قراءة لحركة النشر العربي في2017.. الكتب الدينية في القمة: والروايات تحولت لخواطر شخصية..

الأربعاء، 03 أكتوبر 2018 01:00 م
قراءة لحركة النشر العربي في2017.. الكتب الدينية في القمة: والروايات تحولت لخواطر شخصية..
كتب - أرشيفية

خلال العشر سنوات الماضية، كان لمواقع التواصل الاجتماعي أثر كبير على كل كافة مناحي الحياة في الوطن العربي، وفي القلب منها حركة النشر العربي، فكان للتفاعل على مواقع التواصل «فيس بوك» و«تويتر» بالغ الأثر في تصدر الرواية حركة النشر، وتفوقها على ما عداها من ألوان أدبية أخرى، وظهر خلال الثلاثة أعوام الماضية أجيال من الناشرين التقطوا طرف الخيط وراحوا يبنون شبكة علاقات ومتابعين كبيرة  من خلالها نجحوا في الترويج لانتاجهم الأدبي، ولأن السمة السائدة على تلك المواقع الاهتمام بالعنوان وإهمال الجواب، راح النشطاء يتأثرون بما يظهر لهم دون التدقيق والتوثيق، الأمر الذي أثر في صناعة فجوة بين المضمون والعنوان.

اتحاد الناشرين العرب أصدر تقريراً لرصد حركة النشر في الوطن العربي لعام 2017،  أكد من خلاله على المشكلة التي تواجه حركة النشر في العالم العربي، والتي كانت بدايتها من الحراك الذي بدأ مع القرن الحادي والعشرين مرتكزاً على الرواية بشكل أساسي، ومع تطور الأدوات وتقدم الزمن وظهور أجيال جديدة من كتاب الرواية، غلب إهمال المضمون حتى وصل الأمر إلى أن البعض يروج لخواطره الشخصية، الأمر المحزن أن هؤلاء الكتاب صاروا نجوماً، ثم ظهر فن القصة القصيرة، التي ظهرات كنتيجة طبيعية لمواكبة الحراك الموجود على ساحة موقع التواصل  الاجتماعي.

«اللي تغلب به العب به» تبنت دور النشر هذا المبدأ، وراحت تستطقب هؤلاء النجوم الجدد من كتاب الرواية، وفتحت لهم أبوابها بعد تنبهها إلى قدرة هؤلاء الشباب على الانتشار وسط مجموعاتهم الشبابية، ففي بيروت تبنت دار الكتاب العربي برنامجاً لنشر روايات الشباب الأدباء من مصر والمغرب والخليج، وفي مصر ارتفع عدد دور النشر في الفترة من 2012 إلى 2015 لـ50 دار نشر يتصدر المبيعات فيها الشباب، وعلى ذكر المبيعات قال اتحاد الناشرين العرب إن هناك تلاعب بأرقام الطبعات وأرقام التوزيع، مع الاعتماد على حملات إعلامية للصعود بالمطبوعات إلى قمة قائمة الأكثر مبيعا.

الاتحاد خلص في تقريره إلى ضرورة بناء مرصد عربي للكتاب، هدفه في الأساس الحكم في المسائل الخلافية بين دور النشر، لحماية مستقبل صناعة النشر العربي من أي أمر سلبي، لأن استمرار الخداع بلعبة الأرقام سيؤدي إلى فقدان المصداقية عند القارئ، ولكن في حال وجود قواعد حاكمة وتسجيل حقيقي لنسب المبيعات تم رصدها من منافذ التوزيع، سيؤدي إلى خلق مصداقية مع القارئ، وخلق روح تنافسية بين الكتاب.

من الأمور التي يجب التوقف أمامها في هذا التقرير، ما جاء فيه بشأن ارتفاع معدل إصدار الكتب الدينية، فارتفعت معدلات إصدار هذه الكتب خلال السنوات الماضية وبالتحديد منذ 2012، مشيراً – التقرير إلى أن 40% من منشورات الوطن العربي للكتاب الديني، و20% للرواية الأدبية، بما يعني أن الكتب الديني تتربع على عرض حركة النشر في الوطن العربي.

ربط التقرير بين تربع الكتب الدينية على عرش حركة النشر العربي، وبين رغبة المواطنين في فهم ظاهرة الإسلام السياسي، التي أدت إلى تغير كبير في المشهد السياسي بالمنطقة العربية، ولا سيما أن جماعة الإخوان الإرهابية الجماعة الأم الراعية لتلك الظاهرة تسببت في خراب كثير في جميع البلدان العربية، سواء كانت تعمل بنفسها في تلك الدول، أو هناك ما يمثلها من جماعات خرجت من عبائتها، بالإضافة إلى أن الجدل السنى الشيعى، ساعد أيضاً في إقبال الجمهور على هذه الكتب.

وخلف الكتب الدينية والروايات أتت كتب الأطفال، التي احتلت نسبة 15% من حجم دور النشر، نظراً لدعم الحكومات العربية لهذه الكتب، فضلاً عن أن 36% من دور النشر العربية تضع كتب الأطفال ضمن أولوياتها، ولكن كان هناك بعض المشكلات التي واجهت كتب الأطفال وعلى رأسها اعتماد الأطفال بشكل كبير على أجهزة الهواتف اللوحية في التعلم والترفيه على حد سواء، مما دفع بعض دور النشر إلى انتاج نوعية جديدة من كتب الأطفال تلائم الفضاء الرقمي. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة