لماذا يركز السلفيون على «الفتاوى الجنسية».. من الصندل والكعب العالي إلى ما لانهاية

الإثنين، 30 يوليو 2018 12:00 ص
لماذا يركز السلفيون على «الفتاوى الجنسية».. من الصندل والكعب العالي إلى ما لانهاية
السلفيون
كتب أحمد عرفة

منذ بداية سطوح التيار السلفي على السطح بشكل علني، وبالحديد بعد 25 يناير 2011، وظهور الدعوة السلفية بمسماها وتشكيلها الحالي، ونجد قياداتها يركزون على الفتاوى الجنسية وبالتحديد الفتاوى المتعلقة بالمرأة، سواء عبر مواقعهم الرسمية، أو صفحاتهم، أو مواقع الفتاوى الخاصة بشيوخ هذا التيار السلفي.

 

ويعد الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، على رأس شيوخ التيار السلفي الذين يصدرون فتاوى متعلقة بالمرأة، كان على رأسها الفتاوى التي أصدرها منذ سنوات وأثارت جدلا واسعا في المجتمع المصري، حين أجاز للرجل بترك خطيبته أو زوجته ينتهك عرضها يهرب لإنقاذ حياته، وهي الفتوى التي رد عليها الأزهر في هذا التوقيت بالهجوم على برهامي، وكشف خطأ فتواه.

 

download
 

 

أيضا من أبرز فتاوى ياسر برهامى المتعلقة بالمرأة أيضا هو منع توليها المناصب القيادية وعلى رأسها منصب رئيس الجمهورية، وذلك خلال الفترة التي أعقبت 25 يناير 2011، وهو ما انعكس على حزب النور الذي لم نجد فيه خلال تشكيله أي قيادة للمرأة في المناصب القيادية للحزب الذي يعد الذراع السياسي للدعوة السلفية.

 

ويعد ياسر برهامى صاحب الرصيد الأعظم في الفتاوى المتعلقة بالمرأة، ولم يختلف هذا الأمر كثيرا على الكتلة البرلمانية لحزب النور في البرلمان، واتضح ذلك بشكل جلى خلال مناقشة البرلمان لمشروع قانون ختان الإناث وفرض عقوبات على المتورطين في هذه الظاهرة حيث يعد هذا مشروع القانون أحد أبرز القوانين التي أثارت فيها الكتلة البرلمانية للنور جدلا واسعا عبر رفضها للمشروع واعتراض نوابها والهجوم عليه أكثر من أي قانون آخر.

 

فتاوى كثيرة خرجت من التيار السلفي، كانت ضد المرأة وتطرق إلى القضايا الجنسية، في وقت لم يتطرق فيه التيار السلفي للقضايا والملفات الهامة التي تهم الشعب المصري، كان من بين هذه الفتاوي إيجاز ياسر برهامي، ترك الزوج زوجته للمغتصب حال التأكد من إصرار المغتصب على قتله واغتصاب الزوجة، وذلك فداء لحياته قياسا على فتوى الإمام العز بن عبد السلام، عن وجوب تسليم المال للصوص حفظًا للنفس من القتل، واصفا إياها بأنها نوع من أنواع حفظ النفس في هذه الحالة أولى إذا تيقن أن دفاعه عنها سيؤدى إلى قتله، ودلل برهامى على ذلك بعدم دفاع سيدنا إبراهيم، عليه السلام، عن زوجته سارة، يوم دخل بها مصر.

 

 

ايضا فتوى برهامي المتعلقة بصندل المرأة، أثارت أيضا جدلا واسعا، عدما أفتى خلال السنوات الماضية، عدم جواز ارتداء المرأة حذاء صيفيا مكشوفا وهو الصندل دون أن يكون تحته شراب لا يشف، أى لا يظهر القدمين، قائلا: لا بأس إذا كان الجورب صفيقًا لا يشف، والأفضل أن يكون الجلباب سابغًا مغطيًا للقدمين، ولكن أن حصل الستر بغيره جاز.

 

تطرق نائب رئيس الدعوة السلفية أيضا، إلى الزنا وجواز زواج الزاني من الزانية، حيث أفتى في وقت سابق، بعدم جواز زواج الزانى من الزانية بعد الحمل منه، حيث يعد هذا باطلا، قائلا: زواج الحامل مِن الزنا لا يجوز، ويقع باطلا؛ لأن الزواج مبيح للوطء، وقد قال النبى -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، ووطء الزانى غير معتبر؛ لأنه وطء محرم لا يترتب عليه آثار الفراش الشرعية (الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ).

 

من فتاوى ياسر برهامي أيضا المتعلقة بالمرأة والجنس، أن هناك ضرورة أن توطن الزوجة نفسها على تلبية حقوق زوجها حتى لا تتسبب فى انحرافه، مؤكدا أن تقدم المرأة حبها لزوجها على حبها لأهلها، ولا بد أن توطـِّن نفسها على ما ألزمها به الشرع، قائلا: ليس الأمر إهانة ولا ترخيصًا للمرأة، ولا بد أن توطـِّن نفسها على ما ألزمها به الشرع، وليس لأن مزاجها غير مهيأ فى توقيت ما تمتنع مِن إعطاء حق الطرف الآخر، الذى له أيضًا احتياجات قد يكون عدم إعطائها له سببًا فى انحرافه.

 

من بين فتاوى السلفيين أيضا المتعلقة بالمرأة، هو تحريم ياسر برهامي، الملابس الضيقة على المرأة، وعدم ارتدائها أمام أخواتها وأولادها كذلك، قائلا إن البادي الملتصق بالجسم ويصف حجم العظام لا يجوز لبسه، مضيفًا أنه إذا كان غير ملتصق بالبدن، ولا يصف الحجم؛ جاز، وشرط جوازه هو ارتداء طرحة طويلة تغطي الذراعين وغيرهما.

 

 

الشيخ مصطفى العدوى، الداعية السلفي أيضا حرم ارتداء الكعب العالي للمرأة خارج المنزل، وأجاز ارتدائه فقط داخل المنزل من باب التزين للزوج.

 

وتعليقا على تركيز التيار السلفي على الفتاوى الجنسية، قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، أن شيوخ التيار السلفي يظنون أنها تلقى رواج بشكل كبير ومن ثم يعتبرونها أداة جذب لأعداد كبيرة من الرواد بالمقارنة بالقضايا الأخرى.

 

وأضاف الباحث الإسلامي، أن التيار السلفي يرى أن الفتاوى الجنسية المتعلقة بالمرأة تعد أيضا من الملفات القليلة المتبقية لهم لإظهار أنفسهم متميزين عن الآخرين فلم يعد لهم سوى تلك الملفات التي تخص المرأة وختان البنات وغيرها لإظهار أنفسهم.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة