مصنع "الجوت" ببلبيس الأول من نوعه في الشرق الأوسط .. تشرد عماله ويسكنه الأشباح (صور)

الأحد، 01 أبريل 2018 10:00 م
مصنع "الجوت" ببلبيس الأول من نوعه في الشرق الأوسط .. تشرد عماله ويسكنه الأشباح (صور)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت

عقب ثورة 23 يوليو أقام الزعيم "جمال عبدالناصر" العديد من المصانع لتحقيق نهضة إقتصادية وتشغيل الأيادي العاملة في مصانع مصرية، وكان بينهم مصنع "الجوت" وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط لتصنيع أجوال الخيش، بغرض الحفاظ على المنتجات الزراعية وأهمها القمح والقطن الذي وقتها كان يمثل الذهب الأبيض ويتهافت العالم عليه وعلى منتجاتنا القطنية، وذلك بمدنية بلبيس بالشرقية ، ولأهمية تلك الصناعة وكثرة عدد عمالها الذي تجاوز 6 آلاف عاملا، أقيم بالجهة المقابلة للمصنع منشآت لخدمة العاملين وهي "مستشفى ونادي رياضي شارك فريقه في الدوري الممتازوسينما ومسرح ومجمع سكني " جميعها تحمل اسم "الجوت"، إلا أن "دوام من المحال" لم يبقي من تلك القلعة الصناعية سوي حطام ونصب تذكاري للزعيم مهدم وتشردالعمال.

علي الجانب الغربي من مدينة بلبيس، بالتحديد أمام الكلية الجوية، على مساحة 120 فدانا أقيم مصنع الجوت في عام 1958، لإنتاج أجوال الخيش ويعد المصنع الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وعاني عمالة خلال 20 سنة الأخيرة ، وتحول مؤخرإلى حطام وعشش العنكوت والحشرات تكسو جوانبه بسبب سوء الإدارة.

وقف عماد محمد حسين أحد العاملين بالمصنع، بجوار النصب التذكاري، الذي كان أقيم للزعيم عبدالناصرفي صحن المصنع وقال :" تربيت في هذا المكان منذ كنت طفلا، وكان مدينة متكاملة وخلية نحل يعمل فيه الآلاف من العمال والموظفين، كان هناك نشاط إجتماعي وفرقة مسرح تقدم عروض مسرحية وفنية ، وفريق للكرة القدم شارك في الدوري الممتاز موسم 1977 و1978، وقدم مباريات قوية خلال هذا الموسم ".

وأضاف وهو يعتصر من الألم:" سوء الإدارة وضعف الرقابة والفساد، كانت الأسهم القاتلة لهذا الصرح الاقتصادي، فمع بداية التسعينيات، بدأ الإهمال والفساد يعشش داخل المصنع، واتجهوا الي  سياسية البيع والخصخصة، بعد نهب خيرالمصنع من قبل كبار الموظفين على حساب العمال، وأدي ذلك إلي تدمر بيوت وتشريد العمال بدلا من إعادة نهضة هذا المصنع.

وقال :"بدأت مجالس الادارت المتعاقبة في تلك الفترة، في تقليص الرواتب وخصم الحوافز، للضغط على العمال للخروج بمعاش مكبر، وتم تصفية العمال من 6 آلاف إلى أن وصولوا في آخر 7سنوات إلي 167 عاملا وأغلق النادي الاجتماعي والمستشفي، قبل سنوات، حتى خرجوا جمعيهم على معاش مبكر، ليعملوا في مصانع الجوت بالقطاع الخاص، وكان آخر العمال وعددهم 64 عاملا، تم نقل 10منهم إلى مصنع مسطرد و 45  تم نقلهم إلي مصنع الغزل بالزقازيق، مضيفا ان الفساد الإداري أدي إلى تراكم الديوان على المصنع ولأحد البنوك، مما اضطرت الإدارة إلي التنازل عن قطعة أرض كبيرة تساوي عشرات الملايين حرم المصنع.

أشار إلي أن صناعة الجوت لها أهمية كبيرة، لحفاظها على المنتجات الزراعية، ولذلك هناك العديد من مصانع القطاع الخاص، الإ أن هذا المصنع هو الوحيد الذي يملكه القطاع العام .

أما نبيل صبري وهو أحد العمال الذين صدر لهم قرارا بالنقل إلى مصنع الغزل بالزقازيق، فقال :" إننا أفنينا عمرنا في صناعة الجوت، وكان كل أملنا أن تعود الحياة للمصنع، ورغم ضآلة  رواتبنا التي تتراوح ما بين 1200 و2000جنيه ، إلإ أننا مستعدون للعمل مجانا ، من أجل عودة عجلة الإنتاج بالمصنع.

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت (1)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت (2)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت (3)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت 

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت (4)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت 

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت (5)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت 

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت (6)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت (7)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت 

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت (8)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت 

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت (9)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت 

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت (10)
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت

 

الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت
الحشرات والعنكوت يعششون في مصنع الجوت

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة