الربيع الإيراني.. بلاد فارس على شفا ثورة

انتفاضة كبرى أشعلها أبناء بلاد فارس على النظام الإيراني، مرجعين الأسباب إلى تدهور الأحوال الإقتصادية بعد القرارات الأخيرة التي طحنت المواطنين هناك، حيث عكف النظام على توفير النفقات لتأييد ودعم عملياته التخريبيبة الخارجية فى سوريا والعراق ولبنان واليمن وأهمل أبناءه وسط لهيب الأسعار وانخفاض مستوى الأجور الخاصة بهم.

وتواصلت الانتفاضة الإيرانية لليوم الرابع على التوالي منذ إنطلاقها صباح الخميس الماضي، تأكيدا على رفض مساعي النظام التى وصفوها بـ "الفاشلة"، حيث امتدت الدعوات للتظاهر بـ 70 مدينة بمحافظات إيران.

ما تشهده إيران حاليا لم يحدث بها منذ 38 عام، حيث تم اقتحام وحرق مرافق حكومية، وحرق صور خامنئي في كافة المدن، وإطلاق رصاص وقتلى بين الطرفين، وأخيرا مشاكل عميقة بين خامنئى وروحاني.

وأكدت مصادر صباح اليوم الأحد بأن النظام الإيراني قام بتعطيل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي عن بعض مناطق إيران، وخاصة التي تشهد احتجاجات ضد النظام، وكأنه تأكيدا على إنقلاب السحر على الساحر، فبعد المحاولات الكثيرة من النظام الإيراني بمد براثنه تجاه العديد من الدول العربية لخلق حالة من الفوضي وهو ما عانت منه دول عدة منها اليمن ولبنان وسوريا والعراق.

فمن جانبه وضع محمد السلمي، رئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، عددا من السيناريوهات المستقبلية المتوقعة لتعاطي ايران مع الأزمة، حيث يأتي على رأسها إعلان الرئيس حسن روحاني إعادة النظر في الميزانية ورفع أسعار الوقود، وإعادة المساعدات المالية للفقراء، والبحث عن حلول للبطالة وربما إقالات، وثانيها أن يعلن خامنئي حل الحكومة وتعيين شخصية لتصريف الأعمال، وأخيرا أن يتجه النظام للحل الأمني.

وأضاف "المسلمي"، أنه حتى لو كانت هذه التظاهرات محدودة، أو حتى لو تمكن النظام من إجهاضها ومنع توسعها، فإنها لا بد أن تعود وتنطلق من جديد، فالجائع لن يصبر على جوعه طويلا، والمظلوم لن يسكت على ظلمه كثيرا، وهي في كل أحوالها، استفتاءٌ شعبي ليس على سياسات النظام فقط بل على النظام نفسه.

وتابع، أن الأهم والأخطر في هذه التظاهرات أن المتظاهرين لخصوا أسباب غضبهم بأن سياسات النظام الخارجية التي تقوم على إنفاق المال والرجال من أجل احتلال دول عديدة في المنطقة، وإخضاع أخرى تحت هيمنته في العالم، هي التي جرّت عليهم سياسات النظام الداخلية الفاشلة التي أدت إلى خنق المواطن اقتصاديا.

وأوضح "المسلمي"، أن اكثر من مسئول كبير في النظام  اعترفوا بأن ما يقارب خمسة وعشرين مليونا من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، وكان هتاف المتظاهرين "انسحبوا من سوريا وفكروا بنا" و "لا للبنان ولا لغزة، ونعم نعم لإيران" أكثر ما يزعج النظام ويخيفه.

وبدورها قالت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، مدير المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، أن ما يحدث في إيران هو ثورة وليس مجرد احتجاج على الأوضاع الاقتصادية، لعدة أسباب، أولها طريقة انتشار المحتجين ودرجة تنظيمهم العالية، ثانياً اعتمادهم على أدوات تواصل لا تستطيع إيران ولا حتى أمريكا مراقبتها بما يعني أن هناك أطراف أخرى تساعدهم.

 

وتابعت زيادة، أن ثالث هذه الأسباب نوعية الشعارات التي تتردد في المظاهرات مثل "ليس لغزة، ليس للبنان، حياتي لإيران" و شعار "الناس يتسولون ورجال الدين يتصرفون كالآلهة"، بالإضافة إلى الدعوات الصريحة المطالبة بإسقاط المرشد نفسه.