حتى لا ننسى جرائم الإخوان.. شهداء الشرطة بـ«اقتحام مركز كرداسة» في سجلات التاريخ

الأربعاء، 27 يونيو 2018 11:00 ص
حتى لا ننسى جرائم الإخوان.. شهداء الشرطة بـ«اقتحام مركز كرداسة» في سجلات التاريخ
عنف الإخوان
محمد فرج أبو العلا

قبل ثورة 30 يونيو، وفى ظل وجود الإخوان على رأس السلطة فى مصر، سقط عدد كبير من الشهداء، بسبب استخدام الجماعة للعنف، ونتذكر الحسينى أبو ضيف، وجيكا، وكريستى، ومحمد الجندى، إلى جانب جنود مصر من الجيش والشرطة، الذين كانوا يسقطون بالعشرات حتى قبل عزل مرسى، وبعد روج الشعب ضد هذا الحكم المسبد الفاشى، زادت حدة عنف الجماعة الإرهابية، وسقط ومازال يسقط العديد من الشهداء.

 

وفى ذكرى فض اعتصام رابعة المسلح، لاننسى رجال الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل إنقاذ البلاد وتنفيذ القانون، حيث بلغ عدد شهداء الشرطة خلال فض اعتصام رابعة 8 شهداء، و156 مصابا، كما استشهد اثنين من رجال الشرطة، وأصيب 14 آخرين خلال فض اعتصام ميدان النهضة، حيث وصل عدد شهداء الشرطة خلال الشهر الذى شهد أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة 114 شهيدا، بينهم 30 ضابطا، و82 مجندا وفرد شرطة، وموظف مدنى واحد، وخفير، ثم انضم إلى قائمة شهداء الشرطة عقب فض الاعتصامين، 14 ضابطا وفرد شرطة بمركز كرداسة، حيث اقتحم مسلحون مركز الشرطة بالأسلحة الثقيلة، وقتلوا مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، وهى الواقعة التى عُرفت إعلاميا باسم "مذبحة كرداسة".

اقرأ أيضا:

احترس من النصابين.. كيف تواجه الدولة جريمة النصب بزعم تسفير الشباب للعمل بالخارج؟

أحداث مذبحة كرداسة

مذبحة كرداسة دارت أحداثها يوم 14 أغسطس عام 2013، حيث حاصر العشرات من عناصر الإخوان، مركز شرطة كرداسة، تنديدا بفض اعتصامى رابعة والنهضة لمدة 5 ساعات، فحاول ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة فض التجمهر، إلا أن العناصر الإرهابية أطلقت الأعيرة النارية، واستخدموا سلاح أر بى جى فى اقتحام المركز، ثم بدأت أحداث المذبحة بالاعتداء على رجال الشرطة، والتمثيل بجثث بعضهم، ما أسفر عن استشهاد العميد محمد جبر، مأمور قسم شرطة كرداسة، ونائبه العقيد عامر عبد المقصود، والنقيب محمد فاروق، معاون المباحث، والملازم أول هانى شتا وآخرين،  حيث بلغ عدد شهداء المجزرة 14 ضابطا وفرد شرطة من قوة المركز.

الشهيد اللواء محمد جبر

ولا ننسى الشهيد اللواء محمد جبر مأمور مركز شرطة كرداسة.. استشهد قبل تنفيذ قرار ترقيته بـ24 ساعة وقبل زفاف ابنته بأيام، وكانت آخر كلماته: "لن أترك القسم إلا على نعش الموت"، وكان مشهورا بوجوده أغلب اليوم فى عمله، حيث كان يحضر منذ التاسعة صباحا حتى الواحدة من صباح اليوم التالى، وكان يرفض مغادرة القسم أثناء فترة الراحة، وقبلها كان مأمورا لقسم شرطة الواحات برتبة عقيد لعدة سنوات، ثم انتقل إلى أبو النمرس، وتم ترقيته عميدا ونقله إلى كرداسة فى عام 2010.

اقرأ أيضا:

كوكو في «الحفرة الرحيمة».. قصة غوريلا فنانة ترسم وتمثل وتجيد التواصل بلغة الإشارة

استشهد اللواء محمد جبر فى معركة خسيسة على أيدى جبناء لا يعرفون الله ولا معنى الإنسانية، وسيظل التاريخ شاهدا على جرائمهم فى حق جميع فئات الشعب المصرى، ولأن لله فى شئونه حكم، شاء القدر أن يرفع نجل شهيد الواجب والوطنية، نجله الملازم عمر محمد جبر، الذى أبكى الجميع بكلمته فى حفل تخرج دفعة من طلاب الشرطة، ليطلب الرئيس عبد الفتاح السيسى مصافحته، وسط تصفيق الحضور، هذا الشبل الذى قد لا يختلف كثيراً عن والده، لديه رغبة أن يكمل مسيرة من استشهد يدافع عن بلده ووطنه.

رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

ولا ننسى أيضا الشهيد النقيب هشام شتا، الذى تخرج فى 2009 وعمل ضابطا نظاميا بأكتوبر، ثم نقل إلى مركز كرداسة ليعمل معاونا لرئيس المباحث، واللواء مصطفى الخطيب الذى عمل ضابطا مساعد فرقة شمال الجيزة، والعقيد عامر عبدالمقصود نائب مأمور المركز، وكان لاعبا شهيرا بنادى الترسانة، وحصل على العديد من الجوائز، والنقيب محمد فاروق نصر الدين، الذى استشهد بعد عودته من الأراضى المقدسة مباشرة، واللواء مصطفى الخطيب،  قائد الحملات الأمنية لتطهير البؤر الإجرامية بالجيزة، الذى قرر البقاء مع صغار الضباط يوم الاعتصام حتى الاستشهاد، وغيرهم من الذين سطروا أسمائهم فى سجلات شرف شهداء المذبحة.  

القصاص من المتورطين فى الجريمة

ولا ننسى أيضا عدالة القضاء المصرى بالقصاص من المتورطين فى الجريمة الشنعاء، حيث كانت آخر درجات التقاضى فى شأن أكبر عدد من المتهمين بارتكاب أحداث اقتحام مركز شرطة كرداسة، فى يوليو 2017 حيث قضت الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شرين فهمى، بالإعدام شنقا لـ20 متهما، والسجن المؤبد لسامية شنن و 7 آخرين فى اتهامهم باقتحام مركز شرطة كرداسة وقتل مأمور المركز ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة، فى أعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة، والمعروفة إعلاميا بـ"مذبحة كرداسة"، كما قضت بالسجن المشدد 15 سنة لـ 34 متهما، والسجن 10 سنوات لمتهم حدث، وبراءة 21 متهما آخرين.

اقرأ أيضا:

من أجل تحقيق السيولة والآمان على الطرق.. هل يتصدى قانون المرور الجديد للإرهاب؟

وقال القاضى قبل النطق بالحكم على المتهمين: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، متابعا: "أنها جريمة بشعة تقف العبارات عن وصفها إنها نموذج عن الأنفس المتربصة بالقتل، إن هؤلاء المتهمين ارتكبوا جرائم تضيق بسببها صدور ذوى المروءة، وقد ورطوا أنفسهم فى موبقات مهلكة، حرمة الدماء عظيمة وقتل الأبرياء بلا حق كبيرة من كبائر الذنوب، ففى صباح يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013  أثيرت بعض الفتن بأن الشرطة قتلت الكثير، احتشد المتهمون وآخرون سبق الحكم عليم فى تجمهر غير مشروع من أهالى كرداسة وناهية وبدءوا يتجمعون أمام مركز شرطة كرداسة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق