بث برنامج تليفزيوني وإذاعي أسبوعيًا من حلايب وشلاتين، في إطار دورها لتعزيز روح الانتماء بالوطن والدعم الإعلامي المتواصل لأهالينا في هذا الجزء العزيز من أرض مصر.
 
المثير في الأمر أن هذين الخبرين جاءا بعد يوم من تسليم البشير جزيرة "سواكن" الواقعة في البحر الأحمر شرقي السودان لتركيا لتتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية غير محددة، ليحمل بين طياته ردًا واضحًا وفوريًا يؤكد سيادة مصر على أراضيها وحدودها، بعد موقف الخرطوم الذي يحمل تهديدًا واضحًا للأمن القومي المصري. 
 
القرار السوداني بتسليم جزيرة "سواكن" لتركيا، ما هو إلا حلقة في سلسلة من ممارسات تتعمد بها الخرطوم تهديد الأمن القومي المصري، والذي بدأ بتصعيد نبرة العداء مع مصر، بناء على اتفاقيات غير معلنه بين أطراف عدة.
 
ففي الوقت الذي شهدت فيه الغرف المغلقة، صفقات بين الخرطوم والإدارة الأمريكية لرفع العقوبات عن الرئيس السوداني عمر البشير، بعد القرار الأمريكي بتأجيل رفع الحظر في يوليو 2016، حسبما نشرت فايننشيال تايمز البريطانية.
 
ثم جاءت الضغوط الإسرائيلية على الإدارة الأمريكية حتى وصول الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم، لتلعب تل أبيب دورًا بارزًا في رفع العقوبات عن البشير، بحسب وكالة أسوشتيد برس، التي ذكرت ذلك في تقرير لها بتاريخ 5 أكتوبر 2017، وفقا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا إليها، مشيرين إلى أن خطوة الإدارة الأمريكية سبقتها حملة ضغط طويلة من إسرائيل التي سعت لفك العزلة عن الخرطوم تشجيعا لخطوة السودان بابتعاده من عدوهما المشترك إيران.
 
كان من الواضح أن الصفقة بين واشنطن والخرطوم تتضمن المساهمة في لعبة شد الأطراف، التي تعتمد على خلق حالة توتر حدودي مستمر في الدول المستهدفة، فجاء الدور السوداني لتكتمل أضلاع المثلث بعد سيناء والحدود المصرية الليبية.
 
كل ذلك تزامن مع إرسال الخرطوم خطاب رسمي للأمم المتحدة ترفض فيه اتفاقية الحدود بين مصر والسعودية، بناء على إنكارها سيادة مصر على حلايب وشلاتين، خطوة استباقية اتخذتها السودان قبل اللجوء منح أنقرة جزيرة سواكن في قلب البحر الأحمر، الأمر الذي يقع ضمن إطار التلويح العسكري الصريح ضد مصر، بعد أن ساهمت سلبًا في تعقيد ملف سد النهضة، بدلًا من مراعاة حُسن الجوار.
 
من الواضح أن الخرطوم تحاول- بقوة- تشتيت مؤسسات الدولة المصرية وجرها إلى صراع يزيد الحمل على كاهلها، في مغامرة صبيانية قد تأتي بعواقب وخيمة لن تتحمل تبعاتها القيادة السودانية غير المتزنة، وغير المسؤولة، التي تسعى جاهدة إلى خلق حالة كره بين شعبين شقيقين، علاقاتهما ضاربة في جذور التاريخ، بل كانوا في يوم من الأيام تحت ظل عرش واحد وملك واحد.
 
على البشير إدراك أن محاولة بناء أمجاده على أطلال مصر، إنما هي محاولة فاشلة سوف تجلب مالا يحمد عقباه من غضبة الشعب المصري، الذي يدرك- تمام الإدراك- أن الشعب السوداني لا يجب أن يتحمل مراهقات قيادته السياسية التي تعاني من علامات الشيخوخة الفكرية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق