شبح العنوسة.. صَنع من «أسماء» خادمة لأهل زوجها «آخرة صبرها»

الخميس، 29 مارس 2018 08:00 م
شبح العنوسة.. صَنع من «أسماء» خادمة لأهل زوجها «آخرة صبرها»
مشاكل الاسرة
إسراء الشرباصى

«هاتتجوزى امته.. ربنا يرزقك بابن الحلال.. عايزين نفرح بيكى».. تحولت هذه الجمل إلى شبح يطارد «أسماء» في يقظتها ومنامها، يردد فى أذنيها بصوت أجش يحمل صدى ينتفض له جسدها الهزيل من الخوف.

بداية الحكاية
 
«أسماء» البالغة من العمر 30 عاما والمقيمة فى ضواحى الجيزة، قررت أن تكمم هذه الأصوات وتوافق على الزواج الذي امتنعت عنه طوال السنوات الماضية لعدم قدرتها على نسيان الرجل الوحيد الذى أحبته، ووقف القدر أمام حبهما وسلك كل منهما طريقا آخر مخالف.
 
 
 
وفى ضيافة جارتهم اللحوحة، عرضت عليها الزواج من شاب ثلاثينى لديه شقة سكنية فى منزل مكون من 4 طوابق يشغل كل طابق منهم أحد أفراد أسرته، فوافقت «أسماء» على مضض لاستقباله، ورأته عائلتها الشاب المناسب ذو الخلق الطيب والعائلة الكريمة، من ثم وافقت على الزواج بعد عدة أشهر.
 

أسماء تقبل الزواج
 
تعايشت «أسماء» مع زوجها فى هناء لم يدم أكثر من أسبوع إلى أن حولتها عائلة زوجها إلى مربية لأطفالهم، فكان يشغل الطابق العلوى والدته وباقى الطوابق أخواته وأزواجهن وأولادهن، وتوفيرا للمبالغ المدفوعة شهيرا للحضانة استغلوا استقرار «أسماء» فى المنزل دون عمل لرعاية أبناءهم.
 
 
حاولت «أسماء» أن تتقبل الوضع بصدر رحب وترعى أحباب الله ولكن لم يقتصر الأمر على رعاية الأطفال طوال النهار وبدأوا يطلبوا منها تحضير الطعام لكافة أفراد العائلة يوميا وتنظيف الشقق السكنية ورعاية حماتها العجوز مرددين جملة: « معلش ما انتى قاعدة فى البيت واحنا بنشتغل» كلما طلبوا منها شئ.
 
 
 
وبالفعل فى خلال أشهر معدودة تحولت «أسماء» إلى مربية أطفال وخادمة وطباخة، فلم تستطع تحمل الوضع الذى رسمه لها عائلة زوجها واشتكت له مما يحدث وما أن سمع شكواها إعتلى صوته بتوبيخها وإهانتها بألفاظ مسيئة وهو الصراخ الذى سمع إليه كافة أفراد العائلة كل فى منزله.


منغصات الحياة
 
علمت العائلة أن «أسماء» رافضة لخدمتهم وأن زوجها يقف ضدها وهو الأمر الذى استغلوه، فقد تيقنوا بأنها كلما اشتكت لزوجها سيوبخها فليس أمامها سوى تلبية رغباتهم دون نقاش وبدأت الطلبات تتزايد، وتتقبلها «أسماء» دون حيلة، وبدأت تهمل فى نفسها مقابل خدمة الأسرة.
 
وفى يوم قررت أن تعطى لنفسها ساعة واحدة للعناية ببشرتها وإزالة الشعر الزائد من جسدها قبل أن يعود زوجها من العمل، وفى تلك الأثناء سمعت طرق الباب ولكن لم تستطيع أن تستقبل أحد وهى فى هذا الوضع، فالتزمت الصمت لعل من يطرق بابها يظن أنها نائمة، ففوجئت بأخت زوجها تفتح باب الشقة بالمفتاح وتراها وهى جالسة تزين نفسها فصرخت فى وجهها ووبختها على عدم فتحها الباب، حاولت «أسماء» أن تقنعها بأنها لم تكن تستطيع استقبال أحد بهذا الشكل والملابس العارية إلا أنها لم تهدأ وأخذت تصرخ فى وجهها.
 
 
الزوج بتاع أهله
 
وصل الزوج فى هذا التوقيت واستمع لصراخ اخته فقام بتوبيخ زوجته دون محاولة لفهم السبب، وعندما بدأ الصراخ يهدأ إلى حد ما سألت «أسماء» أخت زوجها قائلة «انتى اصلا جبتى مفتاح الشقة منين؟» فردت عليها قائلة: « الشقق كلها مفاتيحها معايا وافتح وقت ما انا عايزة دا بيت اخويا وبدل ما انتى عمالة تتزوأى قومى شوفى اخويا هاياكل ايه لسه راجع من الشغل تعبان».
 
 
بعد عدة ساعات حاولت «أسماء» أن تتناقش مع زوجها بهدوء وتطلب منه ألا يفتح الباب عليها أحد احتراما لخصوصيتها وخجلا منها أن يراها أحد شبه عارية إلا أنه صرخ فى وجهها مؤكدا أنه لا يستطيع أن يطلب من أحد أفراد أسرته هذا الطلب المثير للجدل فقد اعتادوا منذ قديم الأزل على هذا الوضع ولم يتغير، وهو الحديث الذى آثار غضب «أسماء» فظل الزوجان يصرخا فى وجه بعضهما إلى أن انتهى الأمر بضربها وطردها من المنزل.
 
 
طريق المحكمة
 
توجهت «أسماء» إلى والدتها ورفضت أن تعود منزلها بعد ضربها وطردها منه وأن تعود لأسرة يتعاملون معها كخادمة دون احترام آدميتها وخصوصيتها، وتوجهت فى صباح اليوم التالى إلى محكمة الأسرة طالبة التطليق من زوجها بالخلع وأوضحت فى صحيفة الدعوى رقم 320 لسنة 2017 كل ما عانته مع زوجها وأسرته.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق