محمد سيد الكونين.. الإمام البوصيري كاتب لشواهد القبور ترك بردته في الأسكندرية (صور)
الأحد، 28 يناير 2018 05:00 ص
"محمد سيد الكونين والثقَلين والفريقين من عرب ومن عجم".. في ذاكرة كل محب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم اتخذت تلك الكلمات مكانة خاصة يعبر بها عنه حبه له، وكل ما يعرفه عنها أنها للإمام البوصيري، لكنه لا يعرف من هو؟ وأين ولد؟ وما هي قصته؟ وأين دفن؟
محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، ولد عام 1213 من الميلاد و616 من الهجرة، ولقب بالإمام "البوصيري" نسبة إلى مدينة بوصير إحدى القرى الواقعة بين محافظتي الفيوم وبنى سويف بصعيد مصر، التى ولد فيها، وتوفي عام 1296 ميلادية.
حفظ القرآن الكريم، وهو فى سن صغير، وكان مهتم بالسيرة النبوية وبكل تفاصيلها بشكل دقيق، وتعلم على يد إبراهيم بن أبي عبد الله المصرى، الخط العربى واتقنه، وتنقل البوصيري بين عدد من المهن التي أثرت فيه وفي شعره ما بين كاتب لشواهد القبور، وكاتب للحسابات بمدينة بلبيس بالشرقية، ثم معلم بأحد كتاتيب القاهرة حتى استوطن الأسكندرية.
الشيخ رمضان عبده صالح، خادم مسجد الأمام البوصيري لـ 28 عامًا، يقول: "كان الإمام مريضًا بشلل، وجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المنام وغطاه بعباءته الشريفة، فاستيقظ من نومه وأنشد البردة، وشفي من مرضه".
يتابع صالح: "رأيت الإمام البوصيري مرتين فى المنام وكان يرتدي عباءة بيضاء ووجه مضيء ولكنه لم يتحدث إلي"، مضيفًا البوصيري كان أحد تلاميذ الشيخ أبى العباس المرسى، وقد ترك عددًا كبيرًا من القصائد والأشعار ضمّها ديوانه الشعري، وقصيدته الشهيرة البردة "الكواكب الدرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "المضرية في مدح خير البرية"، والقصيدة "الخمرية"، وقصيدة "ذخر المعاد".
البردة النبوية
والبردة من أجمل ما كتب في مدح السيد المصطفى صلى الله عليه وسلم، إن لم يكن أفضلها وأشهرها على الإطلاق.
مُحَـمَّدُ سَيِّدَ الكَوْنَيْنِ والثَقَلَيْنِ والفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ
نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فلاَ أَحَدٌ أبَّرَّ فِي قَوْلِ لا مِنْهُ وَلا نَعَمِ
هُوَ الحَبيبُ الذي تُـرْجَى شَـفَاعَتُهُ لِكـلِّ هَـوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْـتَحَمِ
دَعا إلى اللهِ فالمُسْتَمْسِكُونَ بِــهِ مُـسْـتَـمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غيرِ مُنْفَصِمِ
فاقَ النَّبِيِّينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ وَلَمْ يُدانُـوهُ في عِلْمٍ وَلا كَرَمِ
وَكلُّهمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ مُلْتَمِسٌ غَـرْفاً مِنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ
ووَاقِفُونَ لَدَيْهِ عنـدَ حَدِّهِمِ مِـنْ نُقْطَة العِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الحِكَمِ
فهوَ الذي تَمَّ معناهُ وصُـورَتُـه ثمَّ اصْـطَـفَاهُ حَبيباً بارِىءُ النَّسَمِ
تم دفن البوصيرى فى الإسكندرية فى زاوية صغيرة أنشأها له "يحيى باشا"، و في عام 1854، هدمها "محمد سعيد باشا " وشيد مكانها الجامع، كما تم إجراء العديد من التجديدات والترميمات للجامع فى عهد الخديوى توفيق 1889 م.
يتكون جامع البوصيري من بيت للصلاة، مربعين منفصلين يشتمل المربع الأول صحن المسجد تتوسطه نافورة وتحيط به الأروقة من جميع الجهات، أما المربع الثانى به إيوان القبلة ويؤدى إلى ضريح الإمام البوصيرى تعلوه قبة.
ويفخر المسجد بلوحة جدارية مخطوطة جميلة تشمل 94 بيتا من قصيدة البردة، منقوش عليها تعليقات وآيات قرآنية، وشهد المسجد فى الآونة الأخيرة تجديدات وتطويرات شملت الجزأين معًا، وأيضا مبنى المسجد من الخارج، وينفرد جامع البوصيري بمكانة خاصة بين مساجد الإسكندرية وذلك لثراء بكم هائل من العناصر الزخرفية والنقوش والكتابات الأثرية.
ويقع المسجد والضريح بجوار مسجد أبو العباس المرسي، عليهما من الله الرحمة.