16 ألف جنيه تنقذ الحاجة زينب وبدرية من السجن.. من ينقذ الغارمات؟

الأربعاء، 10 أكتوبر 2018 11:00 م
16 ألف جنيه تنقذ الحاجة زينب وبدرية من السجن.. من ينقذ الغارمات؟
بدرية وطفلها
كتب علاء رضوان

"مصر بلا غارمات"، مبادرة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، فتحت باب الرحمة أمام السيدات المدينات وتم التصالح فى 1100 قضية بعد سداد ما عليهن من ديون من صندوق «تحيا مصر» حيث لا تمر مناسبة وطنية أو دينية إلا ويفرج عن مئات الغارمين والغارمات.

 

ومبادرة «سجون بلا غارمين ولا غارمات»، أطلقها الرئيس أيضا للإفراج عن الغارمين بعد سداد ديونهم، وتسببت مبادرة «مصر بلاغارمات» منذ تفعيلها فى آلافراج عن دفعات متتالية من المساجين بعد التصالح.

 

والرئيس حين أطلق مبادرة «مصر بلا غارمين وغارمات»، استهدف انتهاء عصر الغارمات، وسدد ديون 960 غارماً وغارمة، من صندوق تحيا مصر بإجمالى 30 مليون جنيه، وقد تم آلافراج عن الـ 960 فى أول أيام عيد الفطر المبارك، الأخير.

 

وبمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو، غادر السجون 683 غارما وغارمة، بعد تسديد مديونياتهم. 

 

ويبدو أن الحمل ثقيل فى ظل كثرة الغارمين والغارمات فالهموم تلاحق الرئيس والمسئولين عن المبادرة فى ظل مكون آلاف الغارمات خلف القضبان ما يستدعى مساهمة رجال الأعمال والجمعيات الخيرية فى فك كرب المسجونات.

ورصد «صوت الأمة» حالتين لسيدتين تعانيان من الديون وتقتربان من السجن إحداهما مسنة والثانية شابة.

 

اقرأ أيضا: عيدية الرئيس لسيدات مصر.. السيسي: الإفراج عن الغارمات وتسديد ديونهن من «تحيا مصر»

«بدرية صابر»، 22 عاماَ، من المنيا، دخلت قائمة الغارمات، وذلك بعد أن تخلى عنها زوجها الذى يفترض أن يكون سنداَ لها وطفلها البالغ من العمر عاماَ واحداَ.

تزوجت «بدرية» فى سن صغير كغيرها من بنات بلدتها وكان الزوج أول شاب طرق باب منزل أسرتها، ووافق أهلها من أجل التفرغ لتربية باقى إخوتها لكن يبدو أن الزمن رفض تحقيق ما تمنت فقد تركها زوجها وطفلها بلا عائل، واستدانت لتعيش وهى الآن تتمنى السداد.

«بدرية» تزوجت وهى فى سن صغير بهدف الانتقال إلى حياة أفضل ، مما هى عليه وآسرتها وهى الآن تعانى ظروفا اقتصادية صعبة وباعت كل ما تملك بعد أن طردها أهل زوجها من منزلها، ليتساوى الجميع فى الفتك بها وبطفلها بدلاَ من أن يكونوا عوناَ لهما على مصاعب الحياة.  

 

اقرأ أيضا: قصص إنسانية وعرفان للسيسي.. هكذا استقبل المفرج عنهم من الغارمين إطلاق سراحهم (فيديو)

عادت «بدرية » بعد طردها إلى والدتها الأكثر منها فقراَ وبؤساَ، فهى لا تملك قوت يومها، واستأجرت حجرة صغيرة تأويها وطفلها بـ 300 جنيه شهريا، وساعدتها أمها قدر المستطاع بسداد شهر واحد من إيجار الغرفة وفى الشهر التالى عجزت عن السداد، وبدأ الإيجار يتضاعف حتى أصبحت مهددة بالطرد للشارع مع صغيرها.

 

وحاولت «بدرية» سداد ما عليها من ديون سواء فى شكل إيجار الحجرة أو قيمة احتياجاتها وطفلها، ظلت تقاتل كى تبقى بين الجدران الأربعة التى تسترها وطفلها.

فشلت كل محاولات بدرية ما اضطرها للتفكير فيما يعرف بـ"بيع العينة" أو «نظام الحرق»، ويعنى شراء السلعة بثمن مؤجل وبيعها للبائع نفسه بثمن أقل، أو العكس "بيع السلعة بثمن مؤجل وشراءها من المشترى نفسه بثمن حال أقل" والغرض هنا هو الحصول على السيولة النقدية وهذه الحيلة تشبه القرض بفائدة.

 

توجهت «بدرية» إلى أحد التجار واشترت منه غسالة وثلاجة واسطوانة بوتاجاز وباعتها ظناَ منها أنه سيكون الحل الأمثل للخروج من أزمتها، وأصبحت مطالبة بسداد قيمتها والتى وصلت لـ 8 آلاف جنيه ثم عجزت عن السداد.

 

«بدرية»، التى غطى الحزن واليأس ملامحها أصبحت مطالبة بسداد أقساط شهرة لم تسدد منها سوى واحد، وبالتزمن لم يعد يطلبها أحد لتنظيف منزله، وعلى مدار 3 أشهر تعيش حالة من الكرب والشدة وتخشى دخول السجن فى أى لحظة.

 

اقرأ أيضا: كل العقائد تحض على سداد ديون الغارمات.. هل يخالف المصريون تعاليم أديانهم؟

 

اقرأ أيضا: كل العقائد تحض على سداد ديون الغارمات.. هل يخالف المصريون تعاليم أديانهم؟

 

قالت «بدرية » وهى تبكى بشدة: «والدتى تنفق علىّ لكنها لا تملك شيئا وتعجز عن سداد ديونى، والتاجر يطالبنى كثيرا بتسديد الأقساط، وهددنى أكثر من مرة بتحرير محاضر وتقديم الإيصالات الموقعة منى إلى الجهات المسئولة".


مأساة زينب

 

فى منطقة إمبابة بالجيزة، مأساة أخرى بطلتها سيدة تبلغ من العمر 58 سنة وتعانى الفقر بكل أشكاله خاصة بعد تراكم الديون والتهديدات.

 زينب عبد الحميد عيسى مسعود، تختلف عن سابقتها فى السن وتتفق معها فى المشكلة فهى الأخرى مديونة بـ 8 آلاف والظروف لا تمكنها من السداد.

قالت الحاجة «زينب»  والدموع تنهمر من عينيها: أعيش مع ابنتى فى غرفة صغيرة تفتقر لكل متطلبات الحياة الأساسية بالأجر، ونحمد الله على الستر وبعد وفاة ابنى الكبير تراكمت علينا الديون حتى وصلت 200 ألف جنيه وكان المبلغ أكبر من ذلك لكن أهل الخير ساعدونات ولم يتبق سوى 8 آلاف جنيه، وطلب منى المدين التوقيع على إيصالات أمانة، لضمان حقه فوقعت على إيصالين أمانة أحدهما على بياض والآخر بـ 8 آلاف جنيه.

وتابعت الحاجة زينب:النوم يفارق عينى بسبب اقتراب موعد السداد ولا أملك ما أسد الدين، ابنى الوحيد توفاه الله بعدما كان يساعدنا وأناشد أصحاب القلوب الرحيمة مساعدتنا لسداد الديون سواء بالمال أو توفير وظيفة لى أو لابنتى.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق