"صوت الأمة" يكشف المستور في قضية ريان المطرية.. لغز الانتحار يخبئه "بسكوتة"

الأحد، 01 يوليو 2018 08:00 ص
"صوت الأمة" يكشف المستور في قضية ريان المطرية.. لغز الانتحار يخبئه "بسكوتة"
ضحايا الريان
مصطفى مكي

سر الرسالة الأخيرة التي تركها ريان المطرية إلى زوجته قبل انتحاره: "سامحيني يا أم ياسين"

مفتاح لغز انتحار ريان المطرية لدى "بسكوتة" سائق التوكتوك وكاتم أسراره

 قبل الحادث حجز ريان المطرية تذكرتين مع كاتم أسراره للسفر إلى كأس العالم في روسيا

والده: "محمد ابني عاق وكان يرفض الإنفاق علي وهو مش نصاب بس غبي"

جمع ريان المطرية نحو 21 مليون جنيه من ضحاياه بدعوي استثمارها في تجارة الأدوية، وكانت سمعة محمد جمال إبراهيم الشهير بـ"ريان المطرية" مثل الألماظ،، قبل أن يعمل في توظيف الأموال ، كما وصفه أهالي شارع عبد الستارعبد الغفور في منطقة الكابلات بالمطرية، وكان يجمع الأموال منهم لتشغيلها في مشاريع، ويأتي لهم بالعائد والفوائد والمكسب.

خلال 3 سنوات جمع محمد جمال نحو 21 مليون جنيه، وبشهادة الشهود لم يؤخر عليهم ولو مرة واحدة جزء من حقهم، وأغلبهم حدثت معهم ظروف قهرية جعلتهم يطلبون منه أموالهم ، فكان يعطيهم حقهم في الوقت ولحظة طلبها.

ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي أهالي المطرية، سقط محمد فجرالخميس من الدور الـ9 للعقارالمقيم به في منطقة شبرا الخيمة، دون سابق إنذارلأهل منطقته التي تركها منذ سنين، وانتهى أمره جثة هامدة على الفورمكان سقوطه.ولأهمية القضية تبحث " صوت الأمة " عن الحقيقة فيها من خلال سطور هذا التحقيق:

اقرأ أيضا:

قتل أم انتحار؟ قصة سقوط «ريان المطرية» من الدور التاسع.. والأهالي يصرخون: 21 مليون جنيه راحت في الهوا

ضحايا الريان في الإنعاش

أصيب من يستثمرون أموالهم مع محمد بصدمة شديدة عند سماعهم خبر مصرعه ، ومنهم من انتقل إلى رحمة الله بسكتة قليبة ومنهم من عاش يعانى من المرض بجلطة المخ ومنهم من حاول الانتحار،  ومنهم من لم يقدرعلى الصدمة ولا أحد يعلم عنه شيئا حتى الآن وخرج ولم يعد كما يقولون.

" محمود" شقيق أحد الضحايا وهي "م.ع" قال: "أختى رحمة الله عليها كان عمرها 47 عاما وتعيش على معاش زوجها وتعول 3 أبناء أكبرهم  17 سنه ودخلت جمعية قبضتها ألف جنيه وأعطتها لـ محمد جمال قبل انتحاره بـ 7 أيام ، وعند سماعها بحادث وفاته اصيبت بصدمة وذهبنا بها إلى مستشفى المطرية وقال لنا الدكتورالبقاء لله توفت نتيجة سكتة قلبية، وأولادها حاليا مطلوب منهم سداد الجمعية ولا يمتلكون قوت يومهم ربنا معاهم ومعانا لأني أعمل باليومية ولا أستطيع مساعدتهم " .

انتقلنا إلى منزل ضحية أخرى وهو الحاج اسماعيل أبو رحاب  لذى دفع 250 ألف جنيه ليستثمرها لديه بعد أن رهن المنزل الذى يعيش فيه مع أولاده ليرفع دخله وتروى القصة ابنته الكبرى وهى لاتفارقها الدموع على والدها المريض قائلة :"والدي اصيب بمجموعة من الجلطات بالمخ بسبب الأموال التي فقدها الراجل ده مش نصاب أكيد فيه سرمافيش حد عارفه".

أما "ع.ا" فقد جمع 2 مليون جنيه من أصدقائه وقال لهم إنه هو الضامن الأول أمامهم في استثمارهم لأموالهم لدي هذا الرجل وقال لنا: "الدنيا اسودت أمامى وقررت الانتحارقمت بسحب سكينة وضربت نفسي بها ويشاء القدربعد أن ساحت دمائي وأغمى علي وذهبت إلى المستشفى كان الجرح سطحيا ورجعت مرة أخرى للهم،وفى انتظارأصحاب الأموال للانتقام منى".

في أثناء حديثنا مع الأهالى عن الحادثة قال عدد منهم : "المعلم على صاحب المطعم المعروف اختفى بعد وفاة محمد وكان يستثمرمعه مبلغ فوق الـ 3مليون جنيه،  ذهبنا إلي أبنائه ورفضوا الحديث ، وقال عدد من الجيران "خرج ولم يعد".

"صوت الأمة" ينفرد بلقاء زوجة ريان المطرية

منزل أهل زوجته لا يبدو على أصحابه أن لديهم كل هذه الملايين، هنا عاش الريان مع زوجته وطفله الوحيد الذي لم يتجاوز الـ4 سنوات.

WhatsApp Image 2018-06-30 at 8.46.27 PM
 
تحدثنا مع زوجته التي قالت "محمد كان بيمر بظروف نفسية وطلقني وردنى مرة أخرى من أشهر ولا اعلم السبب ، بس كان نفسيته مش مظبوطة فى آخر شهور، وأنا لا أعلم شيئا عن عمله غير أنه  بيشتغل فى الأدوية ومعه مخزن خاص أول شارع الكابلات يخزن به الأدوية وكل أسراره مع "بسكوتة"سواق التوكتوك الذى كان لا يفارقه إلا عند النوم حتى جميع النزهات والرحلات الخاصة كان بسكوتة متواجدا معنا كفرد من العائلة، وزوجي كان يثق به جدا، وهو قبل انتحارة بأيام طلب منى الذهب الخاص بي ليبيعه لأنه يمر بظروف مالية وأعطيتة له وكان عامل وديعة فى البنك باسم ابنه الوحيد ياسين عمره 3 سنوات وأربع شهور والابن الآخر فى طريقة للنور بعد 7 أشهر لأني حامل فى الشهر الثانى، الوديعه كانت 55 ألف جنيه في البنك وفكها، ولا أمتلك شيئا غير السيارة الخاصة به التى تم سرقتها يوم وفاته ومن أخذها أرجعها مرة أخرى وحصل علي توقيعي  باستلامها ،ويوم الحادث كنت عند والدتى ومحمد زوجى  قالى أنا قاعد فى الشقة معايا تقفيل شغل وهاجى الصبح ،وحابب أقعد لوحدى وهو متعود على كدة  وأنا ومحمد مع بعض قصة حب من 9 سنين ومتربي معانا فى البيت وأمى هى أمه وطول الوقت قاعد معانا بعد وفاة والدتة وأثناء التحقيق معى فى النيابة فوجئت أنه كاتب ورقة لي مكتوب فيها  من زوجى محمد مضومنها "حقك عليا يا آيه ومتزعليش أتمني ليكي الخير ف حياتك الجايه ادعيلي دايما بالرحمه والسماح".
 
WhatsApp Image 2018-06-30 at 8.45.50 PM

أضافت زوجته: "أثناء المعاينة  كان هناك آثار قدمه وهو واقف أعلى الكرسى  وفوقه كرسى آخر عليه آثارقدمه ، وبعد ذهابي  لمنزل الزوجيه رأيت كل شئ "بسكوته"  كاتم أسرار زوجى أهلاوى متعصب  ومحمد زملكاوى متعصب، برغم بسكوتة بيحضر مع محمد مباريات الزمالك، وكان شكله مهموم جدا آخر أيامه ،ومحمد كان بيخاف يدخل البلكونة ".

الحاج جمال والده قال لـ "صوت الأمة": "أنا مش مسامحه كل الناس عارفه إن ابنى ماكانش بيقف معايا وأنا ظروفى على قدي وبعد ضغوط المنطقة دفع لي مصروف 30 جنيه فى اليوم وانا مش عندى أي فكرة عن  طبيعة عمله غير أنه كان فيه كافتريا وأنا كنت شغال قبلها أجمع من الشوارع زجاجات الحاجة الساقعة، وبعدها هو راح اشتغل فى الصيدلة واتعرف على شركات و أصحاب مخزن الأدوية  بتوع الحدائق وبدا يجمع الفلوس ، وكان بيقعد على الكافية ومعاه الشلة بيدفع 300 جنيه فى القعدة الواحدة و فى مولد النبى يجيب لي علبة الحلويات وقالى بلاش ندخل حد بينا يابابا وكل 5 أيام ابعت لك 150جنيه وكل لما اسمع الأرقام اللي جمعها يجي لي مغص وأخيرا المفاجأة لقيته قاطع تذكرتين  لكأس العالم هو وبسكوتة بـ 178 ألف جنيه ، نفسى أعرف السر اللي بين بسكوتة وابنى".

 
105707-WhatsApp-Image-2018-06-30-at-8.44.46-PM

وأضاف الأب المكلموم بعدما لملم ما تبقى له من قوة جسده "قمت بتغسيل ابنى لما مات لايوجد خدوش بجسمه وحسب وصف طريقة الانتحارنط من الدور التاسع وقع على راسه وانفجرالمخ من الخلف، وأنا لا أستفيد بشيء من ابنى غير كلام الناس والهدوم بتاعته والتشرت ده 350جنيه ،سايب 700جنيه و2 موبايل والورقة مكتوب بها سامحينى وترحمي علية، ولا افتكرنى بكلمة واحدة، السبب بموت ابنى بسكوتة سواق التوك توك، ابنى مش نصاب بس غبى، وأنا لو مكانه كنت انتحرت، الموج كبير وعالي علينا، ابنى عمل مصلحة كبيرة ليه، الجميع يعلم بحالي علشان كدة مافيش حد بيطالبنى بفلوس علشان متأكدين أنا مش معايا وابنى معاملته كانت وحشة جدا معايا الناس كانت بتتحايل عليه علشان يدينى فلوس اعيش بيها".

وإكمالا لحلقات البحث عن سر ريان المطرية تحدثنا مع حماته التي قالت: "محمد وجع قلبى ومش مصدقه إنه مات بالطريقة دي، محمد أغلى من مال الدنيا ولو احنا معنا الفلوس دى ما كنا عشنا فى الشقة دي والبيت ده الحمد لله، أنا أعرف إن محمد شغال فى مستحضرات التجميل والأدوية بس وأحيانا كان بيجى بشنط علاج بيته الأول والخير هنا، الغرفة دى خاصة بمحمد قبل وبعد زواج ابنتى، ربنا يصبر أصحاب الفلوس واحنا ناس على قد حالنا، وياريت كان معانا فلوس كنا سددنا للناس فلوسهم حتى يرتاح فى قبره ربنا يرحمه ويقوينا على تربية ياسين وأخوه اللي فى الطريق".

WhatsApp Image 2018-06-30 at 8.46.46 PM

حلقات أخرى ما زالت مفقودة في مسلسل انتحار ريان المطرية، لا أحد يعرف السر الكبير، هل كان له شركاء أخرين يخبئهم كاتم أسراره "بسكوتة"؟، ربما تكشف التحقيقات في الأيام القادمة ما يشفي صدور أصحاب الملايين الضائعة ومئات الأسر الغلابة التي غطتها الديون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق