ماذا قال السيسي عن محاربة الإرهاب وسد النهضة؟.. نص تصريحات الرئيس لـ"كونا الكويتية"

السبت، 13 أكتوبر 2018 04:07 م
ماذا قال السيسي عن محاربة الإرهاب وسد النهضة؟.. نص تصريحات الرئيس لـ"كونا الكويتية"
الرئيس عبد الفتاح السيسى

قال الرئیس عبدالفتاح السیسي "لن تكون مبالغة عندما نقول ان ما یجمع كل الدول العربیة ھو مصیر مشترك ولیس فقط المصالح المعتادة في العلاقات الدولیة ،فالمصیر المشترك یعني اننا في قارب واحد" مضیفا أن "ما یؤثر على أحدنا بالخیر ینعكس على الباقین والعكس صحیح".

و أشاد  الرئيس السیسي بالعلاقات الثنائیة "المتمیزة" بین مصر والكویت تحت قیادة الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح "ومن قبلها الأمیر الراحل الشیخ جابر الأحمد الجابر الصباح".
 

جاء ذلك في لقاء للرئیس السیسي مع رؤساء تحریر الصحف الكویتیة ووكالة الأنباء الكویتیة (كونا) ومجلس ادارة جمعیة الصحفیین الكویتیة بحضور سفیر الكویت لدى مصر محمد الذویخ.

 
كما ثمن الرئیس السیسي الدور الذي یقوم به أمیر الكويت الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح في المنطقة "لضمان استقرارھا وأمنھا".

وأوضح الرئيس السيسى أن العلاقات الثنائیة بین البلدین الشقیقین ھي مسیرة ممتدة بالتعاون والتفاھم "وسوف تستمر كذلك إن شاء الله" واصفا ھذه العلاقات بأنھا "تمثل نموذجا یحتذى بھ للتعاون والاخوة الصادقة بین الدول العربیة وبین اشقاء تجمعھم روابط تاریخیة وطیدة".

356be2ad-e56d-4b45-8219-e2812bd35427
 

 

واستذكر في ھذا الصدد امتزاج الدماء المصریة والكویتیة في حرب السادس من أكتوبر 1973 وحرب الخلیج 1991 مشیرا إلى أن ذلك "دلیل قاطع على المصیر المشترك وھو الامر الذي استمر حتى الآن".

وأكد الرئیس السیسي مجددا وقوف مصر قیادة وشعبا مع الكویت مشددا على ان "أمن الكویت من أمن مصر".

وفي رده على سؤال حول رؤیته لما حدث في عام 2011 قال الرئیس السیسي إن "ما حدث في المنطقة من أحداث غیر مسبوقة عام 2011 كان علاجا خاطئا لتشخیص خاطئ وغیر حقیقي".

وأوضح أن التشخیص السلیم "یتطلب من مثقفي ومستنیري الامة العربیة القیام بدورھم في انارة الطریق للجموع وللأجیال المقبلة من خلال التوصیف السلیم

للأوضاع الحقیقیة في دولنا".

وأضاف "كما ان علیھم عبئا كبیرا في استخلاص الدروس مما حدث لكیلا تتكرر ھذه الاحداث التي تسببت في ضیاع دول بأكملھا ومقتل وتشرید الملایین من العرب وتھدید مقدرات شعوب بأسرھا".

وأكد الرئیس السیسي في ھذا الصدد "وجوب المحافظة على الدولة الوطنیة وترسیخ مفھومھا في نفوس الاجیال الجدیدة كي ینشأوا على فھم دورھا ،ومسؤولیاتھا بدقة وواقعیة ومن ثم یدركون اھمیة الحفاظ علیھا وعدم ھدم مفھوم وكیان الوطن لصالح كل من یرید ذلك".

وقال "بالنسبة لمصر فقد رفض الشعب المصري في مشھد تاریخي فرید في 30 یونیو 2013 سیطرة التیارات التي لا تنتمي لعالمنا المعاصر وترید دفع عجلة الزمن الى الوراء وفرض رؤیتھا الطائفیة المغلقة على اغلبیة الشعب".

وأضاف انھا ولأول مرة ربما في التاریخ یخرج الملایین بھذه الغزارة والكثافة الى الشوارع لینقذوا وطنھم وھویتھم ومقدراتھم".

ومضى یقول "وانا بمنتھى الوضوح لا املك الا تلبیة الارادة الشعبیة الواضحة التي تجلت في ثورة 30 یونیو" مشددا على ان الارادة الشعبیة " أمر لا یرد ونداء یتوجب علي تلبیتھا ".

وعن جھود مصر في الملف الفلسطیني للتھدئة بین حركة "حماس" وإسرائیل وفي المصالحة الفلسطینیة قال الرئیس السیسي ان السلام بالنسبة لمصر "خیار استراتیجي .. حاربنا من أجل السلام وحافظنا علیه ونبذل أقصى الجھود للتوصل الى تسویة سیاسیة عادلة وشاملة للقضیة الفلسطینیة".

وأضاف أن التسویة یجب أن "تحقق للشعب الفلسطیني أملھ المشروع في اقامة دولة فلسطینیة مستقلة عاصمتھا القدس الشرقیة وفقا للمرجعیات الدولیة ذات

الصلة وبما یوفر واقعا جدیدا في المنطقة یسمح لجمیع شعوبھا بالعیش في امان وتحقیق التنمیة".

وشدد على ان مصر مستمرة في القیام بدورھا "التاریخي" مع جمیع الاطراف "وعلاقاتنا متمیزة بالجمیع لأنھم یعرفون أن مصر تسعى لأھداف نبیلة وھي

السلام والتنمیة".

وأشار الرئیس السیسي إلى أن مصر تبذل "في ھذا الإطار جھدا كبیرا لإنھاء الانقسام الفلسطیني الداخلي وتوحید الصف وتعزیز الوحدة الوطنیة الفلسطینیة".

وأوضح أن ذلك سیساعد في دفع مساعي إحیاء المفاوضات بین الجانبین الفلسطیني والاسرائیلي والتوصل الى حل عادل وشامل للقضیة الفلسطینیة.

وحول الأزمات في سوریا والیمن ولیبیا قال الرئیس السیسي ان "أخطر ما حدث في المنطقة خلال السنوات التي تلت عام 2011 ھو انھیار الدولة الوطنیة لصالح المیلیشیات والتنظیمات الارھابیة وھذا خطر وجودي غیر مسبوق".

وأشار إلى أن "ھذه الدول العربیة ھي صمام أمان لا غنى عنھ لتحقیق حیاة آمنة لملایین المواطنین وھذه مقدرات شعوب ولا یمكن العبث بھا أو التعامل معھا بخفة وعدم جدیة".

واكد أن احترام سیادة الدولة والحفاظ على كیانھا ووحدتھا وترسیخ تماسك مؤسساتھا واحترام ارادة الشعوب وایجاد حل سلمي للازمات ونزع أسلحة الملیشیات والجماعات المتطرفة "ھي محددات تعاملنا مع الازمات القائمة بالمنطقة".

baa5eedd-ed26-4d1c-9704-a2cb9d22225f
 

 

وعن آلیة التعامل مع المخاوف من عودة المتطرفین الى بلادھم مع قرب انتھاء الحرب في سوریا ودحر ما یسمى تنظیم الدولة الإسلامیة "داعش" قال

الرئیس السیسي أن "معركة مصر ضد الارھاب ھي جزء من الحرب العالمیة ضد الارھاب ونحن ملتزمون بالتصدي للتنظیمات الارھابیة وتقدیم ید العون

والشراكة لكل حلفائنا في تلك الحرب".

وأضاف أن ذلك "ما دفعني لتبني استراتیجیة شاملة لمكافحة الارھاب في مصر والمنطقة والعالم" مبینا ان "في اطار الحرب على "داعش" فمن المھم اعادة تأكید ضرورة استعادة وتعزیز وحدة واستقلال وكفاءة مؤسسات الدولة الوطنیة في العالم العربي بما في ذلك تلبیة تطلعات وارادة الشعوب نحو النھوض

بالدولة".

وأوضح أن ذلك یتأتى "من خلال تكریس مسیرة الاصلاح السیاسي والاقتصادي والاجتماعي وھو ما نقدر انھ یمثل خط الدفاع الاول ضد ایة محاولات لنشر

الفكر الإرھابي ولدعم ایة جھود للقضاء علیھا".

وشدد على ضرورة أن "یواكب التقدم المحرز في مكافحة تنظیم "داعش" تحرك مكثف لمنع تحرك العناصر الارھابیة الى ملاذات آمنة أو قیام أطراف اقلیمیة بتوفیر ممرات آمنة لھذه العناصر للانتقال الى اماكن اخرى في شمال افریقیا ومنطقة الساحل والصحراء".

واكد أن ذلك "یعد عنصرا اساسیا في مكافحة الارھاب والقضاء علیھ في كل مكان" مبینا انھا "لیس من المقبول ان یتم القضاء على بؤر الارھاب في مناطق

معینة دون التأكد من ظھور بؤر جدیدة في مناطق أخرى".

وعن المعركة ضد الإرھاب في سیناء والوضع الامني في مصر قال الرئیس السیسي "ھناك تحسن ملموس یشعر بھا الجمیع ونحمد الله على ذلك" معربا عن الشكر "لأبناء مصر الاشداء الاوفیاء من الجیش والشرطة الذین تحملوا الكثیر خلال السنوات الماضیة".

ووجه الرئیس السیسي "تحیة من القلب" لأبطال الجیش والشرطة وللشھداء ولأسرھم مشیرا الى ان ھذه التضحیات "الغالیة من ھؤلاء الأبطال ھي السبب الاساسي للتحسن الذي یحدث وسیستمر ان شاء الله وھو ما یدركھ الشعب المصري العظیم الذي یقف وراء قواته المسلحة والشرطة ویدعمھما بلا حدود".

وقال مخاطبا الوفد الصحفي "أنتم تعلمون ان ھناك منبعا واحدا للفكر الارھابي المتطرف وھو فكر غیر قابل للحیاة والجماعات الارھابیة تتناوب الادوار من مرحلة لأخرى".

وأكد أن لمصر وقیادتھا "موقفا واضحا" في التعامل مع ھذا الامر في انھ "لا مكان في مصر لمن یرفع السلاح في وجھ المواطنین أو یروعھم او یرھبھم ولا مكان لمن یرفض التعایش السلمي ولا یؤمن بحق جمیع المواطنین في الحیاة الآمنة الكریمة".

وشدد على أن ھذه "قناعة شعب مصر التي اكدھا أكثر من مرة" مضیفا "وأنا حریص على تأدیة ھذه الأمانة".

وحول مسیرة التنمیة والاوضاع الاقتصادیة في ظل المشاریع الضخمة التي تنفذھا مصر قال الرئیس السیسي "لقد نجحنا بفضل الله وبشھادة المؤسسات الدولیة في تحقیق العدید من الانجازات خلال فترة زمنیة قیاسیة حیث تم وما یزال جاریا بناء العدید من المدن الجدیدة".

وأضاف أن ھناك مشروعات ضخمة للاسكان منھا ملیون شقة للاسكان الاجتماعي فضلا عن نقل حوالي 200 ألف اسرة من المناطق العشوائیة وغیر الآمنة الى مجمعات سكنیة متكاملة ومساكن حضاریة تتوافر فیھا جمیع الخدمات.

وذكر أن ھذا "عمل غیر مسبوق ویحق لنا كمصریین الشعور بالفخر اننا استطعنا مساعدة مواطنینا الذین عانوا طویلا من ظروف الحیاة غیر الكریمة التي لا تلیق بنا".

ووجه الرئیس السیسي إلى الوفد الصحفي الكویتي دعوة "لزیارة ھذه المجمعات السكنیة المتكاملة في احیاء "الاسمرات" و"المحروسة" و"روضة السیدة" بحي السیدة زینب وغیرھا من مشروعات تطویر المناطق الخطرة وغیر الآمنة "لتشاھدوا بأنفسكم حجم الانجاز الذي تحقق على الأرض".

وقال "وبالإضافة الى ما سبق فقد نجحنا كذلك في اعادة تأھیل البنیة التحتیة من شبكة طرق حدیثة وتطویر قدراتنا على انتاج الطاقة الكھربائیة والطاقة الجدیدة والمتجددة ومشروعات انشاء محطات المعالجة الثلاثیة للمیاه".

وأضاف أن جرى كذلك "تطویر وزیادة عدد الموانئ البحریة والجویة وتنفیذ العدید من مشروعات الانتاج الزراعي والحیواني والسمكي ،وانشاء العدید من المناطق الصناعیة وتطویر محور قناة السویس فضلا عن اصلاح التشریعات المنظمة لعملیة الاستثمار لتھیئة المناخ الجاذب للاستثمار".

وأشار الرئیس السیسي الى مضي الدولة قدما في عملیة اصلاح اقتصادي "جادة ومدروسة كان للشعب المصري الدور الاھم في تحمل نتائجھا الصعبة بما لدیھ من وعي وادراك لطبیعة المرحلة التي تمر بھا مصر".

واكد أن عملیة الاصلاح الاقتصادي "بدأت تؤتي ثمارا یشیر الیھا التحسن المستمر في المؤشرات الاقتصادیة" ومنھا معدل نمو بلغ في العام المالي (2017 / 2018 (نحو 3ر5 بالمائة وحجم احتیاطي نقدي تجاوز 44 ملیار دولار وسط جھود لتخفیض عجز الموازنة الى أقل من 10 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي.

وتطرق الرئیس السیسي إلى مرحلة ما بعد اعادة انتخابھ لفترة رئاسیة ثانیة عام 2018 مبینا انھا شملت بجانب الاستمرار في عملیة الاصلاح الاقتصادي والمشروعات القومیة الاھتمام بتطویر وتحدیث التعلیم بمختلف مراحلھ من خلال خطة تشمل التعلیم الاساسي وما قبل الجامعي "على نحو یحدث لأول مرة في مصر".

وأفاد أنه بالنسبة للتعلیم الجامعي سیتم عقد توأمة للجامعات المصریة مع أفضل جامعات العالم بھدف نقل الخبرات وبناء قاعدة جامعیة علمیة حدیثة في مصر.

وبالنسبة للصحة أشار الرئیس السیسي إلى تطورات المشروع القومي للتأمین الصحي الشامل والذي بدأت اولى مراحلھ من خلال تنفیذ المبادرة الضخمة للقضاء على فیروس التھاب الكبد الوبائي "سي" والكشف عن الامراض غیر الساریة والتي تستھدف حوالي 50 ملیون مواطن مصري في جمیع انحاء الجمھوریة.

وفیما یتعلق برؤیته لدور الشباب في التنمیة في ظل ما تولیھ الدولة من اھتمام لقضایا ھذه الفئة من المجتمع قال الرئیس السیسي ان "ھناك حقیقة واضحة ولھا مغزى مھم بالنسبة للھرم السكاني في مصر وھي ان الشباب یمثل النسبة الاكبر من عدد السكان".

وأضاف أن ذلك یعني ان مصر "مجتمع شاب متدفق بالحماس والقوة وھو ما یلھمنا للاستفادة من ھذه الطاقة العظیمة في بناء الوطن ،وتحقیق احلام الشباب في وطن حر متقدم یوفر لأبنائھ فرصا متساویة في الحیاة الامنة الكریمة".

وتابع یقول "ولذلك فإننا مھتمون بالتواصل مع الشباب سواء من خلال مؤتمرات الشباب التي تمثل منصة فریدة في مصر لیتواصل الشباب مع كبار مسؤولي الدولة وعلى رأسھم رئیس الجمھوریة.. او من خلال آلیات یجرى تطویرھا باستمرار مثل البرنامج الزمني لتأھیل الشباب للقیادة والاكادیمیة الوطنیة لتأھیل وتدریب الشباب".

وشدد على انھا "تجربة غیر مسبوقة في مصر وربما في المنطقة" تھدف لاعداد قیادات رفیعة المستوى من الشباب یستطیع قیادة الوطن لأجیال كثیرة مقبلة.

وذكر أن "فضلا عن ذلك ھناك تمكین للشباب لتولي مناصب كانت في الماضي حكرا فقط على كبار السن" مبینا ان ھناك "الآن شبابا في مناصب مساعدي الوزراء ونواب المحافظین بل ومحافظین أیضا".

وعن استراتیجیة مصر ازاء التعامل مع "سد النھضة" الاثیوبي قال الرئیس السیسي ان "استراتیجیتنا ھي التعاون والتعاون البناء وترسیخ الثقة المتبادلة .. عملنا معا لسنوات وتم التقدم في مسارات ونأمل ان یتم على جمیع المسارات وارسینا اطارا قویا للثقة والتعاون".

وأكد العلاقات الطیبة "للغایة" التي تربط القیادة المصریة مع رئیس الوزراء الاثیوبي الجدید أبي أحمد "وھناك تواصل مستمر ونأمل أن تتقدم الأمور بین الاجھزة الفنیة المعنیة بحیث یتم تحقیق رؤیة القیادتین السیاسیتین في مصر واثیوبیا وھي ضمان حق شعب مصر في الحیاة وحق شعب اثیوبیا في تحقیق التنمیة" مشددا على أن ھذا ھو التزام مصر "وھو ما نعمل على تحقیقه".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق