بعد استبعاد أصحاب المهارات الفردية.. هل تدفع منتخبات كأس العالم ضريبة عناد المدربين؟

الجمعة، 22 يونيو 2018 04:00 ص
بعد استبعاد أصحاب المهارات الفردية.. هل تدفع منتخبات كأس العالم ضريبة عناد المدربين؟
كرة كأس العالم 2018
كتب- محمد أبو النور

 

تعرّضت عدد من المنتخبات الأوربية لهزائم وتعادلات تُعد مفاجأة، في الدور الأول لكأس العالم روسيا 2018، وعقب هذه الهزائم والتعادلات، ظهرت بعض الآراء و التحليلات، التي تُرجع السبب في ذلك لتغييب المديرين الفنيين «العمدي» لعدد من أصحاب المهارات الفردية والجماعية القادرة على حسم اللقاءات والمنافسات.

وكانت بعض هذه المنتخبات، قد شهدت صدور قرارات بـ «فرمانات» من جانب المديرين الفنيين لهذه الفرق باستبعاد عدد من اللاعبين، الذين ذاعت شهرتهم عالمياً نتيجة للعبهم لأشهر الأندية في إنجلترا وفرنسا وأسبانيا وألمانيا، بل هناك من شارك منهم في كأس العالم الماضية في البرازيل 2014 وأحرز أهدافاً، وكذلك المشاركة في بطولة أوربا الماضية، وأبلى فيها بلاء حسنا، وهي البطولة الـ 15 لأمم أوروبا لكرة القدم التي ينظمها الاتحاد الأوروبي وقد أقيمت بفرنسا في الفترة من 10 يونيو وحتى 10 يوليو، المعروفة باسم يورو 2016.

استبعاد أصحاب المهارات الفنية

استبعاد المديرين الفنيين لهؤلاء اللاعبين ــ من وجهة نظرهم ــ جاء على خلفية تراجع مستواهم الفني والبدني والمهاري مع فرقهم خلال الشهور الأخيرة، وجلوسهم على دكّة البدلاء لفترات طويلة من عمر الدوريات الأوربية، أو كبر سنهم وتجاوز بعضهم الـ 35 عاما، قبل انطلاق بطولة كأس العالم روسيا 2018، بينما فسّر بعض اللاعبين أسباب عدم ضمهم إلى منتخبات بلادهم، لوجود خلافات في وجهات النظر ومشاكل بينهم وبين هؤلاء المدربين.

وتضم قائمة المستبعدين من المنتخبات عددا من اللاعبين، الذين يمكن أن يُشكّلوا فريقاً، يمتلك الفنيات والمهارات والسرعات واللياقة والقوة البدنية، مثل دانى ألفيس البرازيلي و المهاجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش وكذلك كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد الإسباني وجو هارت حارس مرمى الإنجليز.

كما تضم ديفيد لويز البرازيلي، و إيميريك لابورتي الفرنسي، و فابيو كوينتراو البرتغالي، وإيمرى تشان الألماني، وأدريان رابيو، وديميترى باييه، وأنتونى مارسيال (فرنسا)، و لاعب مانشستر سيتى الإنجليزى يروى سان وكذلك راديا ناينجولان من منتخب بلجيكا، وهو من المفاجآت المدوية، خاصة و أنه لاعب وسط روما الإيطالى، والذى يعتبر من أهم الأسماء المميزة في وسط الملعب على المستوى العالمي، وأيضا  ماريو جوتزه وكان أحد ركائز الماكينات الألمانية عندما تبدأ هديرها، ولا يقل المهاجم العالمي ألفارو موراتا الإسباني عن غيره من المستبعدين،خاصة وأنه كان المهاجم الأول للمنتخب الإسباني فى يورو 2016 قبل عامين.

عِناد المدربين وخسارة المنتخبات

نال يواكيم لوف المدير الفنى الألماني، الانتقادات الكثيرة بسبب استبعاده لعدد من اللاعبين صغار السن وأصحاب المهارات الفردية والجماعية ــ والمشهورين في الفرق الأوربية التي يلعبون لها ــ من تشكيلة الماكينات الألمانية في بداية البطولة،ثم تصاعدت الانتقادات عقب الهزيمة من المكسيك 1- صفر في المباراة الأولى للألمان، والمعاناة و«حسبة برما»، التي دخلوا فيها وانتظارهم للتعويض مع السويد في مباراة يوم السبت المقبل.

كما طالت الانتقادات أيضا المدير الفني للمنتخب الإسباني السابق، جولن لوبيتيجي نتيجة استبعاده لعدد من اللاعبين المهاريين، وتفضيله آخرين عليهم من كبار السن وعناصر الفريق الفائز بكأس العالم عام 2010 في جنوب أفريقيا، قبل أن يقيله الاتحاد الإسباني لكرة القدم من تدريب المنتخب، ويحل مكانه فرناندو هييرو أسطورة الكرة الإسبانية السابق.

وقد عانى الأسبان أمام البرتغال وخرجوا بالتعادل 3- 3، بينما فازوا بشق الأنفس على إيران 1- صفر، وينتظرون المغرب فى المباراة القادمة،كما واجه المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب ــ قائد منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم لكرة القدم عام 1998، وكذلك قائده في الفوز ببطولة أوروبا 2000 ــ انتقادات واسعة لاستبعاده عدد من اللاعبين الفرنسيين المهاريين الذي يمثلون أعمدة رئيسية في الفرق الأوربية التي يلعبون لها مثل كريم بنزيما وفرانك ريبيرى وغيرهم.

كما تعرّض للانتقادات المديرين الفنيين لمنتخبات البرازيل والتي تعادلت في المباراة الأولى لها سويسرا 1-1، والأرجنتين، التي تعادلت مع أيسلندا بنفس النتيجة 1- 1، وهنا في مصر بلغت الانتقادات مداها ضد هكتور كوبر المدير الفني للمنتخب، نتيجة استبعاده 6 لاعبين من معسكر الفريق قبل السفر لروسيا 2018، رغم أنّ هولاء اللاعبين، قد لعبوا موسما طيبا مع أنديتهم وكان الفريق يحتاج لمراكزهم لدعم ثغرات المنتخب، وتلقى الفريق هزيمتين قبل أن يغادر البطولة، وهكذا كانت النتيجة الطبيعية أنّ هذه المنتخبات تدفع ثمن وضريبة عناد وصلف بعض المدربين، الذين لا يقبلون سماع وجهات النظر الأخرى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق