مصر بالألوان.. أيام ما كان النيل جنب الهرم

الخميس، 22 فبراير 2018 11:00 م
مصر بالألوان.. أيام ما كان النيل جنب الهرم
الأهرامات وسط النيل
إسراء الشرباصى

خرج عجوز سبعيني بصحبة حفيده لزيارة أحد أقاربهم الذي يقطن في شارع الهرم، وما أن وصلا إلى هذا الشارع حتى هالهما تكدس السيارات، ليقول الطفل: يا جدو مفيش طريق تانى غير شارع الهرم يعدينا من الزحمة دى؟».. فرد الجد: «فين أيام زمان لما كان الشارع دا عبارة عن ترعة وأراضي زراعية ولما وصله التروماي احتفلنا، بإن بقى في مواصلة نقدر نروح بيها إلى الإهرامات».
 
 
v
 
لم يبالغ الجد في وصف شارع الهرم قديما؛ فقد كان الشارع إلى جانب شارع فيصل الموازي له، عبارة عن أراضي زراعية خالية من السكان، ولم يكن هناك مواصلات وعندما أنشأ خط تروماي بشارع الهرم كان من أجل تسهيل وصول السائحين إلى زيارة الأهرامات الثلاثة، وتم إنشاء شارع الهرم في عهد الخديوي إسماعيل، الذي أمر بتمهيده لأول مرة عام 1869، استعدادا لاستقبال ملوك ورؤساء دول العالم إلى مصر لحضور افتتاح قناة السويس وكانت الأمبراطورة أوجيني أمبراطورة فرنسا، طلبت زيارة الأهرامات فأمر الخديوي إسماعيل بتزيين جانبي شارع الهرم بالأشجار.
 
 
 
z
 
 
وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني وتحديدا سنة 1897، تم مد خط الترام من محطة الجيزة حتي سفح الهرم، وكان خطا منفصلا عن الخطوط الرئيسية التي كانت تتفرع من ميدان العتبة حيث لم يكن كوبري الخديوي عباس أو كوبري الملك الصالح قد أنشئا من قبل، فكان الراغب في زيارة أهرامات الجيزة من مصر القديمة مثلا عليه أن يجتاز النهر عبر المعدية ثم يستقل الترام إلى الأهرامات، وعندما أنشأ الكوبري سنة 1908 تم التلاقي ما بين خط ترام شارع الهرم والخطوط الأخرى. 
 
وفي سنة 1915 تم ردم ترعة شارع الهرم و مع زيادة حركة السيارات تم إنشاء طريق آخر على يسار الترام بدلا من الترعة بحيث يكون الطريق في الناحية اليمنى للسيارات القادمة من الجيزة والناحية اليسرى للسيارات العائده إليها، وفي منتصف الطريق خط الترام.
 
ومع مرور السنوات أزيل خط الترام من منتصف الطريق وأصبح الشارع مليئا بالسكان إلا أنه مازال يحتفظ باهتمامه بالسائحين من خلال انتشار الفنادق والملاهى الليلية والبزارات والمولات الكبرى لاستقبال السائحين الزائرين إلى الأهرامات الثلاثة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة