الأفراح تدمر الصحة وتسبب الوفاة.. كيف تتحول السعادة إلى مأتم؟

الثلاثاء، 07 أغسطس 2018 04:00 ص
الأفراح تدمر الصحة وتسبب الوفاة.. كيف تتحول السعادة إلى مأتم؟
فرح شعبى

هل ينقلب الفرح إلى مأتم؟ .. الإجابة في مصر، حالات وفاة وقتل وصراخ وعويل تظهر أحيانا في الأفراح المصرية، ويظل السبب مختلفا بين حادثة وأخرى، لكن حول نقاط محددة يدور التفسير، هل غياب الثقافة أم عدم تطبيق القانون؟ جميعها أسئلة تظل دائرة.

انتشرت في الآونة الأخيرة فيديوهات لأطفال وسيدات وشباب يرقصون فى الأفراح بأسلحة بيضاء، إضافة لمخالفات السير أو ما يطلق عليه «الزفة»، بخلاف الحوادث والإصابات المنتشرة في صفحات الحوادث كل يوم، جراء استخدام الأسلحة النارية للتحية في الأفراح.

أغرب الوقائع تداولتها صفحات السوشيال ميديا مؤخرًا، عن طفلة صغيرة لم تتجاوز 10 أعوام، ترقص على أنغام الأغانى الشعبية ممسكة بيدها سلاحا أبيض «سنجة» فى الشارع.

من الوقائع المؤسفة، ما حدث في نهاية يونيو الماضى، حينما أصاب عريس نفسه بشاظيا خرطوش ليلة حنته عن طريق الخطأ، أثناء إطلاقه أعيرة نارية من سلاح نارى فرد خرطوش تعبيرا عن فرحته بالغريبة، كذلك في الشرقية، تسبب أحد أقارب عريس فى مقتل طفل عمره 14 عامًا عن طريق الخطأ وإصابة أخر بأعيرة خرطوش بطريق الخطأ!

البعض أرجع ذلك للجانب السلوكي، الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي، قال إن ما يحدث في بعض الأفراح يتم تسميته بـ«العنجهية» وتقليد الآخرين، متابعًا: «يعتبر الكثير مخالفة القانون أحد أنواع الوجاهة الاجتماعية والتميز، وهذا يعد خلل نفسى وانحراف سلوكى».

يكمل: «في مصر لدينا قوانين لكل شيء، لكن المشكلة في تطبيقها، وفي أوروبا وأمريكا تطبق القوانين بحذافيرها على العكس فى مصر.

للأزمة جانب ديني، يتحدث عنه الشيخ أحمد المالكى، عضو لجنة الفتوى بالأزهر: «الفرح من الأمور المحمودة فى الشريعة، لكن لابد لها من ضوابط»، مشيرًا إلى أن الفرح ذُكر أكثر من موضع فى القرآن الكريم، وفى الشريعة تم ربط الفرح بالطاعة مثلاً الأعياد كعيد الفطر يأتى عقب صيام رمضان، والأضحى بعد الحج، مشيرا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أعلنوا هذا النكاح واجعلوه فى المساجد واضربوا عليه بالدفوف».

وأوضح المالكى أن ما يحدث مثل ضرب النار وغيره من العادات السيئة فى الأفراح، فهى بتأكيد أشياء تصيب الشخص نفسه بالضرر وتؤدى إلى أضرار للآخرين، إضافة إلى أن القانون يجرمها، ولابد من احترام القوانين وتطبيقها على المخالفين خاصة أننا تابعنا الكثير من الحوادث والسبب ورائها سلوك غير صحيح فى الأفراح.

وعلى الصعيد الأمنى، قال اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن إطلاق الأسلحة النارية فى الأفراح يتم التعامل معه وفقًا للقانون على حسب نتائج الحادثة، لافتًا إلى أنه يتم التعامل مع القتل فى مثل هذه الحالات على أنه قتل خطأ.

وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق إلى أن رجال الشرطة يطبقون القانون فى حال ظهور أى مخالفات بالأفراح أو غيرها من المناسبة سواء ظهور سلاح أبيض أو أسلحة نارية أو مخلفات السير بالطرق مثلما نرى، ويتحول إلى مآتم فى بعض الأوقات، مضيفًا أنه يتم توجيه النصائح لكل المحتفلين فى المناسبات المختلفة عدم المبالغة فى الأفراح والابتعاد عن العادات السيئة مثل التحية بالأسلحة النارية أو الرقص بالسلاح الأبيض حتى لا يؤدى هذا السلوك إلى عواقب غير محمودة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق