مصر تصبر ولكنها لن تُقهر !

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2018 07:59 م
مصر تصبر ولكنها لن تُقهر !
د.ماريان جرجس

 
باغتيال الفكرة يموت الفعل، باغتيال الأصل تموت الصورة.. يبدو أننا على شفا أخر مراحل التطهير العرقى للأرهاب الأسود، لا نعلم اذا بدأت مصر التطهير من أعلى الهرم أو أسفله ولا يهم الان، الأهم أن بالقبض على هشام عشماوى هلهلت مصر ثوب الارهاب فى أعنف صوره المزيفة.
 
قصة هشام عشماوى منذ بدايتها وهى تدل على أن الارهاب أصول فكرية، لا ذلك الارهاب الذى يتحدثون عنه الناتج عن مثلت الفقر والجهل والمرض، ولا الارهاب الناتج عن رغبة فى الانتقام من نظام ما، فالإرهابى هشام عشماوى أركان عقله كروح مريضة ونفس ضعيفة استجابت للتجنيد الفكرى والغسيل العقلى واستبدال الطباع الانسانية العادية بطباع ارهابية ممنهجة ، وأصول فكرية استصاغها عقله.
 
أما عن اختبائه فى درنة تحديدًا كان  لسبب تصور أن اليد المصرية لن تطوله هناك، فدرنة هى المدينة الوحيدة التى لاتزال عصية على الجيش الليبى، الذى فرض سيطرته على كل مدن ليبيا ولكن ظلت درنة المدينة التى تشهد تصادم قوات الجيش الليبى مع مجلس شورى مجاهدي درنة، مما خُيل له أن هو أخر مكان تستطيع اليد المصرية أن تطوله ولكن هيهات!.
 
ما أغفله عشماوى أن التعاون المصرى الليبي يشهد انتعاشًا لا مثيل له، وأن مذكرة التفاهم ولغة الأريحية التى تشهدها مصر وليبيا خصوصًا فى الشراكة العسكرية هى فى أبهى صورها، لأن ليبيا أو المجلس الرئاسى الليبى يتفهم جيدًا أن أمن مصر من أمن ليبيا.
 
ان مصر تحٌسن  ثقافة حسن الجوار ولا سيما أن كانت بلد تتأوه من السرطان الذى بات يدب فى عظامها بعد ثورات الربيع العربى، وان تحسن العلاقات بين مصر وليبيا ودعم مصر لليبيا  كان هو حجر الزاوية الذى جعل من القبص على عشماوى عملية ممكنة وليست مستحيلة.
 
بالطبع العلاقات الدبلوماسية تختلف عن العلاقات الانسانية فى كثير من المناحى، لكن لا ننسى أن من يدير العلاقات الدبلوماسية هم بشر ! وهنا نستطيع تطبيق أبسط أنواع القواعد البشرية وهى "عدم  البدء بالكراهية وتقديم المعروف والود"، وذلك هو أساس النجاح الدبلوماسى وهذا ما تفعله مصر مع كل الدول العالم، وأن كانت بشرًا لوصفتها بنعت الذكاء الاجتماعى.
 
يعود عشماوى لأرض الوطن ولكن ليس وطنه  ليلق بأقصى العقوبة على كل الجرائم التى ارتكبها بمحض ارادته محاربًا المجتمع والدولة وجريمته الأولى هى مخالفة العقيدة التى أقسم عليها ويعلم فى لحظة مواجهة مع النفس أن الوطن باقٍ وأصوله الفكرية التى جذبته وزينت له طريقًا تصور أنه سيكون أعلى من كل البشر من خلاله وينُصب نفسه ليقل من يحيا ومن يموت ما هى الا طريقه للموت كخائن.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق