احترس: أمراض القلب قد تسبب فقدان الذاكرة.. الجلطات من أخطر مسببات "ألزهايمر"

الأربعاء، 13 يونيو 2018 08:00 م
احترس: أمراض القلب قد تسبب فقدان الذاكرة.. الجلطات من أخطر مسببات "ألزهايمر"
ألزهايمر
محمد فرج أبو العلا

ألزهايمر من أخطر أمراض العصر المزمنة، والذى يعرف بأنه اضطراب التآكل التدريجى من لحاء الدماغ، ولاسيما أمامى شحمة الأذن التى تمثل أكثر من نصف جميع حالات الجنون، وحسب الإحصاءات العالمية فإنه تقدر الإصابة بـه 5% من السكان لمن هم فوق سن 65، وتعد إصابتهم شديدة، بينما 12% يعانون من الخرف بنسبة خفيفة إلى معتدلة، وقد اكتشف العلماء مؤخرا لماذا قد يتسبب مرضا فى القلب أو الإصابة بجلطة قلبية، فى الإصابة بألزهايمر أو ما يعرف بـ"الخرف المبكر"، حيث إن كلا الحالتين تؤديان إلى نقص فى التروية الأوكسجينية المخصصة للمخ.

الزهايمر.
الزهايمر

 

دكتور ألويس ألزهايمر هو من اكتشف هذا المرض عام 1906، بعدما لاحظ تغيرات فى عقل إحدى الجثث التى كان يقوم بتشريحها، وعندما سأل على صاحبة الجثة بين أصدقائها وعائلتها عرف أنها كانت فاقدة للذاكرة، وأنهم لاحظوا عليها تصرفات غريبة فى سلوكها، حيث وجد بعد تشريح المخ أن الخلايا العصبية كانت فاقدة للصلة بينها، كما لاحظ وجود كتل خلوية غريبة وتشابك غير مسبب بين الألياف العصبية فى المخ.

يحتل مرض ألزهايمر المرتبة السادسة حالياً فى قائمة الأسباب الرئيسية للوفاة فى الولايات المتحدة الأمريكية، فى حين أن الأمراض القلبي، والوعائية، وأمراض السرطان تحتل المرتبتين الأولى والثانية على ما تظهر أرقام المراكز الفيدرالية لمراقبة الأمراض والوقاية منها "سى دى سى" التى تستند إلى شهادات الوفاة.

إن أهم الأعراض المبكرة لمرض ألزهايمر تكمن فى فقدان الذاكرة، ويمكن أن يعزى إلى النسيان المرتبط بالشيخوخة، وفقدان الوظيفة المعرفية، ما يعطل قدرة المريض على أداء الأنشطة اليومية المشتركة مثل دفع الفواتير، أو القيادة أو التدبير المنزلى، أما الأعراض المتأخرة فتشمل فقد القدرة على آداء المهام البدنية، وفقدان القدرة على الكلام أى "صعوبة فهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة"، بالإضافة إلى عدم إمكانية تعلم مهام عقلية جديدة، وعدم التحكم فى قوة العقل أو القدرات المعرفية، بالإضافة إلى الانسحاب من الأمور الاجتماعية، والشعور بالهلوسة البصرية، وتزايد العدوانية، وفى المراحل الأخيرة من المرض قد يلزم المريض الفراش.

 

جلطة القلب
جلطة القلب

 

وقد تبين لباحثين أمريكيين، أثناء دراستهم للفئران، أن اعتلال القلب يؤدى لزيادة نمو تكتلات البروتين، ويعتقد أنها تسبب مرض الخرف المبكر، حيث إن نقص التروية الأوكسجينية المخية يسبب زيادة نشاط مورث "جين" الذى يتحكم فى إنتاج هذا البروتين الأساسى، ويسمى المورث الذى تعرف عليه العلماء "بيس 1"، وهو مسئول عن تنظيم إنضاج بروتين "بيتا أميلويد"، والذى عادة ما يتجمع فى أدمغة مرضى "الخرف المبكر"، ويعتقد أنه يلحق الضرر بخلايا المخ، ما يعنى أن الإصابة بالجلطات القلبية قد يسبب ما يعرف بـ"الخرف المبكر" أو ألزهايمر، حيث أكد العلماء أن المصابين بأمراض تحد من التروية الأوكسجينية مثل الجلطات أو اضطرابات الرئتين أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر.

 

لا يوجد حتى الآن علاج نهائى للزهايمر، ولكن يلجأ الأطباء إلى بعض الإجراءات التى قد تقلل من خطورة المرض ومضاعفاته، كالعلاج بزيادة نسبة الأكسجين الواصلة إلى المخ، أو استخدام بعض العقاقير الطبية التى قد تخفف من وطأة تطور المرض وخاصة تدهور الذاكرة مثل مثبطات الكولين التى يمكن بها تحسين مستوى اتصال الخلايا الصبية، مع الحذر من آثارها الجانبية والتى أهمها الإسهال والغثيان واضطرابات النوم، أو أدوية الـ"ميمانتن" والتى تساعد على الحد من تدهور اتصال الخلايا العصبية بسبب انتشار السموم فى سحايا المخ، إلى جانب ممارسة الرياضة، والاهتمام بأن يحتوى الغذاء الخاص بالمريض على كمية كبيرة من الخضر والفاكهة والأسماك، إلى جانب الإقلاع عن التدخين.

كيف_أتعامل_مع_مريض_الزهايمر
كيف أتعامل مع مريض الزهايمر

وفى هذا السياق، أعلنت بريطانيا مؤخرا عن اعتزامها إطلاق تجربة بشرية على دواء جديد يظهر إصلاح تلف الحمض النووى الذى يساهم فى الإصابة بألزهايمر، حيث أكد الدكتور ستيوارت راتكليف، كبير المسئولين العلميين بمركز "سانت بانكراس" للأبحاث السريرية فى لندن،أن علاج الزهايمر بات يلوح فى الأفق الآن، قد، وأنه قد يساعد على تطوير أدوية تحمى المادة الجينية من تأثير الشيخوخة، موضحا أن التجربة التى تستغرق 26 أسبوعا وستضم 90 مريضا من مرضى الزهايمر بدرجات متفاوتة ما بين خفيفة إلى معتدلة، قد تعالج مرضا يصيب نحو 50 مليون شخص بالعالم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق