رصاصات الشِعر تقتل خفافيش الإرهاب.. الإبداع في مواجهة طيور الظلام بشمال سيناء

الإثنين، 22 أكتوبر 2018 09:00 ص
رصاصات الشِعر تقتل خفافيش الإرهاب.. الإبداع في مواجهة طيور الظلام بشمال سيناء
جانب من الأمسية

 

يبدو أن فشل التنظيمات الإرهابية في شمال سيناء، لم يتوقف عند محاولات سفك الدماء، بل أن محاولاتهم الأخرى لنشر الفزع وأجواء الرعب بين صفوف المواطنين، ذهبت أدراج الريح، بعدما رفض الأدباء من الشعراء والروائيين من مختلف الأعمار، الاستستلام لمحاولات إظلام ديارهم، واتخذوا من المقاهى والدواوين ركنًا لهم يطلقون منه حروف إبداعاتهم، في تحدٍ بلغة الإبداع التي يجيدونها لكل أعداء الموت على أرضهم.

أمسيات وجلسات وندوات، تصدح بنصوص أدبية تنادي بالحياة وتعظم الصمود وتؤجج لروح التضحية من أجل الوطن، ولا تتجاهل أحاسيس المعبرين عن واقع مهموم وأمل فيما هو أفضل، ويزيدها تألقا كلمات الحالمين والعشاق والمغادرين لزمن المستقبل.

امسية

وفي مدينة العريش، يلتقي أسبوعيا رجال وسيدات كبار وصغار في جلسة أدب، يلقون خلالها على مسامع بعضهم البعض جديدهم، كما يحضر ويشاركهم الشباب الموهوبين ليستفيدوا من سجالات الأدباء ويسمعون منهم تصحيح نصوصهم، بحسب الشاعر محمد عابد.

يقول عابد، إنه ورغم الظروف التي تعيشها مناطقهم إلا أنهم لم يحبسوا حروف إبداعاتهم في هذا الواقع وتحدوه؛ فهذه الجلسات لا تتجاهل شؤونهم كأدباء وفيها يناقشون تجهيزاتهم للندوات الرسمية ومشاركتهم في المؤتمرات وغيرها من الفعاليات داخل المحافظة وخارجها. ويشير إلى أن هذه الجلسات بمثابة روح لهم تثبت وجودهم.

جلسات الأدباء في مدينة العريش، تتحول في كثير من الأحيان إلى مساجلات يهدئ منها تدخل أحدهم ناقدا لنص أو مقترحا لإضافة معنى بديل، فهم يجتمعون بشكل منظم أحيانا وعشوائي في أحيان أخرى، بأعداد تتغير في كل جلسة من أعمار مختلفة سيدات ورجال، يلقون على مسامع بعضهم البعض وجمهورهم ما تجود به قريحتهم من شعر وقصة ونص أدبي.

حضور ومشاركه

ويرفض أهالي العريش الخضوع لابتزازات التنظيمات الإرهابية، عبر تنظيم تلك الجلسات التي اعتبرها الشاعر عبدالقادر عيد عياد، رئيس نادى الأدب المركزي بالعريش، مسايرة من مثقفي شمال سيناء لواقعهم وإصرار على أن لا تنطفئ شعلة الإبداع.

يقول عياد، أنهم يجتمعون ويلتقون في أمسيات قد تكون في مقاهي أو في أندية، كما تجمعهم الندوات والفعاليات الرسمية في المكتبات وكذلك الأمر في لقاءات مع طلبة المدارس الثانوية والجامعات، وكل هذا ليقترب الأديب من جمهوره.

ويضيف: «نعتبر الفعاليات تحدي يشرفنا أن نستمر فيه ضد كل ظلام فنحن أحد حملة التنوير.. لذلك لا غرابة أن يعد أدباء شمال سيناء عدتهم لاستضافة أول مؤتمر للثقافة لليوم الواحد يشارك فيه أدباء محافظات سيناء والقناة، وهي محاولة جديدة أن يصدح صوت الثقافة عاليا في مدينة العريش».

ليلة ابداع بالعريش

«هناك أنفاس على قيد الحياة» بتلك الكلمات استدلت الشاعرة ميرفت أبو فخر على فعالية كانت تشارك فيها وسط مجموعة من الشعراء. تقول «أبوفخر» إنها وفي ليلة من ليالي العريش قطعت مسافات بعيدة وهي سيدة لتصل إلى ركن المثقفين وتشارك بشعرها في أمسية من أمسياتهم، لأنها تعتبر أن مدد غذاء الروح لايكتمل للشاعر بدون أن يلقي ما بداخله على مسامع حضوره من جمهور وناقدين.

تعد هذه اللقاءات تواصلا للأجيال، وأن تتم في أي محافظة أخرى فهو أمرا طبيعا، ولكن في مدينة العريش فهذه رسالة أن أصحاب الإبداع يشاركون في التحدي، وأنهم وجه آخر لصمود أهالي سيناء، وأنهم فى العريش يتواجدون وحتى يوم الدين فالتاريخ شهد على كثير من المحن التي زالت وسيزول كل شر.. يضيف المخرج والكاتب المسرحي مجدي الشريف.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق