بحجة علاجها.. هل إمساك الدجال بمناطق حساسة من جسد الفتاة يُعد «هتك عرض»؟

الأربعاء، 18 يوليو 2018 11:00 ص
بحجة علاجها.. هل إمساك الدجال بمناطق حساسة من جسد الفتاة يُعد «هتك عرض»؟
الدجال - أرشيفية
علاء رضوان

فى الأونة الأخيرة انتشرت وقائع هتك العرض على يد الدجالين من خلال إيهامهم عدد ليس بالقليل من الآسر المصرية بحل مشاكلهم العاطفية أو الآسرية أو حتى النفسية، ما يؤدى بدوره إلى التطرق للسؤال التالى هل قيام الدجال بالإمساك بمناطق حساسة من المجني عليها بحجة علاجها من حالتها المرضية يقيم في حقه جريمة هتك العرض بالقوة من عدمه؟

وللإجابة على هذا السؤال، يقول ياسر فاروق الأمير، استاذ القانون الجنائى والمحامى بالنقض، أن هيئتي المواد الجنائية والمدنية - مجتمعتين - بمحكمة النقض أجابا على هذا التساؤل، وذلك في واقعة أتهمت فيها النيابة العامة الطاعن بأنه أولاً: هتك عرض المجني عليهما «س.ع» و«م.ن» بأن قام بخلع ملابسهما عنهما، والإمساك بنهديهما، ومناطق حساسة من جسدهما، وكان ذلك بغير رضاء صحيح منهما، وبطريق التدليس الواقع عليهما بأن أوهمهما بقدرته على شفاء المجني عليها الأولى من الحالة المرضية التي تعاني منها عن طريق أعمال الدجل «أ.م»، وأحالته إلى محكمة الجنايات والتي قضت حضورياً بمعاقبته بالسجن لمدة ست سنوات.

resize

فطعن المحكوم عليه-بحسب «الأمير» فى تصريح لـ«صوت الأمة» في هذا الحكم بطريق النقض، وبإحدى الجلسات قررت محكمة النقض الدائرة الجنائية إحالة الطعن إلى هيئتي المواد الجنائية والمدنية - مجتمعتين - بمحكمة النقض لتقضيا فيه بالتطبيق للمادة الدة الرابعة من قانون السلطة القضائية للعدول عن المبادئ المتضمنة أن ركن القوة في جريمة هتك العرض في مفهوم المادة 268 عقوبات يتسع لكل صورها مادامت قد وصلت إلى إعدام إرادة المجني عليه، وقصر معنى القوة على صورتي القوة المادية والتهديد إلتزاماً بصريح نص القانون.

فقالت الهيئة كلمتها بقولها:  «من المقرر فى قضاء محكمة النقض أن الشارع قصد فى باب العقاب على جريمة هتك العرض حماية المناعة الأدبية التى يصون بها الرجل أو المرأة عرضه من أية ملامسة مخلة بالحياء أياً ما كانت وسيلة الجاني فى ذلك، مادامت هذه الملامسة قد استطالت إلى جزء من جسم المجنى عليه يُعد عورة، وأنه لا يلزم لتوافر ركن القوة فى جريمة هتك العرض أن يقتصر الأمر على القوة المادية أو التهديد، لما هو مقرر من أن ركن القوة يتحقق بكافة صور انعدام الرضاء لدى المجنى عليه، إذ أنه يتم بكل وسيلة قسرية تقع على الأشخاص بقصد تعطيل قوة المقاومة أو إعدامها عندهم، فكما يصح أيضاً أن يكون تعطيل قوة المقاومة بالوسائل المادية التى تقع مباشرة على الجسم، فإنه يصح أن يكون بوسائل القوة غير المادية، ومن ثم فإنه يجوز أن يتحقق ولو اقتصرت وسيلة المتهم على مفاجأة المجنى عليه، أو كان بالتحيل كما لو قدم له مشروباً أفقده الوعى أو أدخل فى روعه قدرته على علاجه بالجن أو شفائه من مرض عضال بالاستعانة بالسحر، وإذ كان انعدام الرضا هو القاسم المشترك بين الوسائل المشار إليها فيما سلف، فإن مما يندرج فيها عاهة العقل التى تعدم الرضاء الصحيح-وفقاَ لـ«الأمير» .   

3459121-1695214403

 

 لما كان ما تقدم، وكان قضاء محكمة النقض – على السياق المتقدم – قد أقيم على أسباب صحيحة، ويحقق العدالة، والصالح العام، ويتفق وصحيح القانون، وتقره الهيئة، وترفض بالأغلبية المقررة فى القانون العدول عن هذه الأحكام، والمبادئ التى قررتها .

 ( نقض هيئة عامة 2013/3/23 مجموعة أحكام النقض س55 ص57 ).

1482323695_10201616212941
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق