ترفض تسليمهم نسخة من التقرير الفنى..

مزارعو الطماطم بالبحيرة يستغيثون.. تقارير لجان "الزراعة" تنصفهم والوزارة تماطلهم

الأربعاء، 15 أغسطس 2018 10:00 ص
مزارعو الطماطم بالبحيرة يستغيثون.. تقارير لجان "الزراعة" تنصفهم والوزارة تماطلهم
الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
كتب ــ محمد أبو النور

أثار موقف وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى ــ والذى عبّر عنه الدكتور حامد عبد الدايم، المتحدث الرسمى للوزارة،برفضه تسليم مزارعى محافظة البحيرة،التقرير الفنى والعلمى،الذى رصدت فيه لجان الوزارة حجم الدمار،فى زراعات الطماطم لديهم ــ تساؤلات عديدة ، حول دور الوزارة فى حماية الزراعة والمزارعين،فعقب دمار محصول الطماطم فى النوبارية ،وقرى بنجر السكر فى البحيرة،لجأ عشرات المزارعين بالشكوى للوزارة على أساس أنها الراعى الرسمى للزراعة والمزارعين فى مصر،وبالفعل لم تخيب "الزراعة" ظنهم بها،وأرسلت لجان لفحص الطماطم،ووضع العلماء والخبراء الزراعيين خلاصة رأيهم، فى هذه الأزمة وأسبابها وكفية العلاج فى تقرير فنى.

 

وتضمن التقرير رأى اللجنة فى أن المحصول أٌصيب نتيجة قيام بعض المزارعين في منطقة وادي النطرون، بشراء بذور طماطم من إحدى الشركات، وظهر فيها إصابة فيروسية تسببت في القضاء على المحصول ، وقال الدكتور حامد عبد الدايم ، في تصريحات له بشأن هذه الكارثة،إن لجنة من الوزارة فحصت هذه الشكوى،وتبين أن الطماطم ــ بالفعل ــ مصابة بفيروس تجعد الأوراق، وعليها أعراض ذبول وتقزم في النباتات،وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة،إن عدداً من الفلاحين تقدموا بشكاوى للنيابة العامة،وطلبوا نتيجة الفحص، ولكن الوزارة أخبرتهم أنه يجب على النيابة مخاطبة الوزارة بهذا الأمر،وأعرب عبد الدايم عن أمله في ألا يؤثر ذلك على أسعار الطماطم، مناشدا المزارعين بشراء التقاوي من شركات موثوق فيها،والحصول على فاتورة بذلك.

لجان زراعية للفحص والدراسة

899525-جولة-وزير-الزراعة-بمزراع--الماشية
وزير الزراعة ومنى محرز 

ماحدث من الوزارة فى واقعة الطماطم،ليس الأول ولن يكون الأخير،فقد تضررت حاصلات زراعية استراتيجية وتصديرية ،قبل ذلك لأكثر من مرة،وقد اشتكى المزارعون والفلاحون واستغاثوا بالوزارة،وفى الغالب لا ترسل الوزارة لجاناً فى هذا الشأن،إلاّ إذا كانت المشكلة كبيرة وتؤثر فى تراجع إنتاجية المحصول أو تأثيره على السوق الداخلى والخارجى،وعندما ترسل اللجان إلى الزراعات والحقول ،يقوم العلماء والخبراء بالكشف الظاهرى على المحصول نفسه فى الحقل،ثم التدقيق وعمليات الفحص للمحصول و الحصول على عينات لفحصها فى معامل الوزارة بالقاهرة،حتى يكون رأى وتقرير اللجنة ملزماً لكل الجهات الرسمية ، التى تخاطبها عن طريق الوزارة،وقد تكرر هذا الأمر فى أكثر من واقعة مثل ، "لجنة المكافحة تمر على زراعات القطن والذرة بالدقهلية وتتفقد المحاصيل بميت غمر" و "لجنة مفاجئة من وزارة الزراعة لفحص القطن بالغربية" و "الزراعة" تفحص الصوب في محافظة الدقهلية" و "لجان المكافحة تتفقد حقول القطن بمحافظة بنى سويف" و"الزراعة": فحص الصوب بمعامل متنقلة لقياس ملوحة التربة فى محافظات الشرقية والغربية والإسماعيلية ودمياط والدقهلية"، هذه أمثلة موجزة ومختصرة ، لجانب من نشاط لجان وزارة الزراعة،التى منها ما يتحرك بناء على شكاوى،ومنها ما يتحرك تلقائياً نظرا لتكليفه من الوزارة. 

تعويض المزارعين ممنوع

159261-صور-الحقول-الارشاديه-(11)
لجنة زراعية

وعلى الرغم من أننا نسمع كثيراً عن تعويض المزارعين ،بآلاف وملايين الدولارات فى الخارج ،نظراً لتضرر محاصيلهم أو لإصابتهم ، إلاّ أننا لا نسمع عن مزارعين تضررت حاصلاتهم ،وحصلوا على تعويضات نتيجة هذا الضرر إلاّ فى القليل النادر،كما حدث وقامت الحكومة بتعويض أهالى شمال سيناء عن تضرر زراعاتهم ، بمبلغ 889 مليون جنيها،

طريق التعويض أمام المحاكم

download (1)
لجنة زراعية  لمتابعة محصول الذرة

وعن رأى القانون،فى امتناع وزارة الزراعة عن تسليم تقرير اللجنة الرسمى ،فى واقعة دمار محصول الطماطم للمزارعين المضارين،أكد الدكتور السيد أبو الخير الخبير القانونى ،أنه يحق للمزارعين أخذ صورة رسمية من التقرير،وفى هذه الحالة أمامهم طريقان،الأول منهما..وهو أن يتقدموا ببلاغ رسمى للنيابة ،ضد وزارة الزراعة حتى تلزم النيابة العامة وزارة الزراعة بتسليمهم التقرير الفنى الخاص بواقعة نضرر المحصول،أمّا الحل الثانى ، فهو أن يرفعوا مباشرة دعوى تعويض ،ويطلبوا إحالة الدعوى لخبير زراعى لإثبات الضرر ، ويطلبوا من المحكمة إلزام وزارة الزراعة بتسليم التقرير الفنى ،حيث إنه من اختصاص المحكمة إلزام الوزارة بتسليم التقرير ،وفى حالة الرفض تحكم المحكمة بالتعويض ،لأن عدم تقديم جهة الإدارة مستندات يُعد ذلك تسليماً بطلبات المدعى،ويرى الخبير القانونى أن الحل الأخير هو الأفضل للمزارعين، وهو رفع دعوى مباشرة بالتعويض.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق