كنز قانون تملك الأجانب في مصر.. صح النوم يا هيئة

الإثنين، 04 يونيو 2018 11:55 م
كنز قانون تملك الأجانب في مصر.. صح النوم يا هيئة
طلال رسلان يكتب:

«مصر من أجمل بلاد العالم فيها رائحة التاريخ، أتمنى أزورها باستمرار كل عام»

                                                                              كريستيانو رونالدو

«أتعجب كيف شيد المصريون أسطورة الأهرامات، خسارة كبيرة لمن لا يكون له جزء في مصر، ولا يأتي لزيارتها»

                                                                              ليونيل ميسي

«يا إلهي ما كل هذه العظمة، يجب أن يكون لك مكانا دائما في تلك البلاد»

                                                                             جولدن فريمان

لا نحتاج إلى سرد مزيد من الأمثلة في هذا الشأن، مشاهير ونجوم عالمية قلوبهم مأسورة بحب مصر وجمالها، لكن يظل هناك شيء مشترك في شغفهم جميعا «لماذا لا يكون لهم مكان ثابت في هذا البلد؟».

وفقا للقانون رقم 230 لسنة 1996 يحق لغير المصريين تملك العقارات والأراضي المبنية، ولكي لا نقع فريسة للعقول المريضة التي تتشدق بأسطوانة بيع الأرض، فقد حدد القانون شروط التملك بعناية.

وفي خطوة جادة بهذا الصدد عدلت مصر قواعد إقامة الأجانب غير السائحين الذي يشترون وحدات سكنية ليحصل الأجنبي على إقامة لمدة عام، إذا اشتررى عقارا بقيمة 100 ألف دولار بدلا من 50 ألف دولار قبل التعديل.

المتحدث باسم مجلس الوزراء أشرف سلطان قال نصا  "من يشتري عقارا بقيمة 100 ألف دولار يمكنه الحصول على إقامة لمدة سنة.. ولوكانت قيمة العقار 400 ألف دولار تكون الإقامة خمس سنوات".

ووافقت الحكوم على "المقترح الخاص بتعديل قواعد منح الإقامة فى مصر لغير السياحة للأجانب الذين يقومون بشراء وحدات سكنية، لتتواكب مع الارتفاع الحالى لقيمة العقارات والزيادة التى طرأت على أسعار العقارات علىأن يتم ذلك بشكل متدرج".

كل هذه الجهود المضنية لا أحد يستطيع نكرانها تبذلها جميع الجهات في مصر لزيادة معدل السياحة، لكن يبدو أن هذه الجهود ليست كافية وليست على درجة كبيرة من الاحترافية، ربما أفادت إلى حد ما في تحريك المياه الراكدة للسياحة المصرية لكنها لم تعد بعد إلى سيرتها الأولى، انتهاءً بالخطوات الهامة في عودة السياحة الروسية إلى المطارات المصرية.

القاعدة تقول تنشيط السياحة يحتاج إلى مخاطبة العقل الأجنبي لجذب السياح وحلول تصنع الصندوق نفسه بدلا من التفكير خارجه، وهذا دور هيئة تنشيط السياحة في الأساس، والتي يبدو أنها تنتظر تحرك جهات أخرى كوزارة الخارجية للعمل في ملفها.

لماذا لا يستفيد مسؤولي هيئة تنشيط السياحة من القانون المصري في تملك غير المصريين للوحدات السكنية للترويج للسياحة في مصر، لماذا لم نر إعلانا واحدا يخاطب العقل الأجنبي عن مميزات إقامتك وتملكك «شاليه» في بلد السحر والجمال، لماذا تصر الهيئة على بعثرة الجهود وآخرها تعديل قانون تمليك غير المصريين، إلى متى تنتظر الهيئة حتى تتحرك لصناعة الأفكار غير التقليدية وتطبيقها؟!!.

في 2015 أغرقت تركيا الميديا العالمية ووسائل الإعلام المختلفة بإعلانات تمليك الأراضي للأجانب في أرضها، وقادت حملة موسعة وقتها لدعوة الأجانب وخاصة البريطانيين بأن «أهلا بكم في ملككم»، بعدها قفزت نسبة بيع العقارات إلى الأجانب في تركيا إلى زيادة تاريخية بنسبة 30% تقريبًا عن 2014، في الأشهر الخمسة الأولى فقط من بيعت أكثر من 8000 من الأملاك العقارية لأجانب.

نادت الحملة وقتها بأن الكثير مواطني العالم يحق لهم التملك في أرضنا أهلا بدول الخليج، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، ومعظم دول الاتحاد الأوروبي، والمغرب، ولبنان، والبرازيل، والأرجنتين، وتركمنستان، في حين يحق لمواطني الصين والهند والفيليبين والعراق التملك فقط بعد الحصول على إذن خاص من وزارة الداخلية، وكل ذلك بالطبع هو بخصوص المواطنين كأفراد.

وبعد تلك الخطوة أصبح البريطانيون هم الأكثر تملكًا في تركيا، بحوالي 35 ألف مواطن، ثم الروس والألمان والنرويجيون والأيرلنديون والدنماركيون والهولنديون والسويديون ثم العراقيون، والعراقيون تحديدًا بدأوا مؤخرًا في توسيع نطاق تملكهم سريعًا، لا سيما مع فرار رأس المال العراقي من الأحوال السيئة في العراق بشكل عام، والروابط الاقتصادية المتنامية بين كردستان العراق وتركيا بشكل خاص، ولذلك فإنهم كانوا الجنسية الأكثر شراءً للعقارات.

يفسّر لنا هذا الصعود السريع التعديل القانوني الذي أجرته تركيا عام 2012، والذي سهّل من شروط تملك الأجانب، حيث تم تمرير القانون 6302 المتعلق بالمادتين 35 و36 لقانون حيازة الأراضي، واللتين نصتا في السابق على منح حقوق تملك لأي مواطن أجنبي مماثلة لما تمنحه بلده للمواطن التركي، ليتغير بعد التعديل رفع ذلك الشرط ليصبح التملك مفتوحًا لمواطني 183 بلد (ليس كل البلدان)، مع اشتراط استيفائهم مجموعة من الشروط، وهو ما يفسر نمو التملك الأجنبي بشكل ملحوظ من عام 2013 وصاعدًا.

إذا ماذا ينتظر مسؤولو هيئة تنشيط السياح في مصر؟

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق