بمناسبة عيد الحب .. كل عام ومصر هي الحب ...

الأحد، 18 فبراير 2018 01:39 م
بمناسبة عيد الحب .. كل عام ومصر هي الحب ...
شيرين سيف الدين تكتب:

من قلبي أتغنى بكلمات أغنية "كل بلاد الدنيا جميلة لكن أجمل من بلدي لا " وأستشعرها من أعماقي ، فلا أجمل من بلدي ولا أحب منها إلى قلبي ، ولا أتمنى الخير مثلما أتمناه لها ، أعشق ترابها وهواءها ونيلها وبحارها  .

نعم أحب السياحة و السفر وانطلقت شرقا وغربا ، ولا أشعر بالسكينة سوى على أرض مصر الحبيبة  .. نعم ولدت وقضيت نصف عمري في دولة خليجية جميلة وبها كل وسائل الراحة ، ولم أشعر بالراحة سوى في وطني بكل ما به من مشكلات أعلمها جيدا وأعاني من كثير منها مثلي مثل غيري .
لم أحمل يوما أية مشاعر سلبية تجاه وطني ، فقط ما أحمله هو الرغبة والأمل في أن تنصلح الأحوال للأفضل بالأفعال وليس فقط بالأقوال والشعارات ، أشعر بالسعادة العارمة مع كل إنجاز ، كما أشعر بالأسى مع أي إخفاق ، ترى عيني النجاحات ويحمد قلبي الله عليها .
  إن ردود أفعال الأشخاص في الحياة تختلف ، فالبعض يجد المشكلات مدعاة للسخرية والتهكم والرفض السلبي ، والآخر يرى في المشكلات فرصة لتقديم الدعم والعون ، والتفكير والمساهمة في إيجاد حلول منطقية وفعالة ، يستسهل البعض الاستكانة والعويل و السلبية ، ويختار الآخر الإيجابية مهما صعُب الطريق .
أستعجب من هؤلاء الذين يزرعون كره الوطن في أبنائهم ، وأجدهم ينعتونه بأسوأ الصفات إن واجهتهم مشكلة ، ولا أعلم ما ذنب الوطن البرئ من أفعال قاطنيه ، ففي النهاية ليس للإنسان سوى وطنه ، فحتى وإن وجد الشخص فرصة للحياة خارجه ، سيظل ضيفا على بلاد قد تلفظه في أية لحظة ، ولن يجد حينها سوى أحضان  وطنه الأم .

لا أفهم كيف لا يستطيع البعض التفرقة بين الحكومات والاوطان ، ويتعامل معهم كمترادفات في كثير من الأحيان ، رغم أن مفهوم الوطن أكثر اتساعا من الحكومة ، فالوطن كيان شامل ، أما الحكومة فليست إلا جزءا منه ، والحكومات تتعاقب والأنظمة تتغير لذا يجب على المواطن حتى وإن اختلف مع الحكومة ، ألا يختلف مع الوطن ، وأن يسعى لبقاءه وعلو شأنه بكل الطرق ، وأن يقف كحائط صد أمام أعدائه ، ويحميه بروحه ونفسه إن تطلب الأمر .
ازرعوا في أبنائكم حب وطنهم ، وربوهم على أن الوطن ليس بالرفاهية التي نحصل عليها فيه ، فقد يكون زمانهم أفضل ، لكن مع الكراهية لن يشعروا أبدا بالرضا عنه حتى لو صار أرقى ، فالمشاعر السلبية لن تنتج سوى شخص سلبي كاره وناقم ،  أما المشاعر الإيجابية فستنتج شخصا إيجابيا يعمل لصالح وطنه ولصالح رفعته .
ولدينا من الأمثلة الوطنية الكثير ، التي عاشت الحاضر بكل ظروفه وأصبحت مثالا للنجاح والعطاء
ولننظر لنموذج من أرقى وأجمل نماذج الوطنية " الدكتور مجدي يعقوب" الذي تعرض يوما ما للظلم واضطر للهجرة ، ومع ذلك لم يحمل في قلبه سوى الحب والولاء، فالعقل الناضج هو الذي يفرق بين الأشخاص وبين الأوطان ، وقد عاد رغم ظلم بعض الأشخاص له ، يحمل معه العدل والخير والإنسانية ، من ينظر بتعقل للدكتور مجدي يعقوب يستطيع أن يحصل على درس مجاني في الوطنية ، فقد ترك مجده في الخارج واختار مساعدة وطنه وأبنائه دون مقابل .
وأخيرا فإن حب الوطن يدعونا للبدء بأنفسنا ومراجعة أفعالنا حتى نكون جديرين بالعيش على أرضه، فهل نعمل بضمير؟ وهل نربي أبناءنا على المثل والأخلاق التي ترقى بهم وبمجتمعهم ؟ وهل حقا لا نقبل الخطأ والتحايل حتى لو كان في مصلحتنا الشخصية ؟ هل نحن حقا نحب هذا الوطن ونقدم له ما يعود بالخير علينا وعلى الجميع ؟ والسؤال الأهم والذي يحتاج لإجابة أمينة ومنصفة هو هل حقا مصر هي المخطئة أم نحن المخطئون والمقصرون في حقها ؟ 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق