إيران تعيد فتح محطة لليورانيوم.. وسيناريوهات الحرب مع إسرائيل فى الآفق

الخميس، 28 يونيو 2018 11:00 ص
إيران تعيد فتح محطة لليورانيوم.. وسيناريوهات الحرب مع إسرائيل فى الآفق
إسرائيل وإيران
كتب مايكل فارس

أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، الأربعاء، أن طهران أعادت فتح محطة نووية متوقفة عن العمل منذ تسع سنوات، وذلك مع استعداد طهران لزيادة طاقة تخصيب اليورانيوم إذا انهار الاتفاق النووى مع القوى الكبرى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

وقالت المنظمة، إن قرار فتح المحطة استجابة لأمر خامنئى وردا على انسحاب ترامب من الاتفاق النووى، فقد أعيد فتح محطة لإنتاج سادس فلوريد اليورانيوم، وهو المادة الخام التى تستخدمها أجهزة الطرد المركزى التى تخصب اليورانيوم.

تأتى تلك الخطوة الإيرانية، بعدما زاد التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية، عقب  انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاتفاق المبرم عام 2015، واصفا إياه بأنه معيب بشدة، وقلصت إيران بموجب الاتفاق برنامج التخصيب لتهدئة المخاوف من أنها قد تطور أسلحة نووية، فى مقابل إعفائها من عقوبات.

الخائف الأكبر من زيادة قدرات إيران العسكرية والنووية على وجه التحديد هى إسرائيل، ويأتى ذلك فى الوقت الذى تحاول فيه الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق إنقاذه، خاصة وأنها تعتبره حاسما للحيلولة دون حيازة إيران سلاحا نوويا، وقد بعث الرئيس الإيرانى حسن روحانى برسائل إلى نظرائه فى فرنسا وألمانيا وبريطانيا حذرهم فيها من أن وقت إنقاذ الاتفاق النووى ينفد.

الخطوة الإيرانية الجريئة، ستعقبها عقوبات اقتصادية أمريكية على طهران، وتخوفات إسرائيلية، حيث ترى أن إيران هى عدوها الأكبر فى الشرق الأوسط، خاصة فيما تقدمه من دعم عسكري ولوجيستي لا محدود لحزب الله اللبناني، فيما يرى  محرر الشؤون الدبلواسية روجر بويز، خلال مقالة التحليلي فى صحيفة التايمز البريطانية والذى جاء تحت عنوان «خصومات تدفع بالشرق الأوسط إلى حربه المقبلة»، أن الصراع السري بين إيران وإسرائيل بات الآن مفتوحا وعلنيا، ولا أحد يعرف أين سينتهي ما يسميه صراع الجبابرة في الشرق الأوسط، بهذه الكلمات بد

 

روسيا والحرب المرتقبة

الجهود الروسية لنزع فتيل المواجهة العسكرية بين طهران وتل أبيب باءت بالفشل مرارا، فلا إسرائيل رضيت حتى الآن بوقف دعمها للجماعات المسلحة فى القنيطرة وريف درعا، ولا سوريا وإيران تقبلان باستمرار حالة وقف التصعيد، وإبقاء تلك المناطق تحت سيطرة الجماعات المسلحة، لكن الأزمة الأكبر تكمن فى الحدود السورية العراقية، والتى ترى إسرائيل أن بقاءها مفتوحة، يسمح لإيران بالتمدد البرى إلى سوريا ولبنان، وقد فشلت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة فى إغلاق الحدود والتقدم إلى البوكمال، بحسب ما يرى الكاتب الصحفى مصطفى السعيد، خلال مقاله التحليلي الذى جاء بعنوان متى تندلع الحرب بين إيران وإسرائيل؟.

 

الاتفاق النووي والحرب

ويرى الكاتب، أن  كلمة السر فى المواجهة الأوسع بين إسرائيل وإيران فهو سقوط الاتفاق النووي، والذى يتيح للولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات اقتصادية على إيران، لكنه يحمل فى الوقت نفسه مخاطر امتلاك إيران للسلاح النووي، خاصة بعد أن ترفض إيران استمرار مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمواقع تخصيب اليورانيوم، وأن تعيد إنتاج اليورانيوم المخصب بتقنيات أكثر تقدما وبوتيرة أسرع، ولهذا لن يكون الوقت فى مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة.

ويعتبر الكاتب، أن توجيه ضربة عسكرية إلى طهران أكثر إلحاحا من أى وقت مضي، وهنا تكمن المجازفة الكبري، فأى ضربة لن تكون مؤثرة إلا إذا كانت واسعة ومكثفة وتشمل جميع مواقع الصواريخ البالستية الإيرانية، إلى جانب مواقع تخصيب اليورانيوم، وهى مهمة صعبة للغاية، لوجود تلك المواقع فى مناطق محمية بالجبال، وسيكون الرد الإيرانى قويا، وقد لا يكتفى بتكثيف إطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي، وإنما للقواعد الأمريكية فى منطقة الخليج، والقوات الأمريكية فى شرق الفرات وجنوب سوريا، وهو ما يعنى أن تتحول المواجهة المحدودة إلى حرب واسعة، لا يمكن التنبؤ بحجم الدمار الذى ستخلفه.

 

تهديدات متبادلة

شهدت كل من إيران وإسرائيل حرب تصريحات متبادلة بين قادة الدولتين، وقال وزير الحرب الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان فى إحدى ردوده على  تصريحات نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني: "نسمع هذه التهديدات كثيرًا منذ سنوات، ولم نتأثر بها على الإطلاق"،وفقا  لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، مضيفا "أقول لكل هؤلاء على حدودنا الشمالية فلتفكروا جيدًا في ما تفعلونه، لا تختبروا الجيش الإسرائيلي فهو مستعد لجميع السيناريوهات لا أتذكر يوما كان فيه الجيش مستعدًا مثل اليوم.

 

تهديدات إيرانية

وفي وقت سابق، هدد نائب قائد الحرس الثوري، سعيد سلامي، إسرائيل: «نحن نعرفكم جيدًا، أنتم معرضون للضرر البالغ، أنتم محاصرون في أي مكان من الأراضي المحتلة من الشمال والغرب، ليس لديكم مكان للهرب.

وعن سيناريوهات الحرب،  قال  نائب القائد العام للحرس الثوري اليوم أن وقوع أي حرب فستؤدي الى محو الكيان الإسرائيلي، إذ أن أدنى هدف هو وجود هذا الكيان، فيجب على إسرائيل معرفة أن صواريخ إيران قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي، بحسب وكالة أنباء فارس.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق