ذراع العرب تكتم أفواه الفُرس.. كيف فشلت آخر فرص الحوثيين في الوجود بالحديدة؟

الأحد، 01 يوليو 2018 12:00 م
ذراع العرب تكتم أفواه الفُرس.. كيف فشلت آخر فرص الحوثيين في الوجود بالحديدة؟
قوات الجيش اليمني
حازم حسين

 
على مدى أكثر من عشرة أيام منذ إطلاق القوات اليمنية معركة "النصر الذهبي" بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي، لا يمر يوم دون خسائر حوثية جديدة، بشكل ربما يؤكد انقضاء الوجود الحوثي في الحديدة.
 
الأهمية الاستراتيجية للمدينة التي تملك مطارا وميناء رئيسيين، كانت تتمثل في أنها منفذ مهم للميليشيات على الخارج، بما يوفر لها متسعا للتنفس الرحب، سواء فيما يخص حركة العناصر المقاتلة خروجا وعودة، أو وصول خبراء وفنيين عسكريين من الجهات الداعمة، أو وصول التمويل المالي والدعم اللوجيستي والتسليحي، ولكن الأخطر أن هذا الموقع كان يوفر لها إمكانية تهديد الملاحة في المياه الدولية القريبة من شواطئ اليمن.
 
خسارة الحوثيين للمدينة تعني مزيدا من الاختناق والحصار، وارتداد وحدات التنظيم العسكرية إلى البيضاء وصنعاء وحدودهما، ما يمثل آخر الجيوب التي يمكن أن تتمترس فيها الميليشيات، لكنها جيوب مختنقة بالأساس، لا تضمن لها التمدد أو الهروب.
 
هذه النظرة الاستراتيجية كانت حاضرة على ما يبدو في خطط القوات اليمنية، والتحالف العربي الداعم للشرعية، ربما لهذا كانت البداية من خطوة تحرير الحديدة، وليس الاتجاه للعاصمة السياسية مباشرة، وخلال الأيام الماضية نجحت القوات الرسمية بالفعل في تحرير المدينة بشكل شبه كامل، فسيطرت على المطار كاملا، وتمددت في الأحياء والمناطق المتاخمة والمحيطة به، وهو ما أجبر الميليشيات المدعومة من إيران وقطر على التقهقر، وفي الوقت نفسه البحث عن سبل جديدة للنجاة من الحصار، عبر اختلاق ثغرات تمثل تهديدا عسكريا مباشرا لقوات التحالف.
 
وقع اختيار الحوثيين على مديرية الدريهمي في الجنوب الغربي لمدينة الحديدة، مقررة أن تكون هذه النقطة موقع اختراقها المأمول، لكن القوات المشتركة اليمنية المدعومة بوحدات من التحالف العربي، نجحت في إحباط محاولة محاولة التسلل الحوثية، وفي هذا الإطار نقلت قناة سكاي نيوز الإخبارية الأمريكية عن مصدر ميداني يمني، لم يفصح عن هويته، تأكيده أن اشتباكات عنيفة وقعت في عزلة الجحبا السفلى التابعة لمديرية الدريهمي، بين القوات المشتركة بإسناد من التحالف العربي، وعناصر من ميليشيات الحوثي.

المصدر نفسه أكد أن المواجهات العسكرية لم تنقطع، رغم نجاح القوات اليمنية في سد الثغرة وإحباط محاولة التسلل، لكن ما زالت هناك اشتباكات مسلحةمتقطعة في قرى الحامدية والحايط والرمان والفازة، وهي المعاقل المؤقتة التي فر إليها الحوثيون بعد الرد العنيف على محاولتهم، محاولين الاحتماء بالمنازل واتخاذ السكان دروعا بشرية.

الخطوة الحوثية الفاشلة لم ترد الجيش اليمني وقوات التحالف عن قرارها السابق بوقف العمليات مؤقتا، بعدما أعلن الجيش اليمني أمس السبت نجاحه، بإسناد من التحالف، في السيطرىة الكاملة على إحدى قرى مديرية السوادية شمالي محافظة البيضاء ‏وسط اليمن، ما يشير إلى تحقيق نجاحات استراتيجية مُرضية في الحديدة، والاتجاه لتصعيد العمليات في إطار استهداف باقي معاقل الميليشيات الشيعية الموالية لطهران.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق