في جمعة الغضب 2011 حضر "الطرف الثالث".. ماذا حدث مساء 28 يناير؟

الإثنين، 29 يناير 2018 03:23 ص
في جمعة الغضب 2011 حضر "الطرف الثالث".. ماذا حدث مساء 28 يناير؟
أحداث جمعة الغضب 28 يناير 2011- أرشيفية
كتب - أحمد متولي

كثير من الكتابات على مدار 7 سنوات، تناولت أسرار وخفايا أحداث يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، وتحدثت عن الدور الذي لعبه تنظيم الإخوان قبل 25 يناير للانقضاض على أي تحركات شعبية، وكيفية استغلال دعوات الشباب النقية للاحتجاج ضد ممارسات وسياسات نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

جمعة الغضب 2011

28 يناير 2011 ذلك اليوم الفاصل في تاريخ مصر، وثق لأحداثه آلاف الكتاب، والصحفيين، ووسائل الإعلام، الجميع رصد الوقائع بداية من اندساس الإخوان والجماعات الإسلامية في الاحتجاجات الجماهيرية، وتوجيه الدفة إلى مواجهة مع جهاز الشرطة لإسقاطه، هكذا قالت وزارة الداخلية آنذاك وتبين صحة بيانها فيما بعد.

أحداث جمعة الغضب 2011

رغم حالة التشويش المقصودة التي سيطرت على مصر في أعقاب سقوط جهاز الشرطة مساء 28 يناير بعد المواجهات، وموجات تكميم الأفواه ونشر الشائعات المتضاربة لمنع تناول أحداث ذلك اليوم، تحدث كثيرون على مدار السنوات السبع اللاحقة لثورة يناير، عن مؤامرة ما دارت كواليسها خلف الستار لتعكير صفو سلام المجتمع.

أحداث 28 يناير 2011

التاريخ يسطره الأقوياء.. ربما ظن ذلك المتآمرون فراهنوا على عدم افضتاح خيانتهم، لكن الحقيقة في مصر تأبى دائما أن تندثر، رغم شراء الذمم، والدعم الدولي والإقليمي، ومحاولات التغطية على أسرار يوم جمعة الغضب، سجل التاريخ كل شيء، ووثقت جهات وطنية كواليس المؤامرة في صمت مثلما واجهتها في صمت أيضا

قراءة عوام الناس للأحداث يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، سجلتها مشاهد خروج مواطنون محتجون ضد نظام مبارك، ومواجهة دارت مع قوات الأمن المركزي آنذاك حين حاولت منع الجماهير من الوصول إلى الميادين، فانفجرت ثورة شعبية، توجت بقرار الحاكم العسكري بنزول قوات الجيش لحماية الممتلكات والشعب بعد انسحاب الشرطة

اشتباكات قصر النيل جمعة الغضب 2011

ولكن هنا وقف الجميع عاجزا عن تفسير ما حدث وقت انسحاب الشرطة، والدفع بقوات الجيش ونزولها إلى الشارع المصري، تشتت المواطنون بين حقائق حاول النظام (بعيدا عن تقييم موقفه السياسي) وقتها إعلام الشعب بها مثل دخول عناصر أجنبية لاستهداف مؤسسات الدولة، وبين شائعات انطلقت بشكل ممنهج ومنظم لإحداث حالة الفوضى المخطط لها مسبقا.

انسحاب الشرطة جمعة الغضب 28 يناير 2011

الساعة الخامسة مساء يوم 28 يناير 2011، كان المشهد الواضح أمام العوام، انتفاضية شعبية، وأحداث كالتالي: انسحاب قوات الشرطة، نزول قوات الجيش، حرائق في كل مكان، شائعات، تخريب وسرقات، حصار لأقسام الشرطة وإشعال النيران فيها، هذه النظرة للأحداث كانت خاطئة.

لحظة انسحاب الشرطة في 28 يناير

عيون أخرى "ساهرة" كانت ترصد الأسرار والخفايا، تواجه خلف الكواليس، إن الأمر لم يكن غضبا شعبيا خالصا كما حاول المتأمرون الترويج، إنها المؤامرة، لقد حضر الطرف الثالث، هبت رياح الفوضى، هنا دخلت مصر الدولة خط المواجهة.

مؤامرة الإخوان جمعة الغضب 2011

من واقع التقارير الأمنية التي أعدتها الجهات المختصة، ومن تحقيقات النيابة، ومن أحكام القضاء، وجدنا الإجابة حاضرة، هذا ما حدث مساء يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011، لنرصد ما كشفته الأوراق الرسمية عن أخطر 7 ساعات في تاريخ مصر، منذ لحظة انسحاب الشرطة 5 مساء، مرورا بالتمهيد للمرحلة الثانية للمؤامرة التي دخلت حيز التنفيذ في الدقيقة الأولى من صباح 29 يناير.

تروي التحقيقات في قضيتي التخابر الكبرى، واقتحام السجون، فصول مؤامرة إخوانية لتقويض الدولة المصرية، مهدت لاستيلائهم على السلطة،  إذ كشف جهاز مباحث أمن الدولة، عن رصد اتصالات بين إخوان مصر، وقيادات التنظيم الدولي، والمخابرات التركية، للحصول على الضوء الأخضر للتحرك نحو تنفيذ مخطط سابق وضعوه عام 2005 لاستغلال أي حراك شعبي في نشر الفوضى، حيث وجدوا الاحتجاجات الجماهيرية بيئة خصبة لتفعيل فصول المؤامرة.

قبل يوم 28 يناير اتحدت أهداف الجماعات الجهادية في سيناء، مع أهداف الإخوان، فصار اتفاق بينهم، تهيئة الأوضاع الأمنية لدخول مقاتلي كتائب القسام وحزب الله للأراضي المصرية عبر الأنفاق، وتوفير الأسلحة اللازمة لنشر الفوضى، كان دورهم، تحرير السجناء التكفيريين، وأبناء البدو، كان أقل مقابل.

بالفعل مهد الجهاديون الطريق أمام العناصر الأجنبية، بضرب كافة النقاط الأمنية، وإدخال المنطقة الحدودية في حالة فراغ أمني، حتى يسهل تسلل المقاتلين من قطاع غزة إلى مصر، ومن ثم استخدامهم في الوقت المناسب لتنفيذ المؤامرة، آنذاك كانت القاهرة والمحافظات مشتعلة.

مرة أخرى نعود إلى الساعة الخامسة مساء 28 يناير، تزامنا مع انهاك قوات الشرطة ولحظة انسحابها، ظهرت مجموعات شبابية وسط المحتجين في كل المحافظات، قامت بفعل واحد ومنظم لم يراه الجماهير وقتها إلا استكمالا لحالة الغضب، هؤلاء تولوا مهمة محددة تمثلت في تدمير كافة مدرعات وآليات ومركبات وزارة الداخلية، كان الهدف من ذلك شل حركة قوات الشرطة لعدم وجود وسائل نقل الجنود، إنها عملية التمهيد لحصار المنشآت الأمنية.

على أهبة الاستعداد كانت العناصر الأجنبية المسلحة تنتظر في سيناء، تهيئة الوضع بشكل كامل في القاهرة والمحافظات عن طريق الإخوان، تمهيدا للتحرك نحو أهدافهم المحددة من ذي قبل، اقتحام السجون، تحرير سجناء حزب الله وحماس، تدمير المنشآت الأمنية لإخراج الداخلية من خط مواجهة الفوضى.

بعد نجاح موجة تدمير مركبات الشرطة في القاهرة والمحافظات، تأكد للمتآمرين انقطاع الطريق أمام أي عمليات مستقبلية لنقل أي جنود أو قوات أمنية على الأقل خلال الساعات المقبلة، حيث كانت قوات الجيش ما زالت تحاول الانتشار.

بدأت المرحلة الثانية بحرق المنشآت الحيوية ومحاولة اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون، وحشد المواطنين وتوجيههم صوب أقسام الشرطة، تدمير المنشآت الأمنية كان هدف رئيسي، بدأت الوقائع في ذات التوقيت على مستوى محافظات الجمهورية، هنا انشغلت وزارة الداخلية تماما لصد محاولات حرق الأقسام، كما وجه الجيش قوته للحفاظ على المنشآت الحيوية، وتأمينها، وتحركت العناصر الأجنبية نحو هدفها مطمئنة أن الشرطة خسرت مركباتها، وأن أقسام الشرطة خرجت من خط المواجهة.

بدأت المرحلة الثالثة من المؤامرة الإخوانية بوصول العناصر الأجنبية مستغلة الفراغ الأمني إلى السجون المستهدفة، بالفعل نجحوا في اقتحامها وتهريب عناصر حزب الله وحماس والبدو، آنذاك هرب السجناء الجنائيين أيضا، مع الدقيقة الأولى ليوم السبت 29 يناير 2011 انتشرت في ربوع مصر الشائعات والسرقات بشكل ممنهج، واستمرت عمليات حصار أقسام الشرطة، أدان القضاء تنظيم الإخوان وقياداته بارتكاب المؤامرة التي استكملوها على مدار شهور وسنوات، لكن هذا ملخص ما حدث مساء يوم 28 يناير جمعة الغضب.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق