"الصحة والتعليم".. المصريون على أعتاب مرحلة جديدة من البناء البدني والعقلي

الجمعة، 14 سبتمبر 2018 04:00 م
"الصحة والتعليم".. المصريون على أعتاب مرحلة جديدة من البناء البدني والعقلي
جانب من مؤتمر رئيس الحكومة
كتب محمد أسعد

مع بداية فترته الرئاسية الثانية، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عن أن شغله الشاغل في هذه الفترة هي بناء الإنسان المصري، بدنياً وعقلياً وثقافياً، ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها مصر، قرر الرئيس فتح الملفات التي أبدت أن تقترب منها الأنظمة السابقة، كملفات التعليم والصحة، التي شهدت إهمالاً كبيراً على مدار العقود الماضية.

أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي الجديد، ويبدأ تطبيق النظام التعليمي الجديد، فيما يولي الرئيس والحكومة والبرلمان اهتماما كبيرا بقطاعي الصحة والتربية والتعليم، وهو ما يظهر جلياً من خلال الاجتماعات المستمرة مع وزيري التربية والتعليم والصحة، مع الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء، والإجراءات التي تتخذها الدولة تجاه القطاعين.

وبالنسبة لملف الصحة، ففي الاجتماع الأخير الذي عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور تامر عصام نائب وزير الصحة والسكان لشئون الدواء، واللواء مصطفى أبو حطب مدير المركز الطبي العالمي، واللواء بهاء الدين زيدان مدير مجمع الجلاء الطبي، تتناول متابعة تنفيذ حزمة إطلاق المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، وما يتضمنه من إجراءات تشمل مراجعة أوضاع بنوك الدم على مستوي الجمهورية، ومشروع جمع وتصنيع مشتقات الدم والبلازما، وآخر مستجدات القضاء على قوائم انتظار مرضى التدخلات الجراحية العاجلة، وموقف الوحدات الطبية المتنقلة التابعة لوزارة الصحة. كما تناول الاجتماع متابعة لتنفيذ مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس "سى" والكشف عن الأمراض غير السارية.

41545954_474346629751389_1577580490418814976_o

إجراءات وخطوات إطلاق المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، وسرعة الانتهاء من الاستعدادات الخاصة بالبدء في المشروع، توجيهات عدة للرئيس السيسي الذي طالب كذلك بالاستفادة من الخبرات العالمية فيما يخص تنفيذ مشروع جمع وتصنيع البلازما في مصر، ليتم تنفيذه وفقاً لأعلى المواصفات القياسية العلمية، وبما يساهم في امتلاك القدرة والتكنولوجيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الدولة، وفى ذات السياق وجه سيادته بتوفير أحدث الأجهزة الطبية لمراكز نقل الدم، فضلاً عن العمل على نشر ثقافة التبرع الطوعي بالدم من خلال برامج إعلامية لتوعية المواطنين.

كما شدد الرئيس على الاستمرار فى تبنى استراتيجية الحد من ظهور قوائم انتظار جديدة لمرضى التدخلات الجراحية العاجلة، وذلك بالتوازي مع الجهود الحالية للقضاء على قوائم الانتظار، ووجه الرئيس بزيادة عدد الوحدات الطبية المتنقلة، بما يساهم في توفير الخدمات الطبية في المناطق النائية والأكثر احتياجاً، والعمل على تطوير تلك الوحدات ورفع كفاءتها من خلال توفير أحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية، وتوفير مختلف التخصصات بها.

العمل على القضاء على فيروس "سى" في مصر وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، واحدة من أهم الاستيراتيجات التي وضعها الرئيس السيسي، وذلك من خلال الكشف المبكر عن تلك الأمراض وعلاجها في أسرع وقت بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية، وذلك من خلال الحملة القومية التي ستنطلق في بداية شهر أكتوبر القادم على مستوي الجمهورية.

وفي اجتماع مجلس الوزراء، عرض الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الموقف التنفيذي لبرامج الوزارة وإجراءات الاستعداد للعام الدراسي الجديد، حيث أشار الوزير إلي أنه فيما يتعلق بموقف مباني المدارس المنشأة حديثا ومدي الاستفادة منها في العملية التعليمية، يوجد تطور في أعداد المدارس بجميع نوعيات التعليم خلال الفترة من 2014/2015 وحتى 2017/2018 حيث وصل عدد المدارس إلى 53587 مدرسة بزيادة تقدر بنحو 5,5%، والتي يستفيد منها ما يقرب من 21,5 مليون تلميذ بزيادة تقدر بنحو 11%.

وأضاف أن برنامج الحكومة يستهدف خلال الفترة من 2018/2019 وحتى 2021/2022 إنشاء عدد 200 ألف فصل خلال الأربع سنوات القادمة بإجمالي حوالي 12 ألف مدرسة جديدة وذلك للقضاء على مشكلة الكثافات والمناطق المحرومة، وجارى حالياً التنسيق مع المحافظين لتوفير الأراضي المناسبة لإنشاء المدارس المطلوبة بأماكن الاحتياج وكذا جارى التنسيق مع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري لتوفير التمويل.

بالنسبة لموقف المباني المدرسية المنشأة حديثاً أشار الوزير إلي أن إجمالي عدد مشروعات المباني المدرسية التي تم نهو تنفيذها بداية من ١/٧/٢٠١٧ وحتى تاريخه (١٣٩٤) مشروع بإجمالي(٢٠٥٧٧) فصلاً، علماً بأن جميع المشروعات التي يتم نهو تنفيذها وتسليمها وتجهيزها يتم فوراً الاستفادة منها ودخولها الخدمة التعليمية.

وفيما يتعلق بموقف أعمال الصيانة بالمباني المدرسية القائمة، أشار الوزير إلي خطط الصيانة الجارية والتي تشمل الصيانة الشاملة والعاجلة وإحلال وإنشاء الأسوار والتي يتم تنفيذها بداية من 1/7/2017 حتى تاريخه، حيث تم الانتهاء من تنفيذ (1079) مدرسة وجارى تنفيذ (441) مدرسة، ومدرج بخطة العام المالي الحالي ومقرر طرح لعدد(1188) مدرسة سيتم طرحها من خلال المديريات والهيئة.

وأوضح الوزير أن الاستعداد للعام الدراسي الجديد تضمن خطة للمرور على جميع المدارس الحكومية القائمة لإجراء الصيانات البسيطة المطلوبة، حيث يتم إعداد شهادة معتمدة لكل مدرسة تتضمن جاهزية المدرسة لاستقبال العام الدراسي الجديد والملاحظات إن وجدت وتلافيها، علماً أنه بلغ إجمالي عدد الشهادات الواردة من المدارس حتى تاريخه عدد ١٩٠٢٨ شهادة وهي تمثل نسبة حوالي 73% من إجمالي عدد المباني المدرسية الحكومية وسيتم النهو قبل بدء العام الدراسي الجديد.

وتناول عرض وزير التربية والتعليم الإشارة إلي الخطوات الرئيسية لتطوير التعليم المصري من خلال المشروع القومي لإعادة صياغة التعليم المصري، حيث أعلن الوزير عن اكتمال الخطوات التنفيذية لبدء النظام المصري الجديد للتعليم بدءاً من رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي اعتباراً من السبت 22 سبتمبر 2018، مضيفاً أن مصر تشهد أكبر ثورة تعليمية في تاريخها الحديث، حيث سيلتحق ٢.٥ مليون طالب بالنظام الجديد بعد أقل من أسبوعين، علماً أنه قد اكتمل تأليف المناهج والكتب الجديدة للطلاب وكذا دليل المعلم لكل مادة على أن يتسلم كل معلم الدليل الخاص به.

وفيما يتعلق بنظام التقييم في المرحلة الثانوية من التعليم العام، أوضح الوزير أن أساس التطوير في هذه المرحلة هو الاتجاه إلى فهم الموضوعات بدلا من استذكار الإجابات النموذجية، أما "التابلت والشبكات" فهي مجرد أدوات لعلاج مشاكل في وضع وتنفيذ وتأمين وتصحيح الامتحانات مع تيسير الوصول إلى المحتوى الرقمي "مجانا" ولكنها ليست جوهر التطوير. وأضاف الوزير أنه تم التعاقد على ٧٠٨٠٠٠ تابلت من شركة سامسونج العالمية بأعلى المواصفات وتصل الشحنات تباعا خلال شهري سبتمبر وأكتوبر وسوف يتم توزيعها في وقت واحد على الجميع في الصف الأول الثانوي بعد اكتمال الشبكات والمحتوى الرقمي.

وأكد الدكتور طارق شوقي أن الدراسة تبدأ بشكل طبيعي مع الكتب المطبوعة ووجود محتوى جديد على بنك المعرفة مع بعض الامتحانات "الجديدة" ورقيا حتى يتم استلام التابلت وتنفيذ أولً امتحانات إلكترونية في شهر يناير 2019، ويتم خلال السنة التمهيدية الحالية استكمال كافة عناصر المنظومة وتدريب المعلمين والطلاب على أسلوب التقييم الجديد، مع عدم تأثير أي من هذا على الدرجات المؤدية إلى دخول الجامعة.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق