جاء ذكره في القرآن الكريم.. الأسكندر المقدوني بين ذي القرنين وقورش جد الفرس

الأربعاء، 18 يوليو 2018 10:00 م
جاء ذكره في القرآن الكريم.. الأسكندر المقدوني بين ذي القرنين وقورش جد الفرس
الإسكندر الأكبر
عنتر عبداللطيف

هل كان ذو القرنين الذى جاء ذكره فى القرآن الكريم هو الإسكندر الأكبر المقدونى أم إنه "قورش" جد الفرس؟.. سؤال صادم ظل يتردد عشرات السنوات ، دون أن يجد أحد له إجابة قاطعة من الناحية التاريخية، فماذا كان رد الدين حول هذه الإشكالية.

يقول ابن كثير فى البداية والنهاية: «ذكر الله تعالى ذا القرنين هذا وأثنى عليه بالعدل، وأنه بلغ المشارق والمغارب، وملك الأقاليم وقهر أهلها، وسار فيهم بالمعدلة التامة والسلطان المؤيد المظفر المنصور القاهر المقسط. والصحيح: أنه كان ملكا من الملوك العادلين».

فيما يقول ابن تيمية: « كان أرسطو قبل المسيح بن مريم عليه السلام بنحو ثلاثمائة سنة، كان وزيرًا للإسكندر بن فيلبس المقدوني الذي غلب على الفرس، وهو الذي يؤرخ له اليوم بالتاريخ الرومي تؤرخ له اليهود والنصارى، وليس هذا الإسكندر هو ذا القرنين المذكور في القرآن كما يظن ذلك طائفة من الناس، فإن ذلك كان متقدمًا على هذا وذلك المتقدم هو الذي بنى سد يأجوج ومأجوج، وهذا المقدوني لم يصل إلى السد، وذاك كان مسلما موحدًا وهذا المقدوني كان وثنيًا هو وأهل بلده من اليونانين».

خلاف كبير عن هوية ذا القرنين حيث قال الحافظ ابن حجر: «قد اختلف في ذي القرنين فقيل كان نبيّا، وقيل: كان ملكا من الملائكة، وقيل لم يكن نبيّا ولا ملكا، وقيل: كان من الملوك. وعليه الأكثر».

الإسكندر اليونانيّ من وجهة نظر ابن حجر:« كان قريبا من زمن عيسى عليه السّلام، وبين زمن إبراهيم وعيسى أكثر من ألفي سنة، والّذي يظهر أنّ الإسكندر المتأخّر لقّب بذي القرنين تشبيها بالمتقدّم لسعة ملكه وغلبته على البلاد الكثيرة، أو لأنّه لمّا غلب على الفرس وقتل ملكهم انتظم له ملك المملكتين الواسعتين الرّوم والفرس فلقّب ذا القرنين لذلك والحقّ أنّ الّذي قصّ اللّه نبأه في القرآن هو المتقدّم والفرق بينهما من أوجه: أحدها: ما ذكرته، الثاني: أنّ الإسكندر كان كافرا، وكان معلّمه أرسطاطاليس، وكان يأتمر بأمره، وهو من الكفّار بلا شكّ، الثالث: كان ذو القرنين من العرب، وأمّا الإسكندر فهو من اليونان».

فيما قال الشيخ ابن عثيمين فى كتابه«فتاوى نور على الدرب»:«هو ملك صالح كان على عهد الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ويقال إنه طاف معه بالبيت، فالله أعلم ».

روى الحاكم والبيهقي عن أبى هريرة: «قال رسول اللّه: «ما أدري أتبّع أنبيّا كان أم لا، وما أدري ذا القرنين أنبيّا كان أم لا، وما أدري الحدود كفّارات لأهلها أم لا».

قال الإمام البخاري :« وقال لي عبد الله بن محمد حدثنا هشام قال حدثنا معمر عن ابن ابى ذئب عن الزهري أن رسول الله قال ما أدرى أعزير نبيا كان أم لا، وتبع لعينا كان أم لا، والحدود كفارات لأهلها أم لا»؟

تقول فتوى إسلامية :«ما يتوارد على ألسنة بعض من لا علم له بحقائق الأمور أنه الإسكندر المقدوني باني الإسكندرية، الذي غزا الصين والهند وبلاد الترك، وقهر ملك الفرس واستولى على مملكته: فهو قول باطل مردود، وقد بين ذلك المحققون من أهل العلم:

وقال ابن كثير أن «الأزرقي» وغيره  قالوا أن ذا القرنين أسلم على يدي إبراهيم الخليل وطاف معه بالكعبة المكرمة هو وإسماعيل عليه السلام، أما المقدوني اليوناني المصري باني إسكندرية الذي يؤرخ بأيامه الروم، فكان متأخرا عن الأول بدهر طويل، كان هذا قبل المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة وكان أرسطا طاليس الفيلسوف وزيره وهو الذي قتل دارا بن دارا وأذل ملوك الفرس وأوطأ أرضهم.

تقول الفتوى :«كثيرا من الناس يعتقد أنهما واحد، وأن المذكور في القرآن هو الذي كان أرسطا طاليس وزيره فيقع بسبب ذلك خطأ كبير وفساد عريض طويل كثير، فإن الأول كان عبدا مؤمنا صالح وملكا عادلا، وأما الثاني فكان مشركا وكان وزيره فيلسوفا وقد كان بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة. فأين هذا من هذا؟ لا يستويان ولا يشتبهان إلا على غبي لا يعرف حقائق الأمور،فتبين مما سبق أن ذا القرنين المذكور في القرآن كان مسلما موحدا، وكان من العرب فمن زعم أنه كان جدا للفرس، أو كان نبيا من أنبيائهم على ملتهم ودينهم وطريقتهم: فقد ادعى باطلا كما بينه المحققون من أهل العلم والتاريخ».

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق