العقوبات الأمريكية تهدد بتفجير الأوضاع في إيران.. هل تنقذ خطة "طاقية الاخفاء" طهران؟

الجمعة، 12 أكتوبر 2018 09:00 ص
العقوبات الأمريكية تهدد بتفجير الأوضاع في إيران.. هل تنقذ خطة "طاقية الاخفاء" طهران؟
المرشد الإيرانى على خامنئى

 
 
يسابق مسئولو طهران الزمن والسير في مسارين، قبل نحو أسبوعين من تطبيق عقوبات أمريكية مشددة مفروضة على القطاع النفطى والمصرفي الإيراني، أحدهما لإيجاد طرقا بديلة وحيل للإلتفاف على العقوبات، والمسار الثانى البحث عن إجراءات تمكنهم من تحسين الوضع الاقتصادي المتردي بعد هبوط قيمة العملة الأشهر الماضية.
 
سوف تفعّل أمريكا الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية، والتى وتشمل الشركات التى تدير الموانئ الإيرانية، إلى جانب الشركات العاملة فى الشحن البحرى وصناعة السفن، وقطاع الطاقة الإيرانى، وخاصة قطاع النفط، وفرض عقوبات على البنك المركزى الإيرانى وتعاملاته المالى.
 
يأتى هذا فى  الوقت الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني من تدهور وتفشي الفساد والبطالة، وتردي غير مسبوق في سوق العملة التي تخطت مطلع اكتوبر حاجز الـ20 ألف تومان للدولار الأمريكى الواحد، قبل أن يتراجع الدولار قبل أسبوع.
 
 
وأمام العقوبات المشددة، تجد طهران نفسها اليوم مجبرة على اللجوء لحيلها القديمة لبيع النفط، الأمر الذى أكده وكان قد أشار فى تصريح سابق له إلى الأساليب التى كان تستخدم فى الماضى بقوله إن
 
"طهران ستجد "طرقا أخرى" للحفاظ على مستوى صادراتها النفطية"..هذا ما سبق وأكده وزير النفط الإيرانى بيجن نامدار زنجنة  ليكشف من خلال حديثه أن   المقايضة والتهريب وإغراء المشترين بالبيع بأسعار أقل، وبيع النفط عبر وسطاء يقومون بشراءه محلياً ومن ثم يعيدون بيعه في الأسواق العالمية تحت ستار أنهم من القطاع الخاص الإيرانى وليسوا تابعين للحكومة، من بين خطط إيران التى قد تعتمد عليها إيران للحفاظ على مستوى إنتاجها، بعد استئناف العقوبات فى نوفمبر المقبل.
 
ستعتمد عليها طهران، على ما يسمى بأسلوب "طاقية الاخفاء" أى تخفى طهران ناقلات النفط عبر اطفاء أجهزة الإرسال لإخفاء مسارها والنقطة الأخيرة لتسليم النفط ويغدو من الصعب تحديد موقعها.
 
الطرح السابق  أيدته صحيفة  "أوراسيا ديلى" التى قالت إن إيران تحول أسطولها من ناقلات النفط إلى "ناقلات شبح" فى محاولة لتخليص مستوردى "الذهب الأسود" الإيراني من الضغط والعقوبات الأمريكية المستقبلية.
 
بالتزامن مع الأزمة الإيرانية الطاحنة  برز انقسام واضح فى المشهد السياسى الإيرانى بين التيارات حيال انضمام البلاد لمعاهدة مجموعة العمل المالي الدولية FATF، والتى صادق البرلمان على إحدى لوائحها لمكافحة الارهاب CFT الأسبوع الماضى.
 
 
الانقسام الإيرانى كشفته صحيفة "عصر إيرانيان"  نقلا عن النائب نقوى حسينى عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، "لم نحصل على مزايا المعاهدة الدولية لمكافحة تمويل الارهاب "CFT" لكننا قبلنا عيوبها".
 
 صحيفة " وطن امروز" كتبت على غلافها "احتجاج المراجع الدينية"، لتكشف تدخل  المراجع الدينية على خط الأزمة حيث حمّلت  المراجع روحانى مسئولية تدهور الأوضاع.
 
كما انتقد رجل الدين آية الله نوري همداني لائحة CFT، وانتقد المرجع آية الله مكارم شيرازى حكومة روحانى لافتا إلى أن لها دورا فى تذبذب سعر العملة ولا ترغب فى انخفاض سعر الدولار الواحد عن 10 آلاف تومان. معتبرا أن أحد المشكلات المعقدة فى البلاد هى الغلاء، وأن الحكومة ليست بريئة.
 
أما المرجع الدينى آية الله نورى همدانى انتقد تصويت البرلمان على لائحة CFT، قائلا كان ينبغى علينا بدلا من تمرير FATF تدوين قانون داخلى لمكافحة الإرهاب، معربا عن أسفه عن تصويت البرلمان على اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب رغم تحذيرات مراجع الدين، معتبر أن قواعد FATF تتعارض مع خصائص الثورة الإيرانية، ودعا مجلس صيانة الدستور لدرسها بدقة، لئلا تتعارض مع الشرع والدستور.
 
وفى هذا السياق دعا المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى مسئولى بلاده من السلطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية لسرعة إيجاد حلول للتغلب على الأزمة التى سببتها العقوبات.
 
تحدث المرشد الأعلى المتربع فوق قمة هرم السلطة، للمرة الثانية خلال شهر أكتوبر،عن الوضع الاقتصادى وما تسببت فيه من متاعب للمواطنين،
 
 قال المرشد  على خامنئى أمام عشرات الآلاف من أفراد قوات الباسيج وقيادات الحرس الثورى المجتمعين فى استاد بطهران أن "إيران تواجه فترة حساسة بسبب التهديدات الأمريكية والمصاعب الاقتصادية" وفى الوقت نفسه قال أن بلاده "ستصفع الولايات المتحدة وستهزمها بهزيمة العقوبات".
 
وعاد على خامنئى ليكرر تناول الأزمة الاقتصادية فى خطابه، خلال لقاءه برؤساء السلطات الثلاث مساء الأربعاء، نشرت الوكالة اللقاء صباح الخميس، ودعا لاتخاذ قرارات جادة لحل مشاكل البلاد الاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. والبحث عن السبل الكفيلة بمعالجة المشاكل القائمة فى هذا المجال.
 
وقسّم  المرشد مشكلات إيران إلى اقسام منها "تحديات داخلية وبنية اقتصادية" و"القضايا الناجمة عن العقوبات الأمريكية"، وقال ينبغى اتخاذ قرارات جادة وعملية لحل قضايا الاقتصاد ومنها مشاكل النظام المصرفى والسيولة النقدية والتضخم وفرص العمل وعملية تنظيم الميزانية.
 
 
 
دعا المرشد للاستفادة من مقترحات الناشطين والاقتصاديين للخروج من الأزمة، وأضاف "بالوحدة يمكننا التغلب على كل الأزمات والعقوبات، إيران يمكنها مقاومة ضغط العقوبات بالاعتماد على مواردها الطبيعية والبشرية".
 
 
 
 
 
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة