هل سيفتح بوتين جبهة جديدة فى ليبيا للرد على أمريكا؟

الجمعة، 10 أغسطس 2018 03:00 م
هل سيفتح بوتين جبهة جديدة فى ليبيا للرد على أمريكا؟
حفتر وبوتين و السراج
كتب مايكل فارس

خاض الجيش الوطني الليبي معارك ضارية خلال العام الجاري، بدءا من العمليات الإرهاربية التى استهدفت مساجد والميليشيات التى حاولت السيطرة على مدن كبيرة، إضافة لسيطرة الجماعات الإرهابية على مدينة درنة، مرورا بسيطرة ميليشيات إبراهيم الجضران على الهلال النفطي، لمدة أسبوع كامل، قبل أن يطردهم الجيش بعملية عسكرية خاطفة، عطفا على الانقسام الداخلي بين الجيش الذى يقوده المشير خليفة حفتر، والمتحالف سياسيا مع الحكومة الليبية المؤقتة، ومجلس النواب، من جهة، وبين حكومة الوفاق الوطني التى يترأسها فائز السراج من جهة أخرى.

وبين مطرقة الانقسام والإرهاب ظهرت قوى دولية جديدة لتكون سندانا جديدا يطرق أبواب ليبيا، وقد حذرت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، من أطرافا دولية لم تسمها- فى إشارة للتدخل الإيطالي- من السعي لإنشاء وجود عسكري لها في بعض مناطق الجنوب الليبي، وقد أصدر بيانا فى وقت سابق قال فيه: «تردنا معلومات عن رغبة بعض الأطراف الدولية بإنشاء وجود عسكري لها في بعض مناطق».

الأمر بدا يتصاعد بعد عقد إيطاليا مع حكومة الوفاق الوطني عدة اتفاقيات منها عسكرية لإمداد الوفاق بالأسلحة وتدريبات لقواتها الأمنية، الأمر الذى قد ينذر بحدوث مواجهة عسكرية بين قوات المشير خليفة حفتر وقوات الوفاق الوطني، ومؤخرا تم اختيار ستيفاني ويليامز سفير خارجية أمريكا فى ليبيا لتكون نائب المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، الأمر الذى يؤكد أن لأمريكا دورا أكبر خلال الفترة المقبلة فى ليبيا.

وعقب هذه التدخلات، دعا العميد أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الوطني فى ليبيا إلى التدخل الروسي في ليبيا علي غرار سوريا، جاء ذلك فى تصريحات لوكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، قائلا: «الوضع في ليبيا يتطلب تدخلا روسيا وتدخل الرئيس بوتين شخصيا، وإبعاد اللاعبين الأجانب مثل تركيا وقطر وإيطاليا بشكل مباشر، نثق كثيرا أن روسيا دولة عظمى وكلمتها ستكون مسموعة فيما لو تناقشت مع إيطاليا في هذا الجانب أو تناقشت مع تركيا أو قطر أو دول أخرى، مثل السودان، فيما يتعلق بتهريب الإرهابيين وإدخالهم إلى ليبيا».

وأشار المسماري أن تواصل القائد العام للجيش -الوطني- المشير خليفة بالقاسم حفتر مع موسكو لقي استحسانا وترحيبا كبيرا من الشعب الليبي، مشيرًا إلى أن الشعب الليبي يعلم جيدا أن المرحلة صعبة جدًا وتحتاج إلى حليف قوي مثل روسيا، مؤكدا على أن الدور الروسي في سوريا تم بنجاح، مضيفا: «بالحقيقة روسيا في سوريا خاضت معركتين أو ثلاث معارك، المعركة العسكرية، والمرحلة الثانية وهي الأهم هي المرحلة الدبلوماسية والتي قادتها الخارجية الروسية فروسيا لها دور بارز جدا في إبعاد الكثير من الدخلاء على السياسة السورية».

نائب وزير خارجية روسيا، ميخائيل بوغدانوف، أكد الشهر الماضي، خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الخاص إلى الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، دعم الجانب الروسي لجهوده الهادفة إلى مساعدة القوى السياسية الليبية الرئيسية في الإسراع بتشكيل سلطة دولة فاعلة في ليبيا على أساس توافقي، بما يضمن وحدة البلاد وسلامتها الإقليمية وسيادتها.

الدور التركي
التدخلات الأجنبية لم تقتصر على إيطاليا وأمريكا، بل تركيا أيضا، فالمتحدث باسم الجيش الوطني الليبي العقيد أحمد المسماري هاجم تركيا متهما إياها بالتدخل في شؤون ليبيا ودعم الإرهاب في بلاده، قائلا فى مؤتمر صحفى يناير الماضي: «إن الجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر يخوض معركة شرسة ضد الإرهاب فيما تركيا مستمرة في تدخلها البغيض في ليبيا، والتدخل التركي أدخلنا في مأزق ووضع ليبيا في موقف ضعيف جدا أمام الإرهاب، مشيرا إلى الإرهابيين الذين أصيبوا في معركة بنينة شرقي بنغازي في حملة الكرامة، عولجوا في تركيا حاضنة وداعمة الإرهاب في ليبيا على حد قوله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق