لعبة الأقدار ورحيل الأنبا بيشوي.. ماذا بعد وفاة الرجل الحديدي في جماعة البابا «شنودة»؟

السبت، 13 أكتوبر 2018 09:00 م
لعبة الأقدار ورحيل الأنبا بيشوي.. ماذا بعد وفاة الرجل الحديدي في جماعة البابا «شنودة»؟
الانبا بيشوى
عنتر عبداللطيف

برحيل الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة، فقدت جماعة "الشنوديين" بالكنيسة الأرثوذكسية رجلهم الحديدى ، الذى كانوا يرونه مدافعا شرسا عن الكنيسة التقليدية، فى مواجة ما يرونه هرطقات الكنائس الأخرى.

 

خلال الأيام الماضية أثيرت العديد من الأقاويل بشأن من سيخلف الأنبا بيشوى رئيسا للجنة المحكمات الكنسية بالمجمع المقدس؟..وهو السؤال الذى اختلفت بشأنه مصادر قبطية ، ففى حين يرى البعض أن البابا تواضروس سيختار أحد من يسموا بالاصلاحيين، يرى فريق آخر أن المرشح للمنصب سيكون من جماعة البابا شنودة ، نظرا لما يمر به ملف الرهبنة من تداعيات مؤخرا، وأن اختيار بديلا للأنبا بيشوى سيستغرق بعض الوقت ، لأن هذا الأمر يحتاج العديد من الاجتماعات والترشيحات.

 

المتابع للشأن الكنسيى يجد أن القدر لعب دورا فى توقيت وفاة الأنبا بيشوى بعد أن وقعت العديد من الأحداث الساخنة بالكنيسة منذ مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار وحتى لحظة كتابة هذه السطور.

 

43318082_1952365901468205_7704094396039299072_n
 

 

من المعروف أن الأسقف القتيل كان يعد التلميذ المخلص للقمص الراحل متى المسكين والذي كان قد دخل فى خلافات عديدة من البابا شنودة.

 

بمقتل الأنبا أبيفانيوس طالت العديد من الأزمات المحسوبين على البابا شنودة بدير أبومقار ليتم اتهام الراهب إشعياء المقارى والذى رسمه البابا شنودة راهبا عام 2010 فى الجريمة ومازال يحاكم بسببها إلى الآن.

 

أما الراهب فلتاؤوس المحسوب أيضا على " الشنوديين" فقد حاول الانتحار لتورطه فى جريمة القتل ، وهو يرقد  تحت الحراسة باحدى المستشفيات حتى يتماثل للشفاء ويجرى تقديمه للمحاكمة مع زميله أشعياء المقارى.

 

808
 

 

آخر من توفى من " الشنوديين" هو الراهب "زينون المقارى"، والذى كان قد جرى نقله من دير ابومقار إلى دير المحرق بأسيوط، ورحل فى وفاة رآها البعض غامضة حيث كان يتلوى من الالم ممسكا بمعدته وعثر فى حجرته على مبيد سام يستخدم فى حفظ الغلال.

 

اللافت أن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس يعتبر كان يعد الأقرب لاعتلاء الكرسي البابوي،فقد كان يتولى رئاسة لجنة المحاكمات الكنيسة ، وهى اللجنة التى تحدد مصائر الرهبان الذين يرتكبون مخالفات، فضلا عن أن البابا الراحل كان قد كلفه بأن ينوب عنه في مؤتمر الفيوم الذى انعقد في 2008.

يعد الأنبا بيشوى اصغر من تولى الأسقفية على  مدينتين دفعة واحدة، وهما دمياط وكفر الشيخ في 1979، بعد ترشيح البابا شنودة  له قبل قبل أن يكمل الأول  عامه الثلاثين.

 

download
 

 

ولعبت الاقدار دورا فى تولى الأنبا بيشوي منصب سكرتير المجمع المقدس ففي عام 1985 غضب البابا شنودة على الراحل الأنبا يؤانس السكرتير السابق وأسقف الغربية، حيث أن الأخير قبل الانضمام إلى اللجنة الخماسية التي شكلها الرئيس الراحل محمد أنور السادات لإدارة شئون الكنيسة بعد خلافه مع البابا شنودة عام 1981، ليصدر قارا بتولى الأنبا بيشوى المنصب بدلا من الأنبا يؤانس.

 

الدكتور مينا أسعد كامل مؤسس جماعة حماة الأيمان قال فى نعيه للأسقف الراحل :" الأنبا بيشوي الرجل الحديدي ..رجلا حسب قلب الله .. لا يعرفه الكثيرون ،هكذا أطلقوا عليه .. وأسماه البعض الجلاد".

 

تابع مينا أسعد:"نعم كان حديدا صلبا فولاذيا أمام كل تعليم بطال جالدا كل كلمه بطاله ضد الإيمان السليم  أراد البعض أن يحارب هذا الرجل فمنحه أكاليلا لا تحصى ولا تعد .. اسمحوا لي ان أشهد أمام الله بما رأيت وشاهدت وعاينت ،تحدث أمامي أحد الأساقفة المعتبرون عن حضوره سابقا محاكمه تولاها نيافه الأنبا بيشوي ، فقال " كان أثناء الحوار يحاول تصحيح أي تعليم خاطئ من فم المحاكم ، فكان يقول له ربما كنت تقصد كذا وكذا مصححا لأخطائه ، ويعود فيقول لو كنت قلت كذا لكانت ادق وأصح فلماذا لا تستخدم هذا التعبير بدلا من تعبيرك الحالي .. " وهكذا كان يبذل كل طاقته و كل جهده لتبرئة المحاكم فلربما يكون خطأ عن غير فهم أو قصد أو حتى بقصد فيعطيه فرصة للتراجع وتسليمه التعليم الصحيح ".

 

106
 

يضيف مينا أسعد كامل:" كانت هناك بعض المشاكل في الخدمة في بعض الأماكن ، ودخل بعض الخدام يشتكون بعضهم بعضا لسيدنا الأنبا بيشوي ، ومن خلال الروايات صار واضحا أمامه من معه الحق ومن أخطا في حق الأخرين ، فأشارإلى أحدهم وسأله سؤالا عن مضمون المشكلة ... ثم صرفه ، كنت أراقب المشهد لعموميته – فهو بالمناسبة لم يكن سريا بل في موضع عام – واندهشت جدا من سؤال سيدنا للشخص ، وملأ قلبي أنه كان هناك سؤالا أفضل لو سأله سيدنا كان الشخص أدان نفسه بنفسه ، إقتربت منه بوجل سائلا يا سيدنا لماذا لم تسأله عن كذا ؟ فنظر لي قائلا " عند معرفتك لحقيقة أمر لا تسأل أحدا سؤالا يخشى إجابته أمامك فيضطر للكذب أو يعلم أنك علمت خطأه فيتجنبك وتخسره .. إمنحه دائما فرصه للتوبة والتراجع "

 

يقول " أسعد" فى نعيه الذى نشره عبر صفحته " فيس بوك" :"في احد الندوات ، بدون قصد قاطعت سيدنا إحدى الحاضرات بسؤال في غير موضوعه وخارج عن الموضوع ، فإنفعل سيدنا لقطع تسلسل الأفكار في نقطه هامه ، شعرت الضيفة بالإحراج وقررت مغادرة الندوه ، ليشير هو بطرف عينه لإحدى المكرسات وينظر تجاهي ، خرجنا وراءها لا ندري كيف نذهب بإحراجها ، وسرعان ما تنتهي الندوه لاسارع فأصعد لنيافة الأنبا بيشوي على المنصه لاقول له أن فلانه زعلانه ، قبل أن أنبت ببنت شفه قال لي هي فين ؟ قلت له بالخارج على أبواب القاعه يا سيدنا ، قال لي وديني ، ونزل من المنصة غير ملتفت لمحبيه الذين تسارعوا إليه وسار حتى الضيفة الحزينة .. فيدور حوار أبوي محب أكتر من أربع ساعات فسر اسمها وتحدث عن ذكريات وأسرار لم يقصصها قط لأحد. اليوم عندما تجمعني الأقدار بهذه الشابه وتأتي سيره نيافته تتكلم عنه بكل المحبة والاحترام  والتقدير".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة